النتائج 1 إلى 2 من 2
الموضوع:

ميلاد مبارك للمسلمين

الزوار من محركات البحث: 246 المشاهدات : 1774 الردود: 1
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: January-2012
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 1,323 المواضيع: 470
    صوتيات: 4 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 326
    مزاجي: عالي جدا
    أكلتي المفضلة: خيارباللبن
    موبايلي: x2
    آخر نشاط: 3/June/2022

    ميلاد مبارك للمسلمين






    تاليف
    احمد علي مجيد الحلي
    تقديم و مراجعة
    مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف


    الاهداء :
    الى الكهف الحصين وغياث المضطر المستكين وملاذ المؤمنين .
    إن حقوق إمامنا صاحب العصر والزمان أرواحنا فداه علينا كثيرة :
    فهو العمود بين السماء والارض ...
    وهو الشمس التي حجبتها غيوم ذنوبي الكثيرة
    (1) .
    نأي حقٍّ منه لا أستطيع أن أقابله بالشكر والاحسان .
    فكل شكر اليه ، هو بالحقيقة منه واليه .
    ويقال إن النبي سليمان بن داود عليه السلام قَبل هدية القنبرة .
    وكانت تلك الهدية جراده .
    فعلّ إمام زماني يقبل هديتي هذه المتواضعة فهي منه واليه .
    وهديتي له عبارة عن بحث بتاريخي عن مقامه عجل الله تعالى فرجه الشريف في الحلة الفيحاء .
    ليفي لنا الكيل ويتصدق علينا ان الله يجزي المتصدقين .
    إذ مسنا الضر وهو الرحمة للعالمين .
    خادمه
    أحمد علي مجيد

    ------------------------------------
    (1) اشارة الى الحديث المروي عنه عجل الله تعالى فرجه الشريف : ( واما وجه الانتفاع بي في غيبتي فكالأنتفاع بالشمس اذا غيبتها السحاب عن الابصار ) كشف الغمة ، ج 3 ، ص 34 .

    تاريخ مقام صاحب العصر و الزمان عليه السلام _ 5 _
    الدرة البيضاء :
    هذه إضمامة عطرة تفضل بها سماحة العلامة الجليل السيد ...
    (1) .
    مور خابها عملنا المتواضع هذا قائلاً : بِيَراع أحمدَ خُطَّ سَفْرُ فَوائِدٍ لـِ ( مَقامِ مَهْدي الهُدى ) سَطَعَتْ بِهِ ذاكَ الّذِيْ في الحِلَّةِ الفَيْحاءِ قَدْ تمضِي القُرُوْنٌ وَ نَشْرُهُ مُتَأرِّجٌ هُوَ للمِلائِكِةِ ( المَطافُ ) فَرُكَّع وَ لِشِيْعَةِ الكَرّارِ فيهِ تَضُرُّعٌ قَدْ فازَ أحْمَدُ مُذْ تَتَبَّعَ جاهِدا أكْرمْ بِهِ إذْ أرَّخُوْا : مْنَ فائِزٍ هُوَ ( مَصْدَرٌ ) للباحِثْينَ وَ ( مَوْرِدُ ) أنْوارُ قُدْسِ للضَلالِ تُبَدَّدُ باهى بِهِ تَأرِيْخُهُ المُتَجَدِّدُ وَ الذِكْرُ مِنْهُ في الزَّمانِ مُخَلّدُ مِنْهُم بِذَيّاكَ ( المَقامِ ) وَ سُجَّدُ وَ تَوَسُّلٌ وَ تَبتُّلٌ وَ تَهَجُّد حَرَماً لِنِسْبَتهِ الدَّليلُ يُؤكَّد بالدُّرَّةِ البَيْضاءِ وافى أحْمَدُ

    90 + 98 + 242 + 845 + 97 + 53 = سنة 1425 هـ

    و من غريب اتفاق هذا التاريخ ان لي أخا في الله اسمه فائز وهو أول و من شجعني على كتابة هذا الكتاب ، دون علم السيد المؤرخ لهذا الكتاب ، فخرج تاريخ اتمام الكتاب ، باسم فائز و الحمد و لله رب العالمين .

    ------------------------------------
    (1) و السيد هذا هو من نزلاء مدرسة الامام الاكبر الشيخ محمد حسين آل كشف الغطاء ، في النجف الأشرف و من تواضعه ، طلب مني أن لا أذكر اسمه رغم شهرته .

    تاريخ مقام صاحب العصر و الزمان عليه السلام _ 7 _
    بسم الله الرحمن الرحيم


    مقدمة المركز :
    الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد و آله الطيبين الطاهرين المعصومين المنتجبين ولا سيما صاحب العصر و ناموس الدهر بقية الله في أرضه و حجته على عباده سمي رسول الله صلى الله عليه وآله وكنيه الحجة بن الحسن المهدي العسكري أرواحنا لتراب مقدمه الفداء .
    و اللعنة الدائمة على أعداءهم أجمعين من الأولين و الآخرين خاصة المنكرين للإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف و المشككين فيه .
    من الأمور الثابتة عن أهل بيت العصمة و الطهارة الندب الى احياء امرهم و التأكيد عليه حيث ورد عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال : ( احيوا أمرنا رحم الله من احيا امرنا ) وورد عنه عليه السلام انه قال لبعض اصحابه ( تجلسون و تتحدثون قال نعم جعلت فداك قال : ان تلك المجالس أحبها ) و هذه النصوص و غيرها تكتشف بما لا يشبه شك اهمية احياء أمرهم صلوات الله عليهم بين مختلف الطبقات الاجتماعية و العلمية و الفكرية ، والتأكيد على مسألة التذكير بهم ويمناقيهم و خصوصياتهم بالدعوة المتكررة منهم عليه السلام لحضور مواليهم في مقاماتهم و زيارتها و عمارتها و توجيه اذهان الأمة الى اهميتها لما في تشييد المقامات المنسوبة لأهل الكمالات من دور مهم في شد الناس الى دينهم و الى أئمتهم وهو منهج الهي أول من أمر به واسسة الله تبارك

    تاريخ مقام صاحب العصر و الزمان عليه السلام _ 8 _
    وتعالى حيث جعل الكعبة البيت الحرام محلاً يؤمه الحجيج لا لحاجة منه اليهم بل لتوثيق ارتباطهم بربهم ولم يكن هذا المورد خاصاً بالبيت الحرام بل هناك مجال اخر دعى الله فيها بعض الأنبياء ان يجعلوا من بعض الأماكن محالاً تكون عنصرا لتوثيق الترابط بين العباد وربهم حيث قال تبارك و تعالى مخاطبا موسى و هارون عليها السلام ( وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً ) و قال : ( وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلى ) .
    وأثنى الله تبارك و تعالى على الذي بنى مسجداً على الكهف الذي لجأ اليه الصالحون بعد ان بعثهم من ليثهم فيه ثلاثمائة سنة وازدادوا تسعاً ( لنتخذن عليهم مسجدا ) .
    وقد شاع بين المسلمين زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه و آله و الاحتفاء به والتبرك بالمساجد التي صلى فيها او زيارة قبور الشهداء لما لها بالاضافة الى بعدها الديني و التاريخي من دور مهم في ربط العباد بربهم و دينهم و تأكيد عقيدتهم و حفظ سلامة مسيرتهم الفكرية و العلمية و العقائدية .
    وقد اهتم الأئمة عليه السلام تأسيا بالرسول الأكرم صلى الله عليه و آله بالاهتمام بالمواضع ذات البعد الديني حيث اشتهر عنه صلى الله عليه و آله انه كان يحتفظ بشيء من تراب الموضع الذي استشهد فيه الامام الحسين عليه السلام بعد عشرات السنين ، ووقف أمير المؤمنين عليه السلام و قد فاضت به الالام و الحسرة عند مروره في كربلاء عند المواضع الذي سيضم شهداء العترة الطاهرة .
    ومن المواضع التي كانت محل اهتمام أهل البيت عليهم السلام المواضع التي تخص ايام الظهور المبارك للمولى صاحب الزمان أرواحنا لتراب مقدمه الفداء فنجد في روايات متعددة الاشادة بمسجد السهلة و مسجد الكوفة لكون الأول محل سكناه و الثاني موضع حكمه صلوات الله عليه .

    تاريخ مقام صاحب العصر و الزمان عليه السلام _ 9 _
    بل هناك اهتمام خاص من الناحية المقدسة عجل الله تعالى فرجه الشريف في بعض المواضع و المحال و التي منها مسجد جمكران في مدينة العلم و الفقاهة قم المشرفة حيث وردت الروايات عن الثقات و الاجلة بان امربناء هذا المسجد الشريف كان صادراً عنه صلوات الله عليه .
    و من هنا فان مسألة الاهتمام بالمواضع المنسوبة للامام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف يجب ان تنال الاهتمام اللائق بها لعدة أمور :
    1 ـ ان الاهتمام بهذه الاماكن من شأنه ان يوثق ارتباط الناس بالإمام المهدي عليه السلام وهو أمر مندوب شرعاً .
    2 ـ ان هذه المواضع لما لها من اهمية و قدسية يجب ان تكون مركزاً لنشر العقيدة وبناءها بناء صحيحاً .
    3 ـ الاهتمام بهذه المقامات بالاضافة الى دوره العلمي و الفكري و العقائدي من شأنه ان يحفظ التراث الشيعي الذي غالبا ما يتعرض بسبب السياسات الهوجاء للنواصب للتدمير و التضيع .
    4 ـ ان هذه المقامات تكشف عن البعد الحضاري للشيعة و تكشف بالملازمة عقيدتهم بائمتهم خاصة الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف .
    5 ـ ان هذه المواضع لم تأت من عدم بل هي محال لنزول الفيوضات و اجابة الدعوات و حل المشكلات و مثل هذه المواضع لا يصح اهمالها و تركها لما لها من آثار مهمة .
    ومركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف لما يشعر به من اهمية نشر العقيدة في الإمام المنتظر أرواحنا لتراب مقدمه الفداء و اهمية احياء كل ما له علاقة به صلوات الله عليه تبنى نشر ما خطه يراع الأخ الفاضل أحمد

    تاريخ مقام صاحب العصر و الزمان عليه السلام _ 10 _
    الحلي الذي قدم دراسة وافية حول تاريخ مقام الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف في الحلة و ضم اليه جملة من الأبحاث الأخرى التي جعلت من الكتاب مفتاحا لمن يريد دراسة تاريخ الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف والحلة الفيحاء المحروسة .
    وفي الختام نسأل الله تعالى أن يجعل اعمالنا موضع رضا سيدنا ومولانا صاحب العصر صلوات الله عليه وان يوفقنا ان نكون جنوداً في الذود عن ساحه قدسه وان يرزقنا في الدنيا رؤيته و نصرته و يمتعنا بالطافه ورعايته ، ويرزقنا في الآخرة شفاعته و شفاعة آبائه الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين .
    مدير المركز
    السيد محمد القبانچي

    تاريخ مقام صاحب العصر و الزمان عليه السلام _ 11 _
    بسم الله الرحمن الرحيم


    المقدمة :
    الحمد لله الذي جعل الكرامات لأصحاب المقامات و خصهم بالمآثر الخالدات و الصلاة و السلام على فخر الكاثنات و علة الموجودات سيد الانام المظلل من حر الهجير بالغمام محمد بن عبد الله المؤيد بالبراهين و المعجزات وعلى آله الطاهرين أئمة الخلق المعصومين من كل رجس و هنات و بعد :
    فان العناية بآثار أولياء الله والاهتمام بتعظيمها من الامور الازمة لأن فيها إعلاءً لشعائر الله تعالى كما يستأنس بذلك بقوله تعالى ( وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى )
    (1)وان من الآثار الخالدة و المقامات المقدسة هو مقام بقية الله في أرضه الخلف الصالح إمامنا المهدي عجل الله فرجه و سهل الله مخرجه في الحلة الفيحاء هذا المقام الشريف الذي مرت عليه قرون متطاولة و هو قائم يطاول عوادي الزمن ويتحدى عبث الصروف و كنت منذ حقبة من الزمان مولعاً بتتبع آثاره وتنسم أخباره ، فلم أجد سفراً يضم بين دفتيه ما يتعلق به ويستوفي تاريخه ، بل ألفيت أخبارا متناثرة هنا وهناك لاتشبع نهم الباحث ولاتروي ظمأالمتتبع فحزّ في نفسي أن يظل تاريخ المقام الشريف في زاوية الظل لم تسلط عليه الاضواء الكاشفة فهزني باعث الولاء لعترة النبي النجباء الا أن أتتبع أخبار هذا المقام المبارك باحثاً في بطون الكتب القديمة و الحديثة من مخطوط ومطبوع ولم أكتف بما وقفت عليه من مصادر في مكتبات

    ------------------------------------
    (1) البقرة : 125 .

    تاريخ مقام صاحب العصر و الزمان عليه السلام _ 12 _
    العراق بل سافرت الى بلاد اخرى منقباً في مخطوطاتها و مطبوعاتها مستفيدا من بعض الاشارات في الوقوف على مظان الفائدة مما يتعلق بهذا الاثر الخالد ، و شفعت ذلك باستحفاء السؤال من الباحثين المحققين و الشيوخ المعمرين من أهل الحلة في ما يتصل بموضوع هذا البحث ، ومن الجديد فيما قمت به في هذه الدراسة الرائدة اني وقفت على أقدم تاريخ يشار فيه الى مقام المهدي هذا ويعود الى ما قبل سنة 636 هـ بالبحث الميداني مع الاحتفاظ بفضل العلامة الحجة السيد محمد صادق بحر العلوم باشارته الى هذا التاريخ نقلا عن السيد حسن الصدر عن مصادره المخطوطة ، و من الجديد فيها أيضاً اني حاولت جاهداً جمع المخطوطات التي أشارت الى موضوع البحث ورتبتها ترتيباً زمنياً كما سيراه القاريء الكريم ولم تفتني الاستفادة من بعض الحكايات المروية في الكتب القديمة ، كما استطردت الى ذكر مساحة المقام وانها كانت واسعة جداً بحيث انها كانت تشتمل على مدرسة علمية معروفة تعرف بـ ( مدرسة صاحب الزمان ) وقد وثق هذا التحقيق ماذكر في جملة من المخطوطات انها كتبت في تلك المدرسة وألمحت في ضمن هذه الدراسة الى مايتعلق بالجامع المجاور للمقام الشريف ، وقد قسمّت بحوث الكتاب على اثني عشر باباً :
    الباب الأوّل : ( الحلة مدينة النور الذي لا يطفئ ) .
    الباب الثاني : ( في معرفة تأريخ المقام من خلال المخطوطات ) .
    الباب الثالث : ( في ذكر تأريخ المقام من خلال الحكايات ) .
    الباب الرابع : ( في ذكر من زار مقام صاحب الزمان أرواحنا فداه في الحلة ) .
    الباب الخامس : ( في ذكر عمارة مقام صاحب الزمان أرواحنا فداء في الحله ) .

    تاريخ مقام صاحب العصر و الزمان عليه السلام _ 13 _
    الباب السادس : ( في ذكر المساحة الاصلية للمقام و تأريخ الجامع الكبير المجاور له ) .
    الباب السابع : ( في ذكر مدرسة صاحب الزمان أروحنا فداه المجاورة للمقام ) .
    الباب الثامن : ( في ذكر سدنة وأوقاف مقام صاحب الزمان أروحنا فداه في الحلة ) .
    الباب التاسع : ( في موقع ووصف مقام صاحب الزمان أرواحنا فداه في الحلة ) .
    الباب العاشر : ( في عدة أمور تتعلق بزيارة مولانا صاحب الزمان أروحنا فداه في هذا المقام ) .
    الباب الحادي عشر : ( في ذكر من شاهد الامام صاحب الزمان أروحنا فداه من أهل الحلة ) مع ذكر ملحق يتضمن ذكر المشاهد المشرفة في مدينة الحلة الفيحاء .
    الباب الثاني عشر : ( في ذكر صور فوتغرافية وصور لمخطوطات تخص المقام ) .
    وقبل الختام التمس من اخواني المؤمنين ولا سيما أهل البحث و التحقيق أن ينبهوني على ما قد يجدونه من الخطأ غير المقصود مما طغى به القلم وزاغ عنه البصر فأن الانسان موضع الغلط و النسيان و الكمال لله والعصمة لأهلها ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
    المؤلف
    أحمد علي مجيد

    تاريخ مقام صاحب العصر و الزمان عليه السلام _ 15 _
    الباب الأول

    الحلة مدينة النور الذي لا يطفيء

    تاريخ مقام صاحب العصر و الزمان عليه السلام _ 17 _
    الحلة لغوياً :
    الحلة : بكسر الحاء المهملة و تشديد اللام ، تقال على عدة أشياء :
    1 ـ القوم النزول وفيهم كثرة .
    2 ـ شجر شائك أصغر من العوسج .
    3 ـ علم لعدة أماكن :
    أ ـ حلة بني قيل بشارع ميسان بين واسط والبصرة
    (1) .
    ب ـ حلة بني دبيس بن عفيف الاسدي ،
    (2) قرب الحويزة بين واسط و البصرة والاهواز .
    ج ـ الحلة ، قرية كبيرة قرب الموصل تسمى حلة بني الرزاق
    (3) .
    د ـ حلة بني مزيد ، وهي المقصودة بالبحث هنا و كانت تسمى الجامعين .
    قال الحمـوي في كتاب ( معجم البلدان ) ماملخصه : إن الحلة مدينة كبيرة بين الكوفة و بغداد كانت تسمى الجامعين ، و كان أول من عمّرها ونزلها سيف الدولة صدقة بن منصور بن دبيس بن علي بن مزيد
    (4) الاسدي وذلك في محرم سنة 495 هـ و كانت أجمة تأوي اليها

    ------------------------------------
    (1) قد ذكرت بكتاب ( تقويم البلدان ) بحلة بني صلد ، راجع رياض العلماء 1/370 .
    (2) ورد في المصدر السابق ( الاشعري ) ، فلاحظ .
    (3) انظر : المصدر السابق .
    (4) ورد اسمه في المصدر السابق ( مؤيد ) و الاصح ( مزيد ) ، فلاحظ .

    تاريخ مقام صاحب العصر و الزمان عليه السلام _ 18 _
    السباع فنزل بها بأهله و عساكره وبنى بها المساكن الجليلة و الدور الفاخرة وتأتق أصحابه في مثل ذلك فصارت ملجأ و قد قصدها التجار فصارت أفخر بلاد العراق و أحسنها مدة حياة سيف الدولة(1) .
    أقول : نورد هنا عدة فوائد ، منها انها سميت ب ( الحلة السيفية ) ، نسبة الى ممصرها سيف الدولة صدقة ، وأول من سمّاها بالسيفية الامام أمير المؤمنين عليه السلام في حديث مدح الحلة الذي نذكره في الباب الثاث من كتابنا هذا ، و منها انها سمّيت بـ ( المزيدية ) ، نسبة الي الجد الاعلى لموسسها لصدقة بن منصور بن دبيس بن علي بن مزيد .
    ومنها ان ( الجامعين ) ذكرت في كتاب ( التاريخ الكامل ) لأبن الاثير قبل سنة 495 هـ
    (2) .
    موقع الحلة : هي بين النجف و بغداد ، فهي تبعد عن بغداد نحو 100 كم ، و عن النجف نحو 60 كم و عن بابل نحو 7 كم .
    الحلة بلدة النور : الحلة ، هي وريثة بابل ، و كانت بابل وسوراء و حواليهما معقل العلم قبيل الاملام و بعده و مركز الاصطكاك العقلي بين مفكري الامم من الهند و ايران من الشرق و السريان و الآراميين من الغرب ، ثم صارت معقل الشيعة ، و منها كان الشيعة ببغداد يستلهمون المنعة و القوة ، وبعد الاضطهاد السلجوقي لهم وإحراق مكتباتهم و التجاء الشيخ الطوسي رَحَمَهُ الله منها الى النجف في سنة 448 هـ ، تعاون المزيديون والاكراد الجاوانيون القاطنون بمطير آباد و أسد آباد والنيل

    ------------------------------------
    (1) انظر : تاريخ الحلة ج 1/ ص 1 ، كذلك سفينة البحار ط ، ح ، ج 2/ ص 299 .
    (2) انظر : تاريخ الحلة ج 1/ ص 1 .

    تاريخ مقام صاحب العصر و الزمان عليه السلام _ 19 _
    حوالي بابل ، مع السباسيري ببغداد فألغوا الخلافة العباسية في سنة 450 هـ و خطبوا للمستنصر الفاطمي ، ثم بعد قتل السباسيري ورجوع الاتراك السلجوقيين و الخلافة العباسية الى بغداد ، قام سيف الدولة صدقة بن دبيس المزيدي مع الجاوانيين ببناء الحلة ، فصارت مركز الشيعة و ذلك في المحرم سنة 495 هـ وبقيت كذلك حتى سقوط بغداد 656 هـ (1) فكانت في حقبة من الزمن حاضرة من الحواضر العلمية و مثابة لطلاب العلوم الدينية و دارسي فقه آل محمد صلى الله عليه و آله و قد بلغت أوجها في هذا المضمار في القرن السابع الهجري ، و كان لامتيازها هذا بواعث و أسباب منها : كونها من معاقل الشيعة الامامية منذ تأسيسها حتى اليوم و منها ، قربها من مدينة النجف الأشرف التي كانت عاصمة العلم و ما زالت ، فان هذا القرب كان له الاثر الفاعل في إذكاء جذوة التفاعل بين الحاضرتين الشيعي تين ، ال نجف و الحلة ، فان يأفل نور العلم فيها فتلك قبور العلماء فيها زيت النور ، و إن يخفت مرة أخرى فهاهم طلبة العلم من الحليين في النجف لأخذ العلم اليها ، كي لا يطفيء فيها نور العلم ، منذ تأسيسها و إلى الآن.

    ------------------------------------
    (1) انظر : الانوار الساطعة ص 8 .

    تاريخ مقام صاحب العصر و الزمان عليه السلام _ 21 _
    الباب الثاني

    في معرفة تاريخ المقام من خلال المخطوطات

    تاريخ مقام صاحب العصر و الزمان عليه السلام _ 23 _
    أهتمت الشريعة السماوية بطلب العلم اذ نطقت عن لسان رسولها صلى الله عليه و آله :
    ( طلب العلم فريضة على كل مسلم ) و ما طلب العلم إلاّ سمة العلوّ ، و شتان بين المتعلم و الجاهل و ما أحلى أن يكون العالم مخلصاً و ما إخلاصه إلاّ محض عبادة و تأدب و ارتباط مع صاحب السماء ، فتعلّمَ العلماء كيف يدوّنون علمهم من وعاة العلم و دعاته و هم الانبياء و الأوصياء عليهم الصلاة و السلام ، فهذا الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في حديثه يقول : ( ان كمال الدين طلب العلم و العمل به ) و في حديث آخر ( إن طلب العلم أوجب عليكم من طلب المال ) و قد دأب علماؤنا الاعلام على تدوين شتّى فنون العلم و تقييد مسائله و تصنيف موضوعاته وبذلوا في ذلك من الجهود العظيمة ما استفرغوا به الوسع و أمكنتهم الطاقة لتعود ثمرات جهودهم على أمتهم بالخير العميم و العطاء الجسم ، حتى أخذوا يرتقون باممهم الى حيث الرُّقى ، فنحن نشكر لهم ذلك أيّما شكر وذلك لحفظهم تراث الدين وعلم النبي صلى الله عليه و آله و أوصيائه عليهم السَّلام وما أحلى أن يكون جمع هذا التراث و العلم في مكان هو مرآة لوجه الله تعالى
    (1) و في بلد العلم و في عصر العلم ، الحلة وما أدراك ما الحلة بلد الاربعمائة مجتهد في عصر واحد ، مدينة يبلغ

    ------------------------------------
    (1) ورد عنهم في دعاء الندبة ( أين وجه الله الذي يتوجه اليه الاولياء ) وفي مكان آخر ( اين وجه الله الذي منه يؤتى ) .

    تاريخ مقام صاحب العصر و الزمان عليه السلام _ 24 _
    بها الرجل الاجتهاد قبل سن بلوغه (1) مدينة يوصّى فيها الوالد من قبل أبيه و عمره سبع سنين بالكتابة ، ففي كتاب ( كشف المحجة ) للسيد الأجل ابن طاووس الحلي وهو وصايا لولده ، قال لولده : يرفعه الى المفضل بن عمر قال ، قال أبو عبد الله عليه السَّلام ( اكتب ويث علمك في إخوانك ، فإن مت فورّث كتبك بنيك ، فإنه يأتي على الناس زمان هرج ما يأنسون فيه الابكتبهم ) (2) .
    فما ذكر تاريخها إلى الآن الّا دلالة على محض الاخلاص و التقى : إذا مابناء شاده العلم و التّقى تهدمت الدنيا و لم يتهدّمِ
    إذا مابناء شاده العلم و التّقى تهدمت الدنيا و لم يتهدّم فهي في علم التاريخ ، و هي في علم الفقه ، و هي في علم الاصول ، وهي في علم الادب ، وهي في علم الرجال وهي وهي ... و قد حفظ لنا التاريخ شيئاً من ذلك الاخلاص ، حفظ لنا مخطوطات خطت بيد الامانة و التقوى في هذا المقام الشريف و كان من محاسن الاقدار أن الله سبحانه و تعالى حرّك فينا الهمة وقوّى العزم وشد الأزر في أن يكون لنا شرف التتبع و البحث لجمع هاتيك المخطوطات و التنويه عنها ليتعرف العالم الاسلامي على قدم هذا المقام و قدسيته ، و هو مكان شاء الله أن يرفعه ويذكر فيه اسمه و يسبّح له بالغدو و الآصال ، ولايظن المرء أن هذه المخطوطات الست التي نحن بصدد الحديث عنها هي الوحيدة التي كتبت في هذا المقام ، فالمئات المئات من المخطوطات

    ------------------------------------
    (1) اشارة الى العلامة الحلي : وهذا ليس ببعيد فقد ذكر السيد حسن الصدر رَحَمَهُ الله عن بلوغ درجة الاجتهاد لعدة من العلماء قبل باوغهم فمنهم السيد صدر الدين العاملي و الفاضل الهندي .
    (2) انظر : الكافي ج 1 / ص 52 / حديث 11 .

    تاريخ مقام صاحب العصر و الزمان عليه السلام _ 25 _
    الحلية التي وصلت حتى الى المتحف البريطاني عليها عبارة كتبت بالحلة المحروسة دون ذكر لعبارة ( كتبت داخل هذا المقام ) وذلك لشهرة المقام التي جعلت الناسخ لا يذكر تلك العبارة ، غير المخطوطات التي ضاعت عنّا من جراء الحروب و التلف و الحرق و غيرها من الآفات الطبيعية ... الخ ، (1) فبعد هذا كله تعال معي أيها الباحث عن تاريخ المقام الشريف لنطلعك في هذا الباب عن كل ما يتعلق بتلك المخطوطات التي حصلنا على ذكرها أو صورة منها بالسفر و الحضر :

    المخطوطة الاولى : ( 636 هـ / 1216 م )

    مخطوطة الشيخ ابن هيكل
    إن أهم ما يرشدنا في هذه المخطوطة الى تأريخ مقام صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف بالحلة هو وجود تاريخ لعمارة المقام سنة 636 هـ فيظهر منها أن المقام كان قبل هذا التاريخ بسنوات عدة ، و لكن و للأسف الشديد لم اعثر أنا على تأريخ قبل هذا التأريخ أي بقي تأريخه غامضاً علينا نحو مئة و أربعين سنة من سنة 495 هـ و هي سنة تمصير الحلة الى سنة 636 هـ ، و لكن اعتناء العلماء بهذا المقام و زيارتهم إياه و عمارته

    ------------------------------------
    (1) و من العجيب ان كتب السيد الاجل ابن طاووس تـ 664 هـ ، المطبوعة التي تربو على العشرين لا يوجد فيها ذكر لهذا المقام ، و هذا لا يعني عدم الاثبات فكثير من كتبه رَحَمَهُ الله فقدت منا ، و لقد أحصى الشيخ المحقق ، فارس الحسون لهذا السيد خمسة و خمسين كتاباً عم لسان السيد نفسه و هي الآن ما بين مطبوع و مخطوطو مفقود ، وربما ذكر السيد هذا المقام في كتابه المفقود ( الكرمات ) الذي نوه عنه في كتابه الامان ص 127 ، فلاحظ .

    تاريخ مقام صاحب العصر و الزمان عليه السلام _ 26 _
    و الدرس فيه يدل على عنايتهم به وأي عناية ، فلابد من أثر و على قولهم ( الأثر يدل على المسير ) والآن نأتي على تفصيل ما ذكرناه :
    قال المحقق الحجة السيد محمد صادق بحر العلوم ( 1315 ـ 1399 هـ ) في تحقيقه لكتاب ( لؤلؤة البحرين ) للشيخ يوسف البحراني رَحَمَهُ الله ص 272 ناقلاً عن آية الله العظمي السيد ابي محمد الحسن الصدر في كتابه النفيس ( تكملة أمل الآمل ) : ( رأيت بخط الشيخ الفقيه الفاضل علي بن فضل الله بن هيكل الحلي ... تلميذ ابي العباس ابن فهد الحلي ما صورته : حوادث سنة 636 هـ ، فيها عمّر الشيخ الفقيه العالم نجيب الدين محمد بن جعفر بن هبة الله بن نمّا الحلي بيوت الدرس الى جانب المشهد المنسوب الى صاحب الزمان عليه السـَّلام بالحلة السيفية ، و أسكنها جماعة من الفقهاء ) .
    أقول : إن من هذه الاسطر نستخرج عدة فوائد فمنها :
    1 ـ وجود عمارة للمقام الشريف قبل سنة 636 هـ
    2 ـ وجود مدرسة بجانب المقام قبل سنة 636 هـ ( و هي المدرسة التي أتكلم عليها فيما بعد ) .
    3 ـ إن ابن نما هذا لم يؤسس المدرسة هذه بل عمّرها من خراب أو صدع وقع فيها .
    4 ـ كان لا يمكن هذه المدرسة إلاّ الفقهاء ( بصريح قول ابن هيكل ) .
    و الآن نأتي على ذكر مصدر المخطوطة :
    أقول : كتاب ( تكملة أمل الآمل في علماء جبل عامل ) للعلامة الشريف شيخ المحدثين آية الله في العالمين أبي محمد السيد حسن بن الهادي بن

    تاريخ مقام صاحب العصر و الزمان عليه السلام _ 27 _
    محمد علي من آل صدر الدين الموسوي العاملي ( 1272 ـ 1354 هـ ) صاحب التصانيف المنيفة على التسعين والتي لم يطبع منها الاّ نحو عشرين و فيها أسمى الفوائد و أجود العوائد ، (1) و يا خبذا لو يلتفت اليها ، طبع الجزء الاول من هذا الكتاب و هو ما يخص علماء جبل عامل في سنة 1406 هـ في قم المقدسة باشراف مكتبة السيد المرعشي رحمّهُ الله وبتحقيق السيد أحمد الحسيني ( دامت بركاته ) وبقي منه جزءان في غير علماء جبل عامل لم يطبعا ، والأن ابن نما من غير علماء جبل عامل فمن المؤكد أن هذه العبارة موجودة في الاجزاء الباقية لهذا الكتاب .
    و أما ابن هيكل : فهو الشيخ الجليل علي بن فضل الله بن هيكل الحلي تلميذ الشيخ أبي العباس أحمد بن فهد الحلي الذي توفي سنة 841 هـ له کتاب الادعية و الاوراد والختوم .
    أقول : انني من خلال كتاب ( الذريعة الى تصانيف الشيعة ) استقصيت كتب ابن هيكل رَحَمَهُ الله و الموجودة في مكبتة السيد حسن الصدر رَحَمَهُ الله في الكاظمية ، حتى يتسني لي معرفة مصدر قوله الذي نقله عنه ( أي قول ابن هيكل ) فظهر لي ان لأبن هيكل في هذه المكتبة عدة مخطوطات و جميعها بخط يده ، فبعضها له ( أي من تآليفه ) و بعضها لأستاذه ( أي ابن فهد ) و بعضها لعلماء الامامية ، و خدمة للتاريخ و المذهب فانا ذاكرها لعل الله يختار من يحيي تلك الآثار القيمة التي لم تر النور الى الان فالتي له و بخط يده :

    ------------------------------------
    (1) من أراد التفصيل عن ترجمته و كتبه و مكتبته فعليه بكتاب ( المسلسلات في الاجازات ) لجامعه الحجة السيد محمود المرعشي ج 2/ ص 100 ـ 106.

    تاريخ مقام صاحب العصر و الزمان عليه السلام _ 28 _
    1 ـ كتاب الادعية والاوراد ـ راجع الذريعة ج 1 ص 393 .
    2 ـ مقالة في فضل صلاة الجماعة ـ راجع الذريعة ج 21 ص 403 و التي لأستاذه الشيخ أحمد بن فهد الحلي رَحَمَهُ الله و بخط يده هي :
    1 ـ المسائل الشامية في فقه الامامية ( الاولى ) راجع الذريعة ج 5 ص 223 .
    2 ـ المسائل الشامية في فقه الامامية ( الثانية ) راجع الذريعة ج 5 ص 224 .
    3 ـ التواريخ الشرعية عن الائمة المهدية ـ راجع الذريعة ج 4 ص 475 .
    4 ـ الخلل في الصلاة ـ راجع الذريعة ج 7 ص 247 .
    5 ـ رسالة في كثير الشك ـ راجع الذريعة ج 17 ص 282 .
    6 ـ الادعية و الختوم .
    7 ـ رسالة في فضل صلاة الجماعة .
    و التي لغيره من العلماء رَحَمَهُمُ الله و بخط يده :
    1 ـ ( مسار الشيعة ) للشيخ المفيد رَحَمَهُ الله.
    2 ـ ( واجبات الصلاة الثمانية ) لفخر المحققين رَحَمَهُ الله.
    3 ـ الآداب الدينية للخزانة المعينية ) لأمين الاسلام ابي علي الطبرسي تـ 548
    (1) .
    أقول : وأما الشيخ محمد بن نما المذكور ، فهو الشيخ نجيب الدين أبو ابراهيم محمد بن جعفر بن أبي البقاء الرئيس العفيف هبة الله بن نما بن علي بن حمدون الربعي الحلي الشهير بابن نما ، هو من

    ------------------------------------
    (1) أنظر : الذريعة في اجزائها .

    تاريخ مقام صاحب العصر و الزمان عليه السلام _ 29 _
    مشايخ سديد الدين يوسف بن المطهر و المحقق الحلي ويروي عنه أيضا رضي الدين علي و ابو الفضائل احمد ابنا موسى بن طاووس ، و الشيخ نجيب الدين يحيى ( جامع الشرائع ) وولداه جعفر و أحمد ، ويروي عنه شمس الدين محمد بن أحمد بن صالح القسيني باجازات آخرها جمادى الأولى سنة 637 هـ ويروي هو عن والده جعفر بن علي في شوال سنة 556 هـ الصحيفة السجادية فظهر ان بين سماع المترجم له للصحيفة سنة 556 هـ وبين إجازته للقسيني 637 هـ إحدى و ثمانين سنة و هذا يستلزم عمراً طويلاً (1) .

    المخطوطة الثانية : ( سنة 677 هـ / 1256 م )

    نهج البلاغه
    إن أهم ما يرشدنا الى تاريخ المقام في هذه المخطوطة انها كتبت في داخل مقام صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف سنة 677 هـ كما صريح به جمع من العلماء ، وسوف نأتي على ذكر كلامهم ، و لتسليط الضوء على هذه النسخة ، نأتي على ذكر أصل الكتاب و جامعه و أحوال الناسخ و مواصفاب تلك النسخة و مكانها ، و هذا المطلب يتطلب ذكر عدة أمور فلنأت على ذكرها .

    في أصل الكتاب و جامعه :
    نهج البلاغة : كتاب عربي ، اشتهر في مملكة الادب الاُممي ، اشتهار الشمس في الظهيرة ، وهو صدف لآلئ من الحكم النفيسة ، ضم بين دفتيه 242 خطبة وكلاماً و 78 كتاباً ورسالة و 498 كلمة من يواقيت

    ------------------------------------
    (1) انظر : الانوار الساطعة ص 154 .

    تاريخ مقام صاحب العصر و الزمان عليه السلام _ 30 _
    الحكمة و جوامع الكلم لأمير المؤمنين عليه السلام ، ويعدّ الكتاب الوحيد الذي جُمع بأسلوب فريد روايات منتقاة من بليغ آثاره وبديع كلامه عليه السلام و الذي وُصف بأنه دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوقين ، و الذي حظي عبر القرون ، استنساخاً وشرحاً و تعليقاً من قبل أعلام البلاغة و الأدب ، و حملة العلم و الحديث جيلاً بعد جيل و تم شرحه شروح عديدة ، تربو على الستعين ، وألفت عنه مؤلفات كثيرة .
    الجامع لنهج البلاغة : السيد محمد بن أبي أحمد الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن ابراهيم ابن الامام موسى بن جعفر عليهما السَّلام المشهور بالشريف الرضي رَحَمَهُ الله ( 359 ـ 406 هـ ) الذي جمعه خلال 17 عاماً تقريبا
    (1) .
    أحوال الناسخ : السيد نجم الدين أبو عبد الله الحسين بن اردشير بن محمد الطبري الآبدار آبادي ،
    (2) من تلاميذ نجيب الدين يحيى بن أحمد بن يحيى بن سعيد الحلي تـ 690 هـ كتب له اجازة على نسخة ( نهج البلاغة ) في 677 هـ وصفه فيها : بالسيد الاجل الاوحد الفقيه العالم الفاضل المرتضى نجم الدين ابو عبد الله الحسين ... (3) كما كتب نسخة من كتاب ( النهاية ) للشيخ الطوسي رَحَمَهُ الله و اتمها في يوم الثلاثاء 15 شهر ربيع الاول سنة 681 هـ ، وقرأ الكتاب على العلامة الحلي فأجازه باجازتين في شهر ربيع الآخر و جمادى الآخرة من سنة 681 هـ

    ------------------------------------
    (1) انظر : مجلة تراثنا عدد 65 ، كذلك طبقات أعلام الشيعة ( القرن الخامس ) .
    (2) ضبطه الشيخ آغا بزرك في الانوار الساطعة ص 2 ( آبدار اوادي ) وضبطه السيد أحمد الحسيني في تراجم الرجال ص 162 ( الأندراوذي ) .
    (3) أنظر : الانوار الساطعة ص 46 .

    تاريخ مقام صاحب العصر و الزمان عليه السلام _ 31 _
    و قال في الاجازة الاولى ، قرأ علًي الشيخ العالم الفقيه الفاضل الكبير الزاهد المحقق العلامة نجم الملة و الدين عز الاسلام و المسلمين . . . قراءة مهذية تدل على فضله و تنبيء عن علمه(1) .
    تاريخ النسخ : يوم السبت من أواخر شهر صفر سنة 677 هـ
    مكان النسخ : مقام صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف في الحلة السيفية .
    مواصفات النسخة : النسخة مقروءة أكثر من مرة على غير واحد من أعلامنا و عليها إنهاءاتهم و إجازاتهم ورواياتهم للكتاب بأسانيدهم عن مؤلفه الشريف الرضي رَحَمَهُ الله.
    ثم بعد ذلك هي مقابلة ومصححة بخطوط العلماء :
    ففي نهاية المخطوط :
    ( تم الکتاب بعون الله و حسن توفيقه ، يوم السبت من ( أ ) واخر صفر سنة سبع و سبعين و ستمائة فرغ من نقله الحسين بن اردشير الطبري الاندراوذي بالحلة السيفية في مقام صاحب الزمان عَليه السلام ) ، و التاريخ يصلح ان يقرأ سبع و سبعين كما قرأه صاحب رياض العلماء ، حيث رأى هذه النسخة في أصفهان و ترجم لكاتبها في رياض العلماء 2/36 ، كما قرأها الاستاذ دانش بزوه و تحدث عنها في نشرة المكتبة المركزية لجامعة طهران 0421 .
    ورآها شيخنا صاحب الذريعة رَحَمَهُ الله في مكتبة العلامة الاديب الشيخ محمد السماوي رَحَمَهُ الله و ترجم لكاتبها في اعلام القرن السابع من طبقات اعلام ( سبع و ستين ) ، النسخة و هذه المخطوطة قرأها كاتبها على

    ------------------------------------
    (1) تراجم الرجال ج 1 / ص 167 .

    تاريخ مقام صاحب العصر و الزمان عليه السلام _ 32 _
    الشيخ نجيب الدين يحيى بن أحمد بن يحيى بن الحسن بن سعيد الهذلي الحلي ( 601 ـ 689 هـ ) ، فكتب له الانهاء في آخرها :
    ( أنهاه أحسن الله توفيقه قراءة وشرحاً لمشكله و غريبه نفعه الله و إيانا به و بمحمد و آله ، و كتب يحيى بن احمد بن يحيى بن الحسن بن سعيد الهذلي الحلي بالحلة حماها الله في صفر سنة سبع و ستين ( وسبعين ) و ستمائة ) .
    وكتب له أيضاً بأول النسخة اجازة برواية الكتاب عن مؤلفه الشريف الرضي رَحَمَهُ الله و نصها : ( قرأ عليّ السيد الأجل الاوحد ، الفقيه العالم الفاضل ، المرتضى نجم الدين ابو عبد الله الحسين بن اردشير بن محمد الطبري ـ أصلح الله أعماله وبلغه آماله بمحمد و آله ـ كل هذا الكتاب من أوله الى آخره ، فكمل له الكتاب كلّه ، وشرحت له في أثناء قراءته وبحثه مشكله ، و أبرزت له كثيراً من معانيه ، وأذنت له في روايته عني ، عن السيد الفقيه العالم المقريء المتكلم محي الدين ابي حالمد محمد بن عبد الله بن علي بن زهرة الحسيني الحلي رضي الله عنه ، عن الشيخ الفقيه رشيد الدين ابي جعفر محمد بن علي بن شهر آشوب المازندراني ، عن السيد ابي الصمصام ذي الفقار بن ( محمد بن )
    (1) معد الحسني المروزي ، عن ابي عبد الله محمد بن علي الحلواني ، عن السيد الرضي ابي الحسن محمد بن الحسين بن موسى بن محمد الموسوي .

    ------------------------------------
    (1) زيادة عما في رياض العلماء وفيه معد الحسيني وليس الحسني و الذي عليه الكثير أنه ذوالفقار بن معيد وذكر صاحب كتاب ( عمدة الطالب ) في أولاد موسى الجون ابن عبد الله المحض ابن الحسن المثنى ابن الامام الحسن عليه السلام وهو المعروف لكن الشيخ منتجب الدين رفع نسبه في الفهرست الى إسماعيل ابن ابراهيم ابن الامام موسى الكاظم عليه السلام و نقل كلامه المعلّق على ( العمدة ) في عقب اسماعيل .

    تاريخ مقام صاحب العصر و الزمان عليه السلام _ 33 _
    و عنه عن الفقيه عز الدين ابي الحارث محمد بن الحسن بن علي الحسيني البغدادي ، عن قطب الدين ابي الحسين الراوندي عن السيدين المرتضى والمجتبى ابني الداعي ( الحسني ) (1) عن ابي جعفر الدوريستي عن السيد الرضي فليروه ( عني متى شاء وأحب ... ) سنة سبع و سبعين و ستمائة ( و قد حصل في هذا الموضع طمس و تلف ذهبا بتوقيع المجيز ، لكن الظاهر انه هو نجيب الدين يحيى بن سعيد الحلي لتشابه خط الاجازة و الانهاء ، ولأن الشيوخ المذكورين في الاجازة هم من مشايخه رَحَمَهُمُ الله جميعاً
    ثم انتقلت المخطوطة من الحلة الى النجف الأشرف فقرئت على السيد محمد بن ابي الرضا العلوي ، فامَا أنّ كاتبها قرأها أو قرأها غيره وهو الاظهر و قد كتب الآوي بخطه : ( انهاه ادام الله بقاه قراءة مهذبة و كتب محمد بن ابي الرضا ) .
    ثم قوبلت النسخة في النجف الاشرف بنسخة صحيحة من نهج البلاغة بالحضرة الغروية مشهد أمير المؤمنين عليه السلام و سجل بهوامشا كثير من فوائد شرح نهج البلاغة لأبن ميثم البحراني ، و كان الفراغ من المقابلة و كتابة الحواشي أواخر شهر رمضان سنة 726 هـ ... ثم رجعت الى الحلة إذ كان على مخطوطتنا هذه سوى ما تقدم من الميزات إجازة من الشيخ حسن بن الحسين بن الحسن السرابشنوي ابخطه في ذي الحجة سنة 728 هـ بالحلة ، ولكن أصابها تلف منذ عهد صاحب الرياض فلم يسجل لنا منه في رياض العلماء 2/37 إلا أول الاجازة وهو :

    ------------------------------------
    (1) في رياض العلماء ( الحلبي ) .

    تاريخ مقام صاحب العصر و الزمان عليه السلام _ 34 _
    قرأ عليّ هذا الكتاب المسمى بنهج البلاغة المولى المعظم ملك الصلحاء سيد الزهاد والعباد ... كما كتب في آخرها ... و ما توفيقي إلاّ بالله عليه توكلنا ، وهو حسبنا ، نعم الوكيل ونعم المولى ونعم النصير ، وذلك في رجب من سنة أربعمائة ( وهذا يدل أن النسخة منقولة من على نسخة المؤلف الشريف ، أو من نسخة كتبت على عهده ) .
    و كانت هذه المخطوطة الثمينة في مكتبة العلامة السماوي وانتقلت بعد وفاته الى مكتبة آية الله الحكيم العامة في النجف الاشرف ورقمها هناك 139 .
    عدد الورقات : 332 .
    حجم الورق : قطع وزيري ، سميك 16×24 .
    نوع الخط : نستعليق جيد .
    عدد السطر : 18 .
    طول السطر : 5 ، 11 سم .
    مكان النسخة : مكتبة اية الله الحكيم رقم 139 .
    يقول كاتب السطور انني بفضل الله ومنّه علي رأيت نسخة مصورة عن النسخة الاصلية في هذه المكتبة ولم أر النسخة الاصلية لأنها محفوظة فيها ، ويحق هي من نفائس مخطوطاتنا .
    ملاحظة : توجد نسخة اُخذت عن النسخة الاصلية أوردناها في الباب الثاني عشر من كتابنا هذا ، راجع عن هذه النسخة :
    1 ـ من نوادر مخطوطات مكتبة آية الله الحكيم العامة ص 87 ـ 89 وتصوير نماذج منها في نهايته .
























  2. #2
    https://www.facebook.com/
    ابو زهراء
    تاريخ التسجيل: March-2012
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 4,895 المواضيع: 523
    صوتيات: 0 سوالف عراقية: 6
    التقييم: 2699
    مزاجي: عيني على وطني
    أكلتي المفضلة: كل ماانعم الله علينا
    موبايلي: طابوكه مكسر
    آخر نشاط: منذ 4 أسابيع
    الاتصال: إرسال رسالة عبر ICQ إلى بهلول الرشيد إرسال رسالة عبر Yahoo إلى بهلول الرشيد
    مقالات المدونة: 11
    شكرا لك ابا الفضل موضوع وطرح قيم

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال