الممثل والمسرحي والتلفزيوني العراقي. عبد الخالق المختار :
ولد عبد الخالق المختار في بغداد لعائلة متوسطة الحال في العام 1960 في منطقة الحرية القريبة من الكاظمية، غير متزوج، ووجد نفسه مبكرا مندفعا نحو الفن المسرحي ليكمل دراسته في كلية الفنون الجميلة وحصل على شهادة البكالوريوس في الفنون المسرحية بالتمثيل والإخراج عام 1982.شارك في الحرب العراقية الإيرانية وعاد منها مصاباً في قدمه. حصل لاحقاً على شهادة الماجستير في الفنون المسرحية من ذات الأكاديمية بدرجة جيد جداً وذلك في عام 1989. كان عضوا مؤسسا لفرقة إبراهيم جلال المسرحية، وعضوا في الفرقة القومية للتمثيل، وعمل مدرساً في قسم الفنون المسرحية بمعهد الفنون الجميلة في بغداد في الفترة بين عامي 1991 و2001، وعمل بعد ذلك رئيساً لفرع التمثيل في المعهد، كما عمل منتجاً منفذاً في حقل الإنتاج التلفزيوني الخاص، إضافة لعمله السابق كمستشار لقناة البغدادية الفضائية.
بعد صراع طويل مع المرض توفي في 9 فبراير 2009 عن عمر يناهز 49 في العاصمة السورية دمشق إثر اصابته بفشل كلوي منذ عدة أشهر قبل وفاته رقد على اثره في إحدى المستشفيات السورية ] وكانت امنيته ان يعود للعراق ويدفن هناك
في ذكرى رحيل المختار
صديق الآمال العظيمة
علاء المفرجي
مثل بطل المآسي الإغريقية كان يراهن على حياته ومصيره دفعة واحدة.. وشمته الحرب الضروس في واحدة من اعنف جولاتها، هناك على قمة جبل ماوت.. ولم يمنعه ذلك من ان يجهر بآماله العظام مثل بطل ديكنز، تماماً وكأبناء جيله العالقين بين زمنين.. أحلام وطموحات ومسيرة إبداعية استثنائية عقد عليها العزم ما ان نفض عنه غبار الحرب، ولم يكن يعرف ان (عجز كليتيه) بعد سنوات كان من اثارها هكذا قال له الطبيب.
في بداية التسعينيات كنا معاً كاتب السطور وحكيم جاسم وأديب كمال الدين وهو في حدائق كلية اللغات نسعى لتعلم الإنكليزية انا لاستزيد من السينما في أصل ما تصنع وأديب ليقرأ اليوت بلغته،
اما هو وحكيم فلاقتحام برودواي والمسرح الملكي... هكذا شاركته بعض أحلامه مثلما شاركني ثمن استئجار منزل على أمل ان يكوّن أسرة، ولم أكن اعرف الا بعد زمن انه فعل ذلك ليعينني في احتمال ثمن (الإيجار) من غير ان اعرف.
صديقي المختار الذي طالما سكنته طيبة البدوي وبسالته أكثر من النجومية التي كان جديراً بها.. وليس غريباً ان يكون أنموذجه في حرفة التمثيل جنرال يقف منتصباً في مشهد تحت قصف الطائرات في قيامة كوبولا او جحيم كونراد.. او رغبة آل باتشينو في الحياة في عطر امرأة.. أليس غريباً ان تكون الشخصيتان مثله تماماً عندما خرج من اتون الحرب يحمل اثارها.
كان متحمساً جداً لدور حسين مردان في (خمسة أصوات) ومثل طفل كان يردد (هذا أول الغيث) وكان يعني تحقيق حلمه في تجسيد شخصيات بعينها.. عطيل شكسبير، مصطفى الدلال كما رسمه فرمان، البياتي شاعراً.
ومثل المؤدين الكبار كان يحرص على ان يلم بكل ابعاد الشخصية التي يسند اليه تجسيدها، مستبطناً أغوارها وسلوكها وتفاصيل حياتها.. هكذا فعل مع شخصية محمود العبطة الأديب العراقي في مسلسل السياب الذي لم يأخذ طريقه الى العرض، ومع شخصية حسين مردان في (خمسة أصوات) وأيضاً مع شخصية نوري سعيد في (الباشا)، وعندما كتبت عن هذه الميزة فيه مرة مشبهاً إياه بالممثل الايرلندي دانيال دي لويس قال لي: علاء أنك تبالغ.
لم أكن أبالغ ذلك اني كنت متيقناً من ثقافته والتي طالما أرى الممثل دونها مجرد ممثل.
اختار عبد الخالق منفاه مضطراً أمام رغبة الرعاع في ان يغادر مرتع طفولته عن المدينة التي يحب.. (مدينة الحرية) التي زرعت في جسده قطعة منها وتولت رعايته بشخص أحد أبنائها رفيق طفولته الذي سيتربع مثله فيما بعد على عرش النجومية كاظم الساهر، وان كان ذلك لم يمنعه وكعادته من التشبث بالأمل.. الأمل في ان يتعافى ويعود لعراق معافى.
يا صديق الآمال العظيمة لك مني أخر دمعة.. لك مني أن اعمل بالوصية بأن لا نستعمل القدح الذي أهديته الى نادين في عيد ميلادها لغير شرب الماء.
مع علاء المفرجي
الممثل الرائع المرحوح عبد الخالق المختار والحاج محمد الخشالي عند زيارته مقهى الشاهبندر
النجم العملاق المرحوم الممثل العراقي عبد الخالق المختار مع حسين ناجي جبر في المسرح الوطني مهرجان نهارات المدى
الممثل العراقي المرحوم (عبد الخالق المختار) فنان لن يتكرر ابدا
المخرج فلاح زكي مع الممثل الراحل عبد الخالق المختار رحمه الله
كادر مسرحية خمس اصوات عن رواية الكاتب الكبير غائب طعمه فرمان والمخرج محمود ابو العباس وبطولة الممثل الراحل عبد الخالق المختار تصميم وتنفيذ الديكور هادي كاظم مع بقية الممثلين والفنين
مع الفنانة هند كامل
في الذاكرة العراقية.....رحيل الفنان العراقي المسرحي المبدع
عبد الخالق المختار ...... الرحمة والغفران للراحل الممثل الكبير
وشكرا لهذه الشخصيات والوجوه الصادقة والحزينة على رحيله .......((( من الذاكرة ))).
الى رحمة الله