ارتفعت مداخيل شركات الدفن في ألمانيا بشكل كبير في العقدين الماضيين بسبب دخول التقنية إلى «علم الأموات» من أوسع أبوابه. وبعد شواهد القبور المزودة بشاشات وبرقم سري تستعرض لقطات من المحطات المهمة في حياة المتوفى، وموضة شواهد القبور الناطقة التي تعدد للزائر خصال المتوفى الحميدة، صار بوسع الزائر اليوم أن يتصل بالميت بواسطة هاتفه الجوال.
أندرياس روزنكرانس، نحات شواهد القبور المرمرية من مدينة كولون (غرب)، ابتدع طريقة جديدة بهدف نقل زائر المقبرة إلى عالم المتوفى الافتراضي. روزنكرانس نجح في نقش رقم غرافيكي، كالذي يستخدم في السلع وبطاقات السفر وغيرها، يتيح للزائر أن يصوره بواسطة هاتفه الجوال. بمعنى أن النقش المنحوت يعمل بمثابة رقم سري ويفتح المجال أمام الزائر لدخول صفحة إنترنت خاصة بالشخص. وبعد دخول الصفحة تتوفر الخيارات أمام الزائر لقراءة سيرة حياة المتوفى، أو الاستماع إلى أغنية بصوته، أو إلقاء نظرة على كتالوج الصور الخاصة به. وطبيعي يستطيع الزائر أن يقرأ بعض الأمثال التي كان المرحوم يحبذها مثل «نهاية الحياة هي بداية السرمدية»، أو يقرأ نصا شعريا من الشاعر راينر ماريا ريلكه أو ما شابه.
روزنكرانس يقول: إن النقوش الإلكترونية على شواهد القبور يمكن أن تعين زائر القبر في التعرف على حياة المتوفى، كما تحل مشكلة تضاؤل أحجام شواهد القبور. إذ تضاعف في السنوات الأخيرة خيار الدفن في الجرات، بعد الحرق، الأمر الذي أدى أيضا إلى انتفاء الحاجة إلى شاهدة القبر، أو أدى إلى تقلص حجمها كثيرا. ويتوقع نحات شواهد القبور رواج سلعته في الأيام المقبلة، ويقول: إن الطلبات تتزايد، ولكن من الضروري الحصول على موافقة إدارة المقبرة قبل شراء لوح المرمر منه، هذا لأن بعض إدارات المقابر تعتقد أن الاتصال هاتفيا بصفحة المرحوم قد يكون مسموعا للزوار الآخرين، وهذا يزعج الزائر ويخل بهدوء وقدسية الموت