العراق في 2015.. تحديات أمنية وسياسية واقتصادية جمة



رفع العلم العراقي داخل المجمع الحكومي في الرمادي
وسط عواصف محلية وإقليمية ودولية، يرى البعض أن حكومة العبادي عبرت أو تكاد بحراً من المشكلات والمعضلات وحاولت أن تمسك بزمام الأمور في عامها الأول .
البعض يرى أن نجاح رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في تحرير تكريت في ربيع 2015 وسنجار في خريف العام ذاته، قبل انطلاق عملية تحرير الرمادي من قبضة "داعش"، هو من أبرز إنجازات حكومته، وقد تكون حكومة العبادي قد حققت ذلك عبر تحرير كل من تلك المدن بطريقة تختلف عن الأخرى، وهي بذلك تكون قد كسبت أطرافا عراقية مشتركة في الحكومة بينها نزاعات تتعلق بطريقة مواجهة داعش بالرغم من أنها متفقة على ضرورة محاربة التنظيم.
ذلك أن الحشد الشعبي كان يصر على أن يشارك في تحرير كل شبر احتله داعش بعد حزيران 2014 لكن ذلك لم يكن يرضي باقي الأطراف التي ترى أن سكان المناطق المحتلة يجب أن يكون لهم الدور الأبرز في تحرير مناطقهم وبسط السيطرة على الأرض بعد تحريرها.. وهكذا وجدت حكومة العبادي نفسها عالقة بين مطالب متضادة وأجندات متضاربة بالرغم من أن هدف الأطراف جميعاً واحد.
فقد تحررت تكريت بمشاركة فاعلة للحشد الشعبي، في حين جاء تحرير سنجار بمشاركة من قوات البيشمركة الكردية، وبدأت عملية الرمادي بمشاركة حشد عشائر من الأنبار.


رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي
ومن أبرز التحديات الإقليمية والدولية فضلاً عن المحلية التي تواجه العبادي، هناك مسألة التحالفات المتعددة، من المركز المعلوماتي ومركزه بغداد، إلى التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، ثم التحالف الإسلامي الذي أعلنت السعودية عملها على تشكيله، بالإضافة إلى كيفية مواجهة التدخل التركي العسكري الأخير.
وقد اعتادت أطراف في التحالف الوطني الذي ينتمي إليه العبادي على توجيه اتهامات مباشرة إلى التحالف الدولي بعدم الجدية في مواجهة داعش.. اتهامات كان آخرها ما صرحت به النائبة عن ائتلاف دولة القانون فردوس العوادي بشأن عدم مشاركة الحشد الشعبي في تحرير الرمادي وعملية إنزال أمريكية في الحويجة.. فقد قالت العوادي إن الولايات المتحدة هدمت البنى التحتية للعراق قبل أن تخرج منه، فهي تريد الآن تقسيم البلاد، موضحة أن واشنطن غير جادة في محاربة عصابات داعش الإرهابية، وأنها تنفذ عمليات ترمي إلى إشراك طوائف وقوميات معينة بهدف صنع فجوة كبيرة بين مكونات الشعب العراقي، موضحة أن القوات الأمريكية قامت قبل أيام بعملية إنزال جوي على أحد مقرات داعش في منطقة الرياض بمحافظة كركوك، وأشركت فيها قوات كردية خاصة.
يحدث ذلك في وقت وصل فيه مستشار الأمن الوطني العراقي فالح الفياض إلى العاصمة الروسية موسكو، حاملاً رسالة من العبادي إلى الرئيس فلاديمير بوتين.. وقالت مصادر إعلامية إن الرسالة تتعلق بضرورة تعزيز الجهود الدولية لمكافحة الاٍرهاب وتطوير العلاقات بين بغداد وموسكو على مختلف الصعد.


القوات العراقية بالقرب من المجمع الحكومي في الرمادي
كل ذلك يأتي في وقت بات التدخل البري الأمريكي أمراً واقعا وانتشر فيه حديث أمريكي عن مشاريع تقسيم إذا لم تتحقق المصالحة الوطنية.
حديث التدخل البري سبقه مشروع قرار أمريكي للتعامل مع الأكراد والسنة في العراق كـ "بلدان مستقلة" كان قد جرى بحثه في أيار الماضي، حيث صوتت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي على قانون يتعامل مع البيشمركة والفصائل السنية المسلحة كقوتين مستقلتين، وذلك في سياق بحث تقديم مساعدات أمريكية مباشرة لهما بعيدًا عن حكومة العراق المركزية.
وهكذا تودع حكومة بغداد عامها الأول وتستقبل عامها الثاني وسط انتهاكات خارجية لسيادة الدولة، فضلًا عن أزمة اقتصادية خانقة بسبب هبوط أسعار النفط، إضافة إلى أزماتها الداخلية مع حراك شعبي ينتظر إصلاحات حقيقية.. وهذا كله في ظل حصاد مر مع التحالف الدولي في العراق.
وفي الوقت الذي لا يزال فيه تنظيم داعش يسيطر على مساحات واسعة من الموصل، ومعظم أجزاء الأنبار، ومدن عراقية أخرى، يبقى الغموض سيد الموقف فيما يتعلق بموعد حسم الحرب والقضاء على التنظيم الإرهابي.


http://ar.rt.com/h9ww