الشيخوخة مرحلة دقيقة ومعقدة في حياتنا، ولكن إذا استطعنا عيشها بالشكل السليم والمتوازن، باتت أفضل مرحلة “ذهبية” نجني منها كل ما زرعناه من جهود وتعب مدى العمر.
ولكي نؤثر ايجابيا على مقومات الشيخوخة، علينا أولا وأخرا، الاعتناء بالتغذية…فهي تلعب دوراً وقائياً بغاية الأهمية …
من أجل شيخوخة ناجحة
يبدو أن تعديل العادات الغذائية ، قد يسمح بالحد من ظهور أمراض ومشاكل الشيخوخة. فاتباع نظام غذائيمتوازن وسليم، يحارب نقص أو سوء التغذية، أو ضمور الكتلة العضلية، الظواهر الإلتهابية كما والتوتر المؤكسد.
الشيخوخة واقعة لا محالة ولا يستطيع أحد التنصل منها ، لكن بإمكاننا التخفيف من مضاعفاتها السلبية بالتعامل معها بحكمة ومثابرة. وحسب الخبراء فإن الشيخوخة الناجحة معناها ، شيخوخة خالية من الأمراض، بدون إعاقات وتسمح للمسن بمستوى عالٍ ِمن النشاط الرياضي والحركة، وأيضا من الوظائف المعرفية والإدراكية، مع الإلتزام بالحياة الإجتماعية.
لا للوزن الزائد ولا للناقص…!
من أهم مقومات الشيخوخة السليمة، مراقبة الوزن والحرص على إبقائه مستقراً .لا للبدانة ولا للنحول أيضاً. فالسمنة المفرطة تسبب العديد من الأمراض القلبية الوعائية، التهاب المفاصل وغيرها من الأمراض المزمنة.
وعلى عكس المتعارف عليه، فإن معدل الإنفاق الحراري يزداد عند الشخص المُسن ، مما قاد السلطات الصحية مؤخراً، إلى زيادة الحصص الغذائية الموصى بها يومياً للشخص المُسن ، حتى بلوغ ال 36 كيلو كالوري /كلغ/اليوم الواحد. وللحفاظ على استقرار الوزن علينا أولاً محاربة نقص سوء التغذية.
يقترح الخبراء حلولاً مثل، زيادة مذاق الوجبات عبر استعمال التوابل والمنكهات ، اقتراح تغذية مدعّمة ، تسمح بتقليل حجم الحصة التي يتم ابتلاعها،كما محاربة العزلة وقلة الأمكانيات المادية.
أما حصص الطاقة ، فيجب تأمينها بشكل خاص ، عبر السكريات ذات الؤشر المنخفض، حتى عند المصابين بالسكري.
للحفاظ على الكتلة العضلية…
قد يكون الوزن المستقر مؤشرا زائفاً، فمع التقدم في السن، تتراجع الكتلة العضلية لصالح الكتلة الدهنية. ما يؤدي في بعض الحالات إلى بدانة غير لاحمة . دعونا لا ننسى بأن ضمور كتلة اللحم ، يعني تراجع الكتلة والقوة العضلية ، وهذا جزء من الهرم الطبيعي. إن مكافحة ضمور الكتلة العضلية، يتطلب قبل كل شئ ، الحفاظ على حصّة كافية وثابتة من البروتينات الحيوانية المصدر السريعة الإمتصاص وذات القيمة البيولوجية الجيدة. ,ويقترح الخبراء أن يتم تركيز الحيز الأكبر من الحصص البروتينية ضمن وجبة واحدة، للتغلب على الإحتباس الحشوي وبالتالي تسهيل وتنشيط عملية تخليق البروتينات. لكن هذة التدابير وحدها لا تكفي ، بل يجب إرفاقها بممارسة يومية لرياضة معينة، ما يساهم في زيادة الكتلة العضلية.