معظم البيوت البغدادية مقسمة الى حرم وهو مسكن النساء والديوخانه (الديوان) وهو المحل الخارجي من البيت ويجتمع به ابو البيت مع اصدقائه. كما انها تتألف من طابقين يشتمل الاول على مدخل الدار وتكون باب (الحوش) (طلاكة) واحدة كبيرة منقوشة بالمسامير الكبيرة ثم تغيرت الى (طلاكتين او فردتين) ثم ممر صغير (المجاز) وهو الذي يصل بين مدخل الباب وفناء الدار وغالبا ماتكون في المجاز دكتان واحدة على اليمين والثانية على اليسار. وعليه ستارة من القماش تحجب من في الداخل عند فتح الباب. مكان (حب الماء) يواجه (المجاز) فيه محامل خشبية مصنوعة من خشب التوت ويوضع في بيت الحبوب وعدد (الحباب) يتناسب مع عدد سكان الدار حيث تقسم مجموعة الحباب الى قسمين قسم للاستعمال اليومي وقسم يدخر لليوم التالي حتى يبرد (بيوتي) وقد صمم محل بيت الحبوب مقابل المجاز حتى يصله تيار الهواء من الدربونة فيزيد في برودة الماء اما وضع (البواكة) تحت الحب فهو لجمع (مي الناكوط) اى المرشح من الحب ويكون صافيا جدا او كما يصفه البغداديين بقولهم (صافي مثل عين الطير). واستخدم (الناكوط) في شرب الشاي عند انتشار الشاي مطلع القرن العشرين ويستسيغ البغادة شرب الشاي في الليوان ( ويسمى ايضا الطرار بلهجة اهل الاعظمية ) وهي غرفة مستطيلة الشكل جبهتها المواجهة لفناء الدار مفتوحة ويرفع سقفها عادة بأعمدة خشبية مضلعة الجسم ومنقوشة الرأس يجتمع فيها افراد العائلة وهي تمثل الصالة (الهول) في البيوت الحديثة المعاصرة وفي موسم الشتاء يوضع على واجهة الليوان غطاء ثقيل (جادر) يرفع ويسدل بوساطة حبال وفي (الجادر) عدد من رماح الخيزران الغليظة بشكل عرضي لتسهيل رفعه واسداله ولتقليل اهتزازه عند حدوث (رياح عالية) وفي ذلك (الجادر) باب صغيرة تستعمل للدخول والخروج ولها غطاء يرفع ويسدل بالحبال ايضا، ويستعمل (الجادر) لمنع تسرب الهواء البارد الى العائلة .
غرفة الكرار (المخزن) وفيها تحفظ الادوات والاثاث الفائض عن الحاجة وغرفة (المونة)المؤونة وهي مخزن لحفظ (الجيل) وهي المواد الغذائية حيث يشتري البغداديون حاجاتهم ومؤونتهم بالجملة (كواني التمن -عكك دهن -ماش- عدس خرطمان- حنطة-برغل -معجون طماطم- دبس -ماء الورد) وغيرها من المواد. المطبخ- والغالب ان يكون واسعا وفي جهة منه يحفظ الحطب المستعمل في ايقاد النار للطبخ كما تحفظ في الجهة الاخرى منه القدور والصواني وغيرها من ادوات الصفر(النحاس). ويبنى التنور في المطبخ ايضا اما السرداب فهو غرفة الصيف ويكون منخفضا عن مستوى ارض الدار بعدة (بايات) و(الباية) كلمة تركية معناها موطئ القدم على السلم. اما التهوية فتكون بوساطة (البادكيرات) ومفردها (بادكير) وهي كلمة فارسية من مقطعين باد:هواء، كير :جالب) أي جالب الهواء. و(التخته بوش) هي غرفة مساحتها نفس مساحة السرداب الارضي وتقام فوقه مباشرة.
اما تبليط فناء وغرف الدار والسرداب فيكون بالطابوق المالطي الاصفر (الفرشي) ويتم غسل ارضية الدار والسرداب يوميا بعد الانتهاء من طبخ طعام الغداء لتبريده قبل موعد قدوم (ابو البيت)...مستعملين في ذلك المكنسة اليدوية والمكنسة البغدادية خاصة لاتشبه المكانس المستعملة في الدول الاخرى فهي تصنع من خوص سعف النخيل وتشتهر في حياكتها منطقة الفناهرة في بغداد. كما تستعمل سعفة النخل في تنظيف سقوف وجدران البيت من (نسيج العنكبوت). بيوت بغداد مكشوفة بصورة عامة وغالبا ما تكون مربعة الشكل وحول (طرام) جمع (طرمة) الطابق الثاني يكون (المحجر) وهو حاجز يصنع من الخشب والشيش الحديدي وغطاؤه من الخشب حيث تعمل بعض الزخارف بلوي الشيش الحديدي واركان (المحجر) الاربعة تكون كروية الشكل (مجروخه)وتسمى (الرمانات).
وفي الطابق الثاني تكون غرف النوم حول ساحة الدار وفيها الشبابيك ذات الزجاج الملون والشبابيك المطلة على الخارج (الشناشيل) ويوضع فوق شباك الجام شباك اخر من الخشب معمول على شكل مشبك يسمى (قيم)والغاية منه ان (لاتشرف)الغرفة على الجيران وتحافظ على جو الغرفة وتمنع دخول الشمس في فصل الصيف.
المصدر جريدة المستشار