النتائج 1 إلى 2 من 2
الموضوع:

صناعـــة الفخــــار في العراق بــــين الأصالـــة والاندثــــار

الزوار من محركات البحث: 4 المشاهدات : 208 الردود: 1
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: October-2013
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 83,720 المواضيع: 80,349
    التقييم: 20820
    مزاجي: الحمد لله
    موبايلي: samsung j 7
    آخر نشاط: منذ ساعة واحدة

    صناعـــة الفخــــار في العراق بــــين الأصالـــة والاندثــــار

    تمثل الحرف اليدوية معلما من معالم الإبداع التي تتزايد قيمتها عبر العصور لأنها تعكس مشاعر وأحاسيس صانعها التي يجسدها من خلال تشكيلها وزخرفتها مستخدماً أدوات بدائية بسيطة، وتعتبر صناعة الفخار حرفة قديمة في العراق توارثها الأبناء عن الآباء والأجداد والتي تعد من أقدم وأهم الحرف التقليدية التراثية في العراق لمواكبتها الحضارات الإنسانية منذ الأزل وحتى يومنا هذا. وتعد صناعة الفخاريات أبرز الموروثات الشعبية في الصناعات اليدوية في العراق، وتشير البحوث التاريخية إلى إن هذه الصناعة ازدهرت في بلاد وادي الرافدين قديما نتيجة توفر مادتها الأولية وهي الطين الخالي من الأملاح لاسيما بعد اختراع دولاب الفخار في موقع تل العبيد قرب مدينة الناصرية جنوبي العراق في أواخر العصر الحجري القديم.
    كما انه عثر في مواقع عدة من العراق على أنواع مختلفة من الفخاريات التي صنعها الإنسان بطرق بسيطة لسد احتياجاته المنزلية. وتعتبر هذه الصناعة من الصناعات الحرفية التقليدية القديمة، ولا يوجد تاريخ معين أو ثابت لهذه المهنة، فهي من الحرف الشعبية القديمة جداً، وقد أثبت ذلك ما أشارت إليه الحفريات والتنقيبات الأثرية التي تم اكتشافها في العديد من المدن الأثرية القديمة، وهي عبارة عن قطع فخارية يرجع تاريخ بعضها إلى الألف الرابع قبل الميلاد. يستخدم في صناعة الفخار طين خاص، عبارة عن تراب أحمر مشبّع بماء المطر (لا الماء العادي)، يؤخذ من منطقة خاصة بعيدة عن النخيل أو المساكن، وبعيدة أيضاً عن وطئ الأرجل، أو وصول الناس أو الحيوانات أو السيارات، ويجب أن تكون قد تشبعت بماء المطر بصورة كافية، بحيث أن المطر بقي فيها مدة من الزمن حتى تتحوّل إلى (كتل) طينية صغيرة، ثم تكون قد جفّت من المطر فيما بعد. أما كيفية صناعة الفخار، فيتم ذلك من خلال عجلة يتم تثبيتها داخل حفرة في الأرض، حيث تشكل الأواني، وبعد ذلك يتم إدخالها في أفران حرارية مصنوعة من الحجر الناري التي تتحمل درجات حرارة عالية جدا. والفخار أنواع وأشكال، ولكل منها مواصفاته وأسماؤه، فمثلا هناك الإبريق الصغير يسمى بلبل، والكبير كراز، والأكبر عسلية، ثم هناك الجرة، والزير وهو مخصص لتخزين ماء الشرب. إن «الفرن» الذي يوضع فيه الفخار للتعرف على مشاكل الحرفيين ومراحل صناعة الفخار التي تتكون من 3 مراحل. وفي المرحلة الأولى تكمن في تصفية الطين من الشوائب بعد أخذه من الصخور الطينية التي تتواجد في بعض القرى والمدن بالمحافظة وهي من أجود أنواع الطين على مستوى المنطقة ثم تجهيز الطين بنقعه لمدة 24 ساعة ثم يصفى على شكل روب «سائل» ويترك مدة مع اختلاف الفصل في الشتاء لمدة شهر وفي الصيف من 15أيام الى 20 يوما حتى يتماسك.

    الفخاريات تصنف إلى أنواع مختلفة كما إن استعمالاتها متعددة فمنها (الحب) ويستعمل في حفظ ماء الشرب وتبريده، ويكون على أحجام مختلفة و(البواكة) وهي صغيرة الحجم وتوضع تحت الحِب لخزن الماء المتساقط منه، و(التنكة) وتسمى في البصرة بـ (الشربة) التي تستخدم لشرب الماء و(القوق) وهو خاص بالنواعير، ويستعمل أيضا في الجدران والنوافذ حيث يخفى داخل الجدران والنوافذ لخزن بعض الأشياء فيه. وزاد: كذلك توجد (البستوكة) وتتميز البساتيق على سائر الفخاريات الأخرى بان النصف الأعلى منها مطلي باللون الأزرق وكانت تستعمل في خزن بعض المواد الغذائية بداخلها مثل الطرشي أو الدبس والدمبك (الطبل)، أما الجرة فقد أهملت صناعتها منذ عهد بعيد. وان «هذه المنتوجات لازالت مطلوبة من قبل المواطنين سواء في محافظة البصرة أو باقي محافظات العراق ويستخدمها الناس في العديد من المناسبات. والكثير من المعامل في منطقة النهروان في بغداد مستمرة في عملها بإنتاج مختلف الأنواع من الفخار كالحب والبستوكة والشربة، ورغم قلة انتاجها قياسا بالفترات السابقة لكنه يدل على ان هذه الصنعة لازالت رائجة ومستمرة وما يميز هذه المنتوجات حفاظها على شكلها التقليدي دون تغير منذ عشرات السنين. وعن طريقة صنع الفخاريات يعتبر الطين الحري الخالي من الأملاح المادة الرئيسية في صناعة الفخار حيث يبدأ العمل بعجن الطين بالأقدام وبعد إن يتحول عجينة سهلة تجري عملية تقطيعه إلى كتل بحسب المادة التي سيصنع منها ثم يقوم الاسطة بتشكيل عجينة الطين مستخدما آلة الجرخ الدائر. وأوضح: تمر صناعة أي نوع من الفخار بعدة مراحل فبعد الانتهاء من تشكيل الطوق الأول يتم تجفيف المنتوج عن طريق تعريضه إلى أشعة الشمس لمدة ساعة تقريبا وهذه العملية يقوم بها احد العمال المختصين والذي يطلق عليه (المداريجي)، ثم يعاد المنتوج ليضاف إليه الطوق الثاني، وبعد إن يجف يتم إضافة الطوق الثالث.وبعدها يوضع في حلقات على شكل كتل طينية تزن كل كتلة من 1 إلى 3 كيلوغرامات، ثم يفرغ من الهواء ويوضع على شكل دواليب «الجرة» وتسهيل ذلك بالماء ثم يجفف ويأخذ مدة في الشتاء شهرين.اما في الصيف فعشرة ايام، وتأتي المرحلة الأخيرة بوضعه داخل الفرن او «الذي يكفي 200حبة من النوع الوسط ويجهز بعد 18ساعة صيفا والشتاء 24 ساعة ثم يترك لمدة يومين حتى يبرد ثم يستخدم الفخار كل حسب حاجته. وعلى صعيد المخاوف من انقراض هذه المهنة وتراجع صناعتها يؤكد الحاج أبو سهيل أنه سيحافظ على مهنته من مخاطر الانقراض والضياع وأنه سيورثها لأبنائه ولأحفاده من أجل الحفاظ عليها في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها القطاع وفي ظل التطور التكنولوجي في الصناعة والذي يهدد هذه المهنة اليدوية بالانقراض.


  2. #2
    صديق نشيط
    تاريخ التسجيل: June-2015
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 258 المواضيع: 24
    التقييم: 134
    مزاجي: بلا قيود
    أكلتي المفضلة: دولمه
    موبايلي: IPhone
    آخر نشاط: 16/April/2024
    صناعات جميله

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال