يعد خان بني سعد من الشواخص الأثرية ذات الطراز الإسلامي والتي لا تزال قائمة في محافظة ديالى اذ يعود بناؤه إلى العهد العثماني، ويقع في ناحية بني سعد تبعد (10) كم جنوب بعقوبة. بني هذا الخان من الآجر ليكون دارا لاستراحة المسافرين القادمين من إيران وبقية الدول الأخرى والمتجهين إلى بغداد والعتبات المقدسة. وقد ذكر المؤرخ عبد الله اليعقوبي حيث قال:ان الخان من الشواخص الأثرية المهمة من الناحية موكدآ أهمية صيانته والاهتمام به لأنه يمثل رمزا للناحية التي اقترن اسمها بهذا المعلم، يقع هذا الخان في محافظة ديالى التي كانت تسمى في العهدين العباسي والعثماني طريق خرسان ونهر ديالى هو النهر الأساسي في المحافظة الذي يعرف سابقا باسم سرياني هو (تأمرا) وقد برزت مدينة ديالى للوجود بالصيغة التي نعرفها حاليا بعد ثورة العشرين سنة 1920.
يعود خان بني سعد للفترة مابين (1677- 1681) في عهد الوزير عمر باشا العثماني، وان الذي بناه هو الحاج محمد صالح وكان البناء يحتوي على (304) إيوانات ودكة وسطية عدد (2) وسلما عدد (2) وبئرا واحدا للماء حيث كان دارا لاستراحة المسافرين من الحجاج وزوار العتبات المقدسة، وقد تهدم هذا البناء وقام شخص آخر ببنائه ولم يتفق عليه المؤرخون في النصف الثاني من القرن التاسع عشر أي في عام (1850) وكان البناء بحالة جيدة إلى عام (1950) ولكن حاجة الناحية إلى توسيع الشارع العام وجعله ذهابا وإيابا مما جعل الحكومة آنذاك تقوم بهدم قسم منه وقسم من البيوت لأجل توسيع الشارع العام. أما الخان فقد ذهب أكثر من نصفه وبقي النصف الآخر يتآكل وبدون صيانة حتى أصبح مكانا لرمي النفايات. ورغم المناشدات الكثيرة للمسؤولين ولكن لم تجد أذانا صاغية لإدامة هذا الصرح التاريخي الذي ارتبط اسمه بعشيرة بني سعد حتى يومنا هذا. وتعد ناحية بني سعد مدينة تاريخية تأسست عام 1878 وتعتبر محطة من محطات المسافرين الذين كانوا يقصدون بغداد أو المدن المقدسة، والخان شاهد تاريخي، عبارة عن أطلال لبناية خان يقول المؤرخون أن بناءه يعود إلى عهد السلطان العثماني سليم الأول حيث بناه الوزير عمر باشا سنة 1688 ليكون ملاذا للناس وخلاصا من قطاع الطرق واللصوص الذين كانوا يصطادون المسافرين عبر هذا الطريق الدولي المهم.
أطلق عليه اسم أورطه خان في بداية إنشائه وهي كلمة تركية تعني الخان الأوسط أو خان النص كما يشير إلى ذلك المؤرخ البغدادي في رحلته الشهيرة عام 1882. اذ وصف الخان بأنه بناية تحتوي على (27) إيوانا لإقامة المسافرين وملاحق للحيوانات، واستخدم الطابوق الفرشي في تشييده وغطي بالزخارف والنقوش على الطراز العثماني.
وبحكم الحركة الاقتصادية لهذا الموقع وكثرة القادمين من إيران بشكل خاص واتخاذه محطة استراحة تجمعت حوله ما يقرب من (50) عائلة تنتمي كما يذكر المؤرخون إلى قبيلة بني سعد العربية وبذلك تحول الاسم نسبة إلى هذه القبيلة ليكون اسمه خان بني سعد وليعم الاسم فيما بعد حتى أصبحت المنطقة تسمى بهذا الاسم وهي بمستوى ناحية لكثافة سكانها وسعة أراضيها، كما عرفت الناحية باسم خان النص وتعتبر الناحية بالنظر لقربها من بغداد مصدرا مهما من مصادر تزويد العاصمة بالمنتجات الزراعية والحيوانية فضلا عن إنتاجها كميات جيدة من الحبوب كذلك تشتهر بإنتاج الفواكه والخضروات. وقد ظلم النظام البائد هذه الناحية بحرمانها من ابسط الخدمات وعدم الرعاية والاهتمام وبعد سقوط النظام استبشر أهل هذه الناحية خيرا على آمل أن تلتفت الحكومة الجديدة إليهم.. لكن الآمال تلاشت والأوضاع ساءت والأموال تذهب سدى إلى جيوب المفسدين وهناك محاولات كثيرة لإنقاذ هذا الخان القديم من الاندثار لكنها تصطدم بجدار التخصيصات المالية، ولكن من المؤكد أن عملية ترميم الخان وتأهيله تقع على عاتق وزارة الآثار والدوائر المختصة التابعة لها، لان الخان يعد صرحا تراثيا يؤرخ حقبة زمنية من تاريخ العراق المعاصر..




المصدر جريدة المستشار