بين صمت التماثيل والابواب المغلقة يضم المتحف البغدادي العديد من الصور والعادات والتقاليد العراقية التي تحتوي على لذة الماضي وبساطته هذا الصرح الحضاري الذي له اهمية خاصة لدى العراقيين وغير العراقيين من السواح الذين يرتادون البلاد .
أفتتح المتحف البغدادي في كانون الثاني سنة 1970 بموقعه الحالي على ضفاف دجلة قرب المدرسة المستنصرية وجسر الشهداء وفي شباط من السنة ذاتها افتتحت في المتحف مكتبة تضم في خزاناتها وثائق ومراجع ومصادر عن مدينة السلام. يضم المتحف غالبية المعالم الحياتية لسكان بغداد الأوائل وتعد بناية المتحف البغدادي من المباني القديمة في بغداد، حيث يعود تاريخ إنشائها إلى عام 1869 في العهد العثماني. واستخدمت أولاً كمطبعة لولاية بغداد ايام حكم الوالي مدحت باشا. ويوثق المتحف مدة زمنية من تاريخ بغداد وينقل تفاصيل دقيقة عن حياة البغداديين ويلقي الضوء على التراث ونمط الحياة التقليدية لبغداد القديمة. ويستعيد بساطة الحياة وتماسكها وثراءها الاجتماعي من خلال مشاهد واقعية تجسد الشكل والحركة والالوان أبدعها فنانون عراقيون صنعوا تماثيل الشخصيات بلغة ذات صلة بالموروث الشعبي والتراثي لبغداد ويضم المتحف 385 تمثالا تجسد عادات وتقاليد مجتمعنا البغدادي الأصيل وثم استحداث ما يقرب من عشرة تماثيل جديدة لمشاهد فولكلورية بغدادية. فعمدت أمانة بغداد على انشاء المتحف البغدادي ليوثق بأمانة وموضوعية وعلمية مدة زمنية من تأريخ العاصمة وينقل للأجيال الحاضرة واللاحقة تفاصيل دقيقة من تاريخ اجدادهم كيف كانوا يعيشون وماذا كانوا يمتهنون ويعملون وكيف كانت العوائل البغدادية تمارس طقوسها الحياتية وتقاليدها الشعبية وماذا كانت تستخدم تلك العوائل من وسائل ومواد منزلية حيث تم تكليف فريق عمل لعمل مجموعة من التماثيل موزعة على 45 مشهدا» يمثلون اصحاب المهن والحرف البغداديين وبعد ان انتهت الأعمال كافة أفتتح المتحف البغدادي بتاريخ 1/1/1970 بموقعه الحالي القريب من ضفاف نهر دجلة وراح هذا المتحف على مدى الشهور والسنين يحظى بأهتمامات الكثير من الشرائح الأجتماعية من الناس على مختلف مستوياتهم الثقافية والأجتماعية وبدأ يستقبل الزوار من أعمار مختلفة ومن اهتمامات متنوعة كما غدا مزارا» لكل الشخصيات السياسية المهمة التي تحل في بغداد والوفود الرسمية والشعبية .
ترجع فكرة انشاء المتحف الى أمين بغداد الاسبق السيد مدحت الحاج سري بعد ان عاد من زيارته لإحدى الدول المجاورة للعراق وفي رأسه فكرة صمم على تنفيذها وهي تأسيس متحف شعبي في بغداد. وعلى هذا الأساس شرعت أمانة بغداد في عام 1968 بتأسيس المتحف البغدادي.ِ وفي عام 1985 جرت عليه عملية تطوير كبرى لارجاء المتحف كافة تعلقت بالأعمال الأنشائية وأنشاء الزقاق البغدادي الذي ضم 39 مشهداً جديداً انتشرت فيما بينها مئة وسبعة شخصيات لم تكن موجودة سابقاً وفي عام 1989 استحدث مرفق جديد في المتحف اكسبه هوية شعبية أكبر بعد ان شيد داخله السوق البغدادي والمطعم البغدادي إضافة إلى تهيئة قاعة مناسبة لاقامة الحفلات الغنائية. وكان يرتاد المتحف البغدادي ما يقرب من «400 ـ 500» زائر يومياً وحسب المواسم والسفرات المدرسية وكذلك الوفود الاجنبية والعربية التي تزور بغداد لتطلع عن قرب على التراث البغدادي وينظم مساء كل يوم جمعة حفلة للمقام العراقي . في شهر رمضان الكريم يقدم المتحف سهرة رمضانية تتخللها لعبة «المحيبس» وبأنغام المربعات البغدادية. أضافة الى المطعم البغدادي الذي كان يقدم الأكلات البغدادية. ولا بد من الاشارة الى ان مقتنيات المتحف لم تسرق من قبل اللصوص وتمت المحافظة عليها وحمايتها الا ان مبنى المتحف اصيب باضرار جراء القصف الجوي وتقوم ادارة المتحف بصيانته واعادة تأهيله.
ويضم المتحف اضافة الى الفولكلور قاعة لهدايا زواره من ساعات ومشغولات نحاسية بالاضافة الى مصباح يعود للملك فيصل الاول مختوم بختمه.
ومن ابرز موجودات المعرض • البلم والبلام هو القارب او الزورق النهري الصغير.. ومن يعمل عليه يقال له بلام... والبغداديون عرفوا البلامة الذين يحصلون على رزقهم حيث يقومون بنقل الناس بين الكرخ والرصافة وما زال الناس يقبلون على هذه الوساطة خاصة في ايامنا هذه حيث تقطعت السبل واغلقت الشوارع الرئيسة.•
التتنجي هو بائع التبغ بانواعه كافة، تبغ السيكارة والناركيلة ، ظهرلأول مرة في بغداد اوائل القرن السابع عشر مع انتشار التتن.
ام الباقلاء:وهي سيدة كانت تفترش نهايات الازقة لتوفر لسكان الحي وجبة الفطور.
جراخ الخشب تعد جراخة الخشب من الصناعات التي تعتمد على مادة الخشب اذ تتم صناعة رؤوس الأسرة و»القنفات» وكذلك «المصاريع» وهي لعبة للأطفال وكذلك «الجاون» وهو مايشبه «الهاون» الخشبي.
الجلج:الكلك وسيلة للنقل في العراق القديم وهو عبارة عن مسطح يصنع من الاغصان وسعف النخيل وهو وسيلة نهرية أستخدمها القدماء في الحروب والتجارة والأسفار ونقل الرقي.
الحياج:الحياكة والنسج كانت تتم باستخدام «الجومة» وهي هيكل خشبي يشكل أطاراً للخيوط التي يجري بينها المكوك ومشط خشبي كبير يحركه الحايج من أجل الحصول على نسيج متشابك.
جراخ السكاكين:كان البغداديون يشاهدون صباح كل يوم عددأ من الرجال يحملون على ظهورهم دواليب لجراخة سكاكين المطبخ والمقاصيص.
المـــلا:يعد بيت الملا أول روضة للأطفال أو ما يشبه بداية الدراسة الأبتدائية حيث يتعلم الاطفال قراءة القران الكريم ويختمون قراءته واشهر ما في بيت الملا هي العصا.
مجلد الكتب:حين أزدهر عصر التدوين في بغداد في صدر الدولة العباسية كان الوراق والمجلد أشهر الناس في سوق الوراقين ومن ثم سوق السراي .
المجاري:أطلق البغداديون لفظة»المجاري « على من يكري دوابه للمسافرين أو الناقل للبضائع على ظهر الدواب.

النداف:وهو العامل على أعادة ندافة القطن أو الصوف وعمل الوسائد وفرش السرير وخياطة اللحف.


المصدر جريدة المستشار