النتائج 1 إلى 2 من 2
الموضوع:

الصابئة المندائية.. أقلية كثيرة بعراقيتها

الزوار من محركات البحث: 20 المشاهدات : 588 الردود: 1
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: October-2013
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 82,341 المواضيع: 79,015
    التقييم: 20707
    مزاجي: الحمد لله
    موبايلي: samsung j 7
    آخر نشاط: منذ دقيقة واحدة

    الصابئة المندائية.. أقلية كثيرة بعراقيتها

    كما في الحديقة الغناء تتنوع أشكال الزهور وألوانها وتتسابق الورود بنشر عبقها وضوع عطرها، يتنوع بستان العراق بقومياته وأديانه وأطيافه ومشاربه كل بخصوصياته وتقاليده وماضيه، تتبلور جميعها في بودقة واحدة وتجمعهم آنية واحدة في آن واحد متربعين على عرش وطن هم أبناؤه وهم حماته وهم بُناته وهم قادته، هم كثيرون بأقلياتهم وعزيزون بعراقهم وأصلاء بعراقتهم التي تمتد جذورها في كل شبر من الـ (437,072) كم2. من هذا البستان نقطف وردة.. نشم عطرها ونرحل معها من حاضرنا الى ماضيها.. نتعرف عليها في سطور لننهض سوية الى مستقبل يضمنا جميعا في عراق واحد موحد.. تلك الوردة هي (الصابئة).

    الصابئة طائفة قطنوا بادئ أمرهم في بلاد الرافدين وفلسطين، وبفعل ظروف قسرية شدوا الرحال مع نهر الفرات، حيث مازال بعض منهم موجودين في العراق كما أن هناك تواجد للصابئة في إقليم الأحواز في إيران إلى الآن ويطلق عليهم في اللهجة العراقية (الصبّة) وكلمة الصابئة مشتقة من الجذر (صبا) والذي يعني باللغة المندائية اصطبغ، غط أو غطس في الماء وهي من أهم شعائرهم الدينية وبذلك يكون معنى الصابئة أي المصطبغين بنور الحق والتوحيد والإيمان. تدعو الديانة الصابئية للإيمان بالله ووحدانيته مطلقاً، لاشريك له، واحد أحـد، وله من الأسماء والصفات عندهم مطلقة، ومن جملة أسمائه الحسنى، والتي لاتحصى ولا تـُعـَـد عندهم (الحي العظيم، الحي الأزلي، المزكي، المهيمن، الرحيم، الغفور حيث جاء في كتاب الصابئة المقدس جنزا ربا : باسم الحي العظيم : هو الحي العظيم، البصير القدير العليم، العزيز الحكيم هو الأزلي القديم، الغريب عن أكوان النور، الغني عن أكوان النور هو القول والسمع والبصر، الشفاء والظفر، والقوة والثبات، مسرة القلب، وغفران الخطايا)، أن الله الحي العظيم أنبعث من ذاته وبأمره وكلمته تكونت جميع المخلوقات والملائكة، كذلك بأمره تم خلق آدم وحواء من الصلصال. عدّهم مشايخ المسلمين من اهل الذمة لان جميع شروط واحكام اهل الذمة تنطبق عليهم، لكونهم أول ديانة موحدة، ولهم كتابهم السماوي، وانبياؤهم التي تجلها جميع الاديان، مع ذكرهم بالقرآن الكريم، ولكونهم لم يخوضوا اي حروب طيلة تعايشهم مع الاديانة الأخرى التي تلتهم بالتوحيد.

    الإله
    يعتقدون بوجود الإِله الخالق الواحد الأزلي الذي لاتناله الحواس ولايفضي إليه مخلوق. ولكنهم يجعلون بعد هذا الإله 360 شخصاً خلقوا ليفعلوا أفعال الإله، وهؤلاء الأشخاص ليسوا بآلهة ولا ملائكة، يعملون كل شيء من رعد وبرق ومطر وشمس وليل ونهار، وهؤلاء يعرفون الغيب ولكل منهم مملكته في عالم الأنوار. هؤلاء الأشخاص الـ 360 ليسوا مخلوقين كبقية الكائنات الحية، ولكن الله ناداهم بأسمائهم فخلقوا وتزوجوا بنساء من صنفهم، ويتناسلون بأن يلفظ أحدهم كلمة فتحمل أمرأته فوراً وتلد واحداً منهم. يعتقدون بأن الكواكب مسكن للملائكة، ولذلك يعظمونها ويقدسونها.

    المعبد
    المندي هو معبد الصابئة وفيه كتبهم المقدسة، ويجري فيه تعميد رجال الدين، يقام على الضفاف اليمنى من الأنهر الجارية، له باب واحد يقابل الجنوب بحيث يستقبل الداخل إليه نجم القطب الشمالي، لابدَّ من وجود قناة فيه متصلة بماء النهر، ولا يجوز دخوله من قبل النساء، ولا بدّ من وجود علم يحيى فوقه في ساعات العمل.

    الأنبياء
    يؤمن الصابئة بعدد من الأنبياء وهم: آدم، شيت بن آدم (شيتل)، سام بن نوح، زكريا، يحيى بن زكريا (يهيا يهانا). ولكن اسمهم ارتبط بالنبي إبراهيم الخليل الذي عاش في مدينة اور السومرية ـ مدينة الهة القمر إنانا ـ منتصف الالف الثالث قبل الميلاد، وكان إبراهيم أول من نبذ الاصنام ودعا لرب واحد عظيم القدرة اطلق عليه السومريون اسم (لوگـال ـ ديمير ـ آن ـ كي ـ آ) أي ملك الهة ما هو فوق وما هو تحت رب السماوات والأرض. آمن الصابئة المندائيون بتعاليم إبراهيم واحتفظوا بصحفه ومارسوا طقوس التعميد التي سنها لهم واستمروا عليها إلى يومنا هذا. وقد هاجر قسم منهم مع النبي إبراهيم إلى حران والقسم الآخر بقي في العراق، وقد عرفـوا فيما بعد بـ ناصورايي اد كوشطا اي حراس العهد الذين أسسوا بيوت النور والحكمة أي ـ كاشونمال ـ بيت مندا أو (بيت المعرفة) فيما بعد ـ على ضفاف الأنهار في وادي الرافدين

    الكتاب
    للصابئة المندائيين كتابهم الديني المقدس المنزل عليهم يسمى الكنزا ربا (الكنز العظيم) يسمى أيضاً سدرا ربا.وهو كتاب من عدة أجزاء انزلت على انبياء الصابئة اي على آدم أول انبيائهم، ثم شيتل بن آدم، ثم نوح، ثم سام بن نوح، ثم يحيى بن زكريا آخر انبيائهم. وهناك مجموعة أخرى تنظم لهم طقوسهم، وشعائرهم وتنقسم إلى ثلاث مجاميع: المجموعة الأولى: أجزاء التعاليم الدينية: والتي جاءت بشكل أساس في: 1- الجنزا ربا (الكنز الكبير)؛ 2- دراشا إد يهيا (دروس يحيى)؛ 3- وديوان أباثر (ديوان الملاك أباثر)؛ 4- آلما ريشايا ربا وآلما ريشايا زوطا وفيهما شرح عن العالم الكبير الأول والعالم الصغير الأول؛ 5- وعدد من الدواوين الصغيرة.
    المجموعة الثانية: الأجزاء التي تتناول المراسيم والطقوس الدينية من الكنزا المندائي المقدس
    المجموعة الثالثة: أجزاء المعرفة والعلم والتاريخ، وهما أسفر ملواشة أو كتاب تحديد أوقات الشر التي يواجهها الناس والمدن.

    أركان الديانة

    ترتكز الديانة الصابئية على خمسة أركان اساسية هي:
    الشهادة والتوحيد: وتسمى باللغة المندائية (سهدوثا اد هيي) أي شهادة الحي.. هو الاعتراف بالحي العظيم (هيي ربي) خالق الكون بما فيه، ويصفونه بصفات مقدسة لاتختلف عما ورد في الكتب المقدسة الأخرى كالتوراة والإنجيل والقران، مثل الرحيم، الرحمن، القوي، المخلص، الذي لايرى ولا يحد، العظيم، المحب.. الخ فقد ورود في كتابهم المقدس (كنزا ربا) ما يلي: (لا أب لك، ولا مولود كائن قبلك، ولا أخ يقاسمك الملكوت، ولاتوأم يشاركك الملكوت، ولا تمتزج، ولا تتجزأ، ولا انفصام في موطنك، جميل وقوي العالم الذي تسكنه) ولاتكون عقيدة عند الإنسان الصابئي، إلاّ إذا آمن بتوحيد الله الحّي القيوّم في كل شيء. الصباغة (مصبتا): يعد من أهم أركان الديانة الصابئية وهو فرض عين واجب على الصابئي. حيث أن نبي الله ورسوله يوهانا موصبانا قـَـد صـُبـِغَ أو اصطبغ وقد انقضى من عمره (ثلاثون يوماً)، و يجب أن يتم في المياه الجارية والحية لأنه يرمز للحياة والنور الرباني. وللإنسان حرية تكرار الصباغة متى يشاء حيث يمارس في أيام الآحاد والمناسبات الدينية وعند الولادة والزواج أو عند تكريس رجل دين جديد.الصلاة (ابراخا) وهي فرض واجب على كل فرد مؤمن يؤدى ثلاث مرات يوميا (صباحا وظهرا وعصرا) وغايته التقرب من الله. حيث ورد في كتابهم المقدس: (و أمرناكم أن اسمعوا صوت الرب في قيامكم وقعودكم وذهابكم ومجيئكم وفي ضجعتكم وراحتكم وفي جميع الأعمال التي تعملون). ويختلف الصابئة عن غيرهم من الأديان بعدم وجود صلاة جماعية كما في الدين الإسلامي عندما يئم الإمام بالمسلمين يوم الجمعة أو عند المسيحيين عندما يرتل القس الصلاة ويرددها بعدة الحضور يوم الاحد. وقبل تأدية الصلاة على الصابئي أن يقوم بالرشاما (الوضوء) والتي تتكون من 13 فرضا حـَـسب ترتـيبها أي بالـتـَـسَـلـْـسـُـل: 1 ـ الــْـرخــْصـَــــة 2 ـ غـَـسـل الـيـَـديـن 3 ـ غـَـسـل الــوجــه 4 ـ رشـم : إرتِــسـام جبهة الوجه الجبين 5 ـ غـَـسـل الأذنـيـن 6 ـ غـَـسْــل الأنـــف 7 ـ تـثـَـبيت الـْـرشــم الإرتِـسام وطرد النجاسة 8 ـ غــَسـل الـْـفــَــــم 9 ـ غــَسل الركبتـيـن 10 ـ غـَـسل الـساقـيـن 11 ـ وضـع الــيـَــديـن في الـمـاء 12 ـ غـَـسل الـقدمَـيـن 13 ـ فـَرض الـتـَرتيب والصلاة: هي عـِماد الدين الصابئي الذي لا يقوم إلاّ بقيامها، كما جاء في كتابهم: مع انفلاق الفجر تـنهضون، وإلى الصلاة تـتوجهون، وثانية في الظهر تـصلـّـون، ثم صلاة الغـروب، فبالصلاة تـتطهر القلوب، وبها تغـفـر الذنوب.
    قبلتهم: ويتجه الصابئة المندائيون في صلاتهم ولدى ممارستهم لشعائرهم الدينية نحو جهة الشمال لاعتقادهم بأن عالم الأنوار (الجنة) يقع في ذلك المكان المقدس من الكون الذي تعرج إليه النفوس في النهاية لتنعم بالخلود إلى جوار ربها، ويستدل على اتجاه الشمال بواسطة النجم القطبي. والشمال قبلة الصابئة، حيث يعتقدون بعرش الخالق هناك، ودلائلهم في ذلك أن منبع الأنهار ومنها دجلة والفرات من الشمال إلى الجنوب، وجاءت الشريعة الصابئية لتلزم الصابئي بأن يتجه دائماً صوب قبلته عند صلاته، ونومه، وإجراء طقوسه الدينية من زواج وذبح، كذلك في موته.
    الصدقة (زدقا) وهو الركن الرابع: ويشترط فيها السر وعدم الإعلان عنها لأن في ذلك إفساد لثوابها. حيث جاء في كتابهم: (أعطوا الصدقات للفقراء واشبعوا الجائعين واسقوا الظمآن واكسوا العراة لان من يعطي يستلم ومن يقرض يرجع له القرض) كما جاء أيضا: (إن وهبتم صدقة أيها المؤمنون، فلا تجاهروا إن وهبتم بيمينكم فلا تخبروا شمالكم، وإن وهبتم بشمالكم فلا تخبروا يمينكم كل من وهبة صدقة وتحدث عنها كافر لا ثواب له).
    الصيام: وهو الركن الخامس، ورد في كتابهم: صوموا الصوم الكبير، صوم القـلب والعـقـل والضمـيـر، لِـتـَـصُم عـيونكم، وأفواهكم، وأيديكم.. لا تغـمز ولا تـَـلمز، لا تـنظـروا إلى الشّـر ولا تـَـفـعـلوه، والباطل لا تسمعوه، ولا تنصتوا خلف الأبواب، ونزهوا أفواهكم عن الكذب، والزيف لا تقربوه، أمسكوا قلوبكم عن الضغينة والحسد والتفرقة، أمسكوا أيديكم عن القتل والسرقة، أمسكوا أجسادكم عن معاشرة أزواج غيركم، فـتلك هي النار المحرقة، أمسكوا ركبكم عن السجود للشيطان وللأصنام الزيف، أمسكوا أرجـلكم عن السير إلى ما ليس لكم، إنه الصوم الكبير فلا تكسروه حتى، تفارقوا هذه الدنيا. أما الصوم عن تناول الأطعمة والأشربة فهو مقصور على عدم تناول اللحوم مقيـّدا بأيام محددة عددها ثلاثة وثلاثون يوما، موزعة على أيام السنة.

    أصل الصابئة
    يرجع الكثير الصابئة المندائيين إلى شعب آرامي عراقي قديم، استوطنوا وسط العراق وبالأخص المنطقة الممتدة من بغداد وسامراء من ناحية دجلة. وكانت الآرامية هي اللغة المهيمنة في القسم الجنوبي من بلاد ما بين النهرين وما يعرف الآن ببلاد خوزستان في إيران وهي نفس اللغة التي يستخدمها الصابئة المندائيون اليوم في كتبهم ونصوصهم الدينية. وأول شخصية تذكر في تاريخ المندائيين هو امرأة اسمها (شلاما بنت قدرا)، وهذه المرأة، التي تسمى باسم امها أو معلمتها في الكهانة، هي أقدم امرأة (مندائية) ناسخة للنص المعروف بالكنزا شمالا كتاب المندائيين المقدس الذي يتألف من قسمين (يمين شمال) والجزء الأيسر بشكل نصوص شعرية يتناول صعود النفس إلى عالم النور. وتعود شلاما هذه إلى سنة 200 بعد الميلاد، ورغم ان المندائيين قد قاموا بجمع تراثهم وأدبهم الديني وترتيبه، لكن حملة الاضطهاد العشوائي التي قادها الحبر الاعظم للزرادشت (كاردير) أوقفت التدوين لعدة قرون، فلم يشهد التاريخ التأثيرات والكتابات المندائية الا فيما يسمى بأوعية الاحراز والأشرطة الرصاصية. وقد أصبح المندائيون في العصر الساساني الكتبة والنساخ الرئيسيين للوثائق الرسمية بكل اللهجات السائدة، واهتموا باللغات فأصبحوا همزة الوصل بين الاقوام العربية والارامية وبين الفرس الساسانيين ومن ثم الجيوش اليونانية التي غزت العراق في القرن الرابع قبل الميلاد.وازدادت اعدادهم في الفترة الساسانية خصوصا شرق دجلة وضفاف الكرخة والكارون فاستوطنوا ديزفول (عاصمة بلاد عيلام) والاهواز والخفاجية والبسيتين والمحمرة وكان أغلب سكان شوشتر من المندائيين الصابئة، كما أصبحت الطيب (طيب ماثا) أهم حاضرة لهم. وتفوقوا في صناعة الذهب والفضة والاحجار الكريمة التي كانت تجلب من مملكة آراتا في المرتفعات الإيرانية. اما القسم الأكبر منهم فقد امتهن الفلاحة وزراعة الأرض واستوطنوا الاهوار وضفاف الأنهار وقاموا بتنظيم قنوات الري في أرض السواد، وأسسوا لهم حواضر مهمة مثل كـوثـا وسـورا، وقد اطلق عليهم العرب تسمية انباط أو (نبت) كونهم ينبتون الآرض.

    أسماؤهم ومعانيها
    جاء في الكتب الصابئية المقدسة عدة أسماء في وصف الصابئة، أقدمها (الكوشطيون) وتعني الصابئة اصحاب الحق أو دعاة الحق الصابئي (كشطا تعني حق)، (الناصورائيون) وتعني الموحدون، (الداي) والمندائيون وهي صفة بمعنى العارفون بوجود الله، (اليحياويون) نسبة إلى النبي يحيى، (الآدميون) نسبة إلى النبي آدم، كما أطلقت عليهم أسماء أخرى مثل: المغتسلة، المصطبغون، المتنورون، اصحاب الزي الأبيض. وكلمة صابئة مشتقة من جذر الكلمة الارامي المندائي (صبا) أي بمعنى (تعمد، اصطبغ، غط ،غطس) وهي تطابق أهم شعيرة دينية لديهم وهو طقس (المصبتا – الصباغة – التعميد) اما كلمة مندائي فهي اتية من جذر الكلمة الارامي المندائي (مندا) بمعنى المعرفة أو العلم، وبالتالي تعني المندائي (العارف أو العالم بوجود الخالق الاوحد).

    الموطن ومناطق تواجدهم
    موطن الصابئة هو العراق أو الاصح (بلاد ما بين النهرين)، ويسميهم العراقيون بالعامية (الصبه)، ويعيشون على ضفاف الأنهار وعلى وجه الخصوص دجلة، وهم جزء من سكان العراق الأوائل عبر تاريخه الحضاري. ويشكلون أقلية دينية ما زالت تمارس طقوسها ودياناتها إلى الآن. وعند اقامة الدولة الإسلامية كان يوجد أعداد كبيرة من الصابئة في بطائح العراق، في المناطق السفلى لنهري دجلة والفرات بالذات، وفي بطائح عربستان من إيران. اما الآن فمركز الطائفة هو مدينة بغداد إضافة إلى تواجدهم في أغلبية المحافظات العراقية مثل العمارة والبصرة والناصرية والكوت وديالى والديوانية إضافة إلى تواجدهم في مدينة الاهواز والمحمرة في إيران، واضطر بعضهم إلى الهجرة إلى البلاد الاوربية وأمريكا وكندا، وشكلوا بتجمعاتهم الجديدة جمعيات تعنى بشؤونهم ويحاولون جاهدين إلى الآن، المحافظة على تراثهم العريق وهويتهم الاصيلة. ويبلغ تعدادهم الآن بحدود 70 الف نسمة في العالم.

    التاريخ
    ان تاريخ الصابئة المندائية يلفه الغموض من أغلبية جوانبه، ويرجع سبب انزوائهم وانغلاقهم الديني الشديد الى الاضطهاد الكبير الذي تعرضوا له على فترات متعاقبة، فآثروا الانزواء والانغلاق للمحافظة على دينهم وتراثهم. وأيضا إلى ضياع وحرق الكثير من الكتب التي تتحدث عن تاريخهم وتراثهم. وصعد المندائيون الفلسطينيون المهاجرون إلى أعلى بلاد الشام وخاصة إلى (حران)، لان لهم اخوة في الدين. فمنهم من بقي في حران، ومنهم من آثر النزول إلى وادي الرافدين عن طريق نهر الفرات، وفي منتصف القرن السابع الميلادي عرفت هذه الطائفة لاول مرة في اوساط الباحثين في أوروبا، حيث قامت الباحثة والمستشرقة الإنكليزية الليدي دراور(E.S. DROWER) بازاحة الكثير من الغموض عن معتقدات هذه الطائفة وتاريخها وتراثها الديني. فقد عاشت الباحثة في جنوب العراق مايقرب من ربع قرن متنقلة ما بين المندائيين لدراسة ديانتهم وتراثهم، واستطاعت ان تترجم أغلبية الكتب والمخطوطات المندائية إلى الإنكليزية.

    الصابئة في القرآن

    لقد ورد ذكر الصابئة وبصورة مستقلة في القران الكريم في الآية 62 من سورة البقرة: (ان الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم آجرهم عند ربهم ولاخوف عليهم ولا هم يحزنون). وفي الآية 69 من سورة المائدة: (ان الذين آمنوا والذين هادوا والصابؤون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون) وفي الآية 17 من سورة الحج: (ان الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا ان الله يفصل بينهم يوم القيامة ان الله على كل شيء شهيد)

    طبقات رجال الدين الصابئة
    1- الحلالي: هو الذي يسير في الجنازات، ويقيم سنن الذبح للعامة، ولايتزوج إلا بكراً، فإذا تزوج ثيباً سقطت مرتبته ومنع من وظيفته إلا إذا تعمد هو وزوجته 360مرة في ماء النهر الجاري.
    2- الترميدة: إذا فقه الحلالي الكتابين المقدَّسين أي كتابَيْ التعميد والأذكار فإنه يتعمد بالارتماس في الماء الموجود في المندي ويبقى بعدها سبعة أيام مستيقظاً لا تغمض له عين حتى لا يحتلم، ويترقى بعدها هذا الحلالي إلى ترميدة، وتنحصر وظيفته في العقد على البنات الأبكار.
    3- الأبيسق: الترميدة الذي يختص في العقد على الأرامل يتحول إلى أبيسق ولا ينتقل من مرتبته هذه.
    4- الكنزبرا: الترميدة الفاضل الذي لم يعقد على الثيبات مطلقاً يمكنه أن ينتقل إلى كنزبرا وذلك إذا حفظ كتاب الكنزاربّا فيصبح حينئذٍ مفسراً له، ويجوز له ما لا يجوز لغيره، فلو قتل واحداً من أفراد الطائفة لا يقتص منه لأنه وكيل الرئيس الإلهي عليها.
    5- الريش أمه: أي رئيس الأمة، وصاحب الكلمة النافذة فيها ولا يوجد بين صابئة اليوم من بلغ هذه الدرجة لأنها تحتاج إلى علم وفير وقدرة فائقة.
    6- الربّاني: وفق هذه الديانة لم يصل إلى هذه الدرجة إلا يحيي بن زكريا عليهما السلام كما أنه لا يجوز أن يوجد شخصان من هذه الدرجة في وقت واحد. والرباني يرتفع ليسكن في عالم الأنوار وينزل ليبلغ طائفته تعاليم الدين ثم يرتفع كرة أخرى إلى عالمه الرباني النوراني.

    مهن الصابئة
    اشتهر الصابئة المندائيون منذ القدم، بالنتاجات الادبية والعلمية الرائعة، ولحد الآن نجد بينهم الطبيب والمهندس والمعلم والمهني والشاعر والاديب الكثيرين.. فقديما برع منهم : أبو إسحاق الصابي وزير الطائع والمطيع، وثابت بن قرة وولداه سنان وإبراهيم اللذان برعا في الطب والرياضة والفلك والترجمة، وأيضا إبراهيم بن هلال الأديب الذي تولى ديوان الرسائل والمظالم سنة 960م. وحديثا برع منهم الكثير مثل العلامة العراقي المرحوم الدكتور عبد الجبار عبد الله صاحب الانجازات العلمية العالمية في علم الفيزياء والانواء الجوية، حيث اسند أليه منصب رئيس المجمع العلمي لعلوم الأنواء الجوية في أمريكا. كما أنه كان المؤسس لجامعة بغداد ويعده البعض المع عالم في مجاله في القرن المنصرم.والكاتب العراقي المعروف عزيز سباهي والفنان التشكيلي يحيى الشيخ والشاعرة لميعة عباس عمارة والشاعر عبد الرزاق عبد الواحد والدكتور تحسين عيسى والدكتور عبد العظيم السبتي والرسامة والشاعرة سوسن سلمان سيف.. إضافة إلى الكثير من الأدباء والأطباء والمهندسين.
    وهناك مهنة يعشقونها وكانها سارية في عروقهم وهي مهنة الصياغة التي توارثوها ابا عن جد، وبرعوا فيها، ومازالت أسواقهم ومحلاتهم في شارع النهر وخان الشابندر في بغداد وفي جميع المحافظات العراقية وفي الأهواز في إيران.. والان هم منتشرون بمحلاتهم في أستراليا وأوروبا وأمريكا وكندا أيضا.. ومازالت أعمال صياغة الذهب والفضة، والنقش على الفضة بمادة (المينة) هي من إبداعاتهم. واعمالهم الرائعة كانت محط إعجاب الرؤساء والملوك والقادة العسكريين والمدنيين إضافة إلى السياح والرحالة الأجانب الذين كانوا يبتهجون عند اقتنائهم مثلا علبة سجائر منقوشة عليها صورتهم بكل دقة وروعة ومطعمة بمادة المينة السوداء التي يدعوها (بالمحرك) أو منقوش عليها أسد بابل أو الدلة العربية أو النخلة الشامخة.
    ولقد برع في مجال فن صياغة الذهب والفضة الكثير منهم: زهرون بن ملا خضر وحسني زهرون وعنيسي الفياض وناصر وحاتم ومنصور حاتم وعبد سكوت وبدن خضر وكريم النشمي وياسر صكر وزامل وضامن حويزاوي وسعد رهيف والمهندس حامد عبد الرزاق رويد واخوته ونصير لفتة شميل.
    الأعياد المندائية
    البر ونايا (البنجة): عيد الخليقة العلوي ويقع في آذار وهو ذكرى الخلق وفيه تفتح بوابات النور وتنزل الملائكة فيعم نورها الأرض. وعلى الصعيد الدنيوي فهو يمثل اكتمال النبتة التي تعطي ثمارها في الصيف.
    العيد الكبير: عيد الخليقة المادي.. (دهواربا) وفيه نجدت الكواكب في السماء والشمس والقمر، وجمدت الأرض ويستمر ثلاثة ايام، ويعد بداية السنة المندائية ويقع في شهر تموز.
    العيد الصغير: هو عيد الازدهار وموعده شهر تشرين الثاني، وهو ذكرى عودة الملاك جبريل وصعوده..وقد نزل إلى الأرض بأمر الله، ثم عاد إلى السماء مبشرا بازدهار الكروم وانتشار النور واندحار الظلام.
    عيد التعميد الذهبي: وهو هبة الله سبحانه وتعالى للملائكة حيث تعمدوا في عالم النور وأهديت لأدم وذريته من بعده.. وتوهب فيه الهدايا والعطايا للمحتاجين ويقع في نهاية تشرين الأول.

    أفكار ومعتقدات

    البكارة: تقوم والدة الكنزبرا أو زوجته بفحص كل فتاة عذراء بعد تعميدها وقبل تسليمها لعريسها وذلك بغية التأكد من سلامة بكارتها.
    الخطيئة: إذا وقعت الفتاة أو المرأة في جريمة الزنى فإنها لا تقتل، بل تهجر، وبإمكانها أن تكفر عن خطيئتها بالارتماس في الماء الجاري.
    الطلاق: لا يعترف دينهم بالطلاق إلا إذا كانت هناك انحرافات أخلاقية خطيرة فيتمّ التفريق عن طريق الكنزبرا.
    السنة المندائية: 360 يوماً، في 12 شهراً، وفي كل شهر ثلاثون يوماً مع خمسة أيام كبيسة يقام فيها عيد البنجة.
    يعتقدون بصحة التاريخ الهجري ويستعملونه، بسبب اختلاطهم بالمسلمين، ولأن ظهور النبي محمد (ص) مذكور في الكتب المقدسة لديهم.
    يعظمون يوم الأحد كالنصارى ويقدسونه ولا يعملون فيه أي شيء على الإطلاق.
    ينفرون من اللون الأزرق النيلي ولا يلامسونه مطلقاً.
    للرجل أن يتزوج ما يشاء من النساء على قدر ما تسمح له به ظروفه.
    يرفضون شرب الدواء، ولا يعترضون على الدهون والحقن الجلدية.
    لا تؤكل الذبيحة إلا أن تذبح بيدي رجال الدين وبحضور الشهود، ويقوم الذابح – بعد أن يتوضأ – بغمسها في الماء الجاري ثلاث مرات ثم يقرأ عليها أذكاراً دينية خاصة ثم يذبحها مستقبلاً الشمال، ويحرم الذبح بعد غروب الشمس أو قبل شروقها إلا في عيد البنجة.

    تنص عقيدتهم على أن يكون الميراث محصوراً في الابن الأكبر، لكنهم لمجاورتهم المسلمين فقد أخذوا بقانون المواريث الإسلامي.


  2. #2
    عضوة سابقة
    تاريخ التسجيل: September-2014
    الدولة: Baghdad
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 4,701 المواضيع: 141
    التقييم: 2832
    مزاجي: متفاءلة دائماً ان شاء الله
    المهنة: Searching
    أكلتي المفضلة: كل الاكلات هي نعمة من الله
    مقالات المدونة: 1
    شكرا جزيلا اخي الكريم ثامر على الموضوع المليء بالمعلومات الجديدة عن الصابئة و بالتوفيق لك دوما ان شاء الله تعالى

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال