شخصية الشيخ نمر النمر - أشهر عالم قائد داعم للحراك والمطالب الشعبية السلمية في داخل السعودية -، ظلمت كثيراً وهناك تقصير في إعطاء هذه الشخصية حقها من الدراسات والكتابات والدفاع والتضامن وإبرازها على حقيقتها كما هي ليتعرف عامة الناس والإعلام عليها بشفافية، ومن الأسباب التي ساهمت في ذلك غياب الإعلام الحر المنصف المعتدل وضعف الإعلام المؤيد، مما أدى إلى أن يكرر بعض المواطنين، وينقل بعض الاعلام الخارجي ما تنشره وسائل الاعلام الرسمية من إساءات وتشويه لشخصية الشيخ النمر، والتركيز على شخصيته الإصلاحية والحركية والسياسية بسبب الأحداث المصاحبة للحراك والإصلاح الشامل، وغياب دوره العلمي والثقافي والأجتماعي والأخلاقي والإنساني.
ولا شك أن طبيعة شخصية الشيخ النمر الإخلاقية ومنها الزهد في الظهور في وسائل الإعلام وعدم الرغبة في البحث عن البروز والترميز والجاه ساهمت في عدم اطلاع وسائل الإعلام وأغلب الناس على حقيقة شخصيته القيادية التي ما زالت مغيبة.
من أعظم الصفات الفاضلة والسجايا الحسنة التي يتصف بها الرمز الشيخ نمر النمر: الشجاعة والتواضع، بالإضافة الى العلمي فهو عالم دين بمرتبة أستاذ في الحوزة.
الشيخ النمر؛ شجاع لا يخاف ولا يهاب أحداً في قول وفعل ما هو حق، وترتعد فرائض أعدائه مهابة منه.
وهو رمز متواضع جداً في ملبسه ومسكنه ومجلسه وتعامله مع الكبير والصغير، الغني والفقير، والبعد عن الوسائل الإعلامية - رغم سعة علمه ومكانته وحضوره الإجتماعي - فأستوعب المجتمع ومن يلتقي به؛ وما العجب من إنسان يحمل قلباً طيباً رؤفاً رحيماً تتدفق منه المحبة والعاطفة، والأبتسامة البريئة تشرق على محياه، ويتشرف بخدمة ومساعدة الاخرين .. أن يجمع الناس وبالخصوص الشباب المخلصين حوله.
وبعض الصور التي نشرت للشيخ العالم القائد النمر مع عامة الناس في المجالس أو في الأماكن العامة تبرز معدن الشيخ النمر من أصالة وشعبية وتسامح وحلم وتواضع، أما الصور التي في منزله وهو يلاطف الأطفال ببرائة تظهر مدى ما يحمل الشيخ الشجاع القوي من إنسانية ومحبة وقلب يحب البراءة.
* النمر والكلمة المثيرة
من الأمور المثيرة التي شهدت الكثير من الكلام بين الرفض والتحفظ والتأييد والتي شكلت مبرراً ومستمسكاً قوياً للسلطة للقبض على الشيخ النمر في محاولة لإنهاء دوره النضالي، وفرصة لمن لا يؤيده أن (..)، وذلك حينما قال الشيخ النمر كلمة كردة فعل وفي حالة غضب شديد - حتما يعرفها ويفهمهما جيداً من أعتقل وعذب وسجن لسنوات طويلة وحرم من أهله وحريته وحقوقه وهو بريء وذلك من قبل الجهات الأمنية -؛ حيث عبر الشيخ نمر عن موقفه وموقف ضحايا وزارة الداخلية (..) بوفاة من يعتقد أنه هو المسؤول الأول عن الاعتقالات والتعذيب وهو وزير الداخلية الأسبق الأمير نايف، الذي حمله مسؤولية السجن والأعتقال والدماء والضحايا..، غضبت السلطة منه وتحول الأمر إلى قضية شخصية وتحدي وإثبات إرادة المؤسسة والأجهزة الأمنية، اختلفت المواقف مع كلمة الشيخ القوية، البعض رأى في كلام الشيخ النمر تجاوزاً للخطوط الحمراء بحق شخص قد توفي رغم إيمانهم بصحة ما قاله، السلطة وجدت في كلامه المبرر الكافي لأعتقاله أو تصفيته للحفاظ على هيبتها الأمنية وتحطيم شخصية القائد الشيخ النمر الذي تحول إلى رمز كبير للحراك والمعارضة وقدوة يحتذى به من قبل الاخرين في كافة مناطق الوطن، إذ وجدت السلطة في فكره وشجاعته وشخصيته خطراً عليها.
* عملية تصفية لا إعتقال!
تم إعتقال الشيخ عبر أطلاق النار الكثيف عليه مباشرة، وهو صائم ووحيد وأعزل في سيارته في يوم 18 من شهر شعبان 1433هـ ، من قبل مجموعة كبيرة من المسلحين المدرعين وفرقة خاصة من القوات الأمنية..، ورغم العمل المخابراتي للعملية إلا أن رجال الأمن كانوا في حالة خوف وأرتباك شديد والدليل أستخدامهم للرصاص الحي بشكل مكثف وطائش على سيارة الشيخ، وإصابة الشيخ بعدة إصابات، ثم سحبوه من سيارته مصاباً والدماء تنزف منه فاقداً للوعي، ورغم ذلك فإن أفراد الأجهزة الأمنية في حالة خوف منه وهو بتلك الحالة "الاغماء"، - وقد تم نشر صورة لرجل أمن وهو يمسك بيده حقنة يوجهها إلى رقبة الشيخ النمر-، ثم فروا به هاربين بدون أن يشعر بهم أحد خوفاً من مواجهة نار الغضب وردة فعل الشارع، وتركوا الساحة كساحة حرب من آثار الرصاص المستخدم من قبل الجهة الأمنية التي تعتبر العملية بالنسبة لها حياة أو موت.
إنها عملية مجازفة وخطيرة وتصعيد للعمل البوليسي العسكري والعنف والقتل كادت أن تحرق المنطقة والوطن، وما زالت آثار هذه العملية والمطالبة بمحاكمة الشيخ النمر والنشطاء بحد الحرابة "الإعدام" قائمة تهدد الوطن في ظل المخاطر الكبيرة التي تمر على الوطن والمنطقة في هذه المرحلة الحساسة، مما يتطلب إعادة النظر في السياسة المعمول بها والبعد عن الحلول الأمنية والعنف، وإن حماية الوطن والمواطنين والحصول على الاستقرار الحقيقي يكون من خلال المبادرة بتحقيق مطالب الشعب والحراك والنشطاء والحقوقيين (الإصلاح الشامل)، وعبر تحديد دستور من قبل الشعب بشكل مباشر وتطبيق العدالة الاجتماعية والحرية والتعددية والمشاركة السياسية والإفراج عن المعتقلين وسجناء الرأي والتظاهر, ومعالجة الملفات المتأزمة؛ حفظ الله المواطنين والوطن والمنطقة العربية والعالم من كل شر.