ناسا تحتاج إلى مسبار للهبوط على سطح الكوكب القزم "سيريس"



يقول الباحث الرئيسي في مهمة المسبار دوان/Dawn التابع لوكالة ناسا المخصص لاستكشاف الكوكب القزم "سيريس"، إن الكوكب يعتبر الأوفر حظا ليؤوي حياة ميكروبية ماضية أو حتى حالية على سطحه.
ويعتقد الباحثون في الوكالة أن النقاط المضيئة الغامضة التي ظهرت في حفرة Occator على سطح الكوكب القزم، ناتجة عن تبخر ودائع ملحية تخرج أو خرجت منذ وقت بعيد من باطن "سيريس" العميق.
وقال كريستوفر راسل، عالم الكواكب في جامعة كاليفورنيا والباحث الرئيسي في مهمة المسبار دوان بوكالة ناسا: " هذه البقع البيضاء ربما على الأرجح مادة بيضاء أو محلول ملح تبخر ماؤه، وترك هذه البقع البيضاء خلفه، التي تدل في الحقيقة على أن هذا الكوكب ذو جسم نشط، تخرج المواد من عمق باطنه إلى سطحه، وعدم تلوث هذه البقع بهذا الشكل، يدل على أنها حديثة نسبيا".
وقد سبق ولاحظت ناسا أن "سيريس" يرجح أن يكون يحتوي على تربة ممزوجة بالأمونيا، ما يشير إلى أنه قد تشكل في محيط كوكب نبتون، ثم هاجر إلى الداخل في موقعه الحالي في حزام الكويكبات الرئيسي بين المريخ والمشتري.
ويقول راسل إن هذا الكوكب القزم يمكن أن يكون دافئا من الداخل بسبب تدفئة الضغط، وربما لوجود حرارة محبوسة بداخله من وقت تشكيله قبل نحو 4.6 مليارات سنة، أو حتى أقدم من عُمر كوكب الأرض، ويقول راسل إن سيريس كبير بما يكفي ليحتوي على الكثير من الحرارة في مركزه، حيث يبلغ قطره تقريبا 584 ميلا.
ويضيف راسل إن هناك حاجة لإرسال مسبار إلى سطح هذا الكوكب القزم خلال 5 إلى 10 سنوات قادمة، وذلك لسحب عينات منه، للتأكد من فرضية وجود شكل من أشكال الحياة السابقة عليه، أو حتى وجود كائنات ميكروبية حالية تعيش على سطحه.
وذلك لأن قياسات الرادار على سطح سيريس "تشير إلى وجود مادة تشبه الطين بدلا من الصخور الصلبة، ووجود المادة التي تشبه الطين يناسب أيضا وجود الماء عليه، وبالتالي فإن البقع المضيئة على سطحه ربما كانت تعود لمواد رطبة في الماضي، لكنها جفّت في مراحل لاحقة"، وفقا لما يقوله راسل.
ويوضح راسل أنه سيكون من الأسهل استخدام حوّامة فوق السطح بدلا من لاند روفر، يهبط بالكامل على سطحه، وذلك لأن جاذبية الكوكب القزم أقل بعشر مرات من تلك الموجودة على المريخ، ولذلك فمن الناحية النظرية، سيكون استخدام الحوامات دون الهبوط على سطحه أسهل بشكل كبير جدا لتنفيذ عمليات البحث.
المصدر: فوربس