بقلم: خضير العواد
عندما أسس الملك عبد العزيز مملكته بعد أن سيطرة على نجد والحجاز بمساعدة البريطانيين وغيّر إسميهما من نجد والحجاز الى أسم عائلته ، كانت بحق أسم على مسمى فهذه المملكة المترامية الأطراف مُلك لهذه العائلة وما الشعب إلا جزء من هذا المُلك فحتى حق العيش على هذه الأرض يعتبر مِنّةَ من الملك عبد العزيزعلى شعبه ، فكان جوهر مُلك هذه المملكة يعتمد على إتفاقيتين الأولى كانت ما بين المحمدين ( محمد آل سعود ومحمد عبد الوهاب) وتمت هذه الإتفاقية تحت إشراف الجاسوس البريطاني همفر ...(1) حيث تنص هذه الإتفاقية على أن الأمور السياسية من إختصاص محمد آل سعود والإمور الدينية من إختصاص محمد عبد الوهاب ، والإتفاقية الثانية تمت ما بين الملك عبد العزيز والبريطانيين يمثلهم السير برسي كوكس مندوب بريطانيا العظمى بتشجيع ودفع الجاسوس البريطاني فيلبي ( لورنس العرب ) حيث تنص هذه الوثيقة على ( على أن عبد العزيز آل سعود ليس عنده أي مانع بأعطاء فلسطين لليهود المساكين ( كما يقول الملك عبد العزيز في الوثيقة ) أو غيرهم كما ترى بريطانيا التي لا أخرج عن رأيها حتى تصيح الساعة ) وأن البريطانيين ملزمين بالدفاع عن المملكة من أي تهديد إن كان داخلياً أم خارجياً .....(2)، هاتين الإتفاقيتين نظمتا الوضع الداخلي والحماية للمملكة حيث تلزم الأتفاقية الأولى محمدعبد الوهاب وأتباعه ( الوهابية) بشرعنت تصرفات آل سعود وترتيب فتاوي تدعم الملك وأفراد عائلته لهذا لاحظنا خلال فترة حكم هذه العائلة فتاوي ما أنزل الله بها من سلطان حيث يضحك منها حتى الطفل الرضيع لمخالفتها لنصوص القرآن والسنة النبوية الشريفة ، بالإضافة الى إطمئنان العائلة المالكة في السعودية من أي تهديد خارجي بل العكس نلاحظ هذه المملكة السرطانية قد توسعت خلال فترات زمنية قليلة نتيجة سرقة أراضي من جميع الدول التي تحيط بها ، لهذا نلاحظها في مشاكل دائمة مع جميع هذه الدول وخصوصاً الإمارات وقطر وهذا جميعه نتاج للإتفاقية السعودية البريطانية ، أما إدارة المُلك فقد وزّعها الملك عبد العزيز أفقياً وليس عمودياً كما هو حال مع جميع الملوك من بني أمية وبني العباس والعثمانيين وغيرهم ، أي يجب أن يتولى المُلك كل أبناء عبد العزيز أولاً أي الأكبر فالأكبر وهكذا ، وبسبب هذا الترتيب فقد وقعت المملكة في خطر داهم كبير نعم لقد سار الأمر على ما يرام لأكثر من خمس وسبعين سنة ولكن لقد أشرف عدد أولاد عبد العزيز على النهاية وحتى الباقين أجهدتهم الشيخوخة فأصبحوا يتحركون ألياً وبعضهم لا يسيّطرون على رؤوسهم فإنها تتحرك كأنها رادار علماً إن الخط الثاني منهم قد أصبح الكثير منه في عداد كبار السن ، لهذا فبإنتهاء أولاد الملك عبد العزيز ستنتهي الطريقة الأفقية بتولي الحكم أي تولي الأخ ( ولي العهد ) للملك بعد أخيه الملك . ولكن وبسبب قُصر النظر وعدم التفكر بالنهاية المحتومة لأولاد الملك عبد العزيز فإنهم لم يحتاطوا لهذا اليوم الذي سيأتي في القريب العاجل وخصوصاً ونحن نقرأ ونسمع أغلب المواقع الأخبارية تردد موت الملك عبد الله ، ولهذا فإذا أنتهى الخط الأول من أولاد عبد العزيز فمن سيتولى المُلك بعدهم ؟؟؟ فالجميع متساوون بالقربة من ناحية الأرتباط بعبد العزيز فهل القوة العشائرية التي تقف خلف الأمير من ناحية الأم ستؤثر في دفع ممن ينتمون لها من الأمراء كالسيدير أو شمّر وغيرهم ، لأن علاقاتهم مع الغرب ليس لها ميزان لأن جميعهم عبيد للغرب وأمريكا فأيهم يختار الغرب سيلبي مطاليبهم ، لهذا وبسبب الفوضى في تنسيق أمر أختيار الملك سيدفع المملكة الى خطر حقيقي وواقعي ومن ثم سيكون الأقتصاد العالمي مقبل على أزمات حقيقية بسبب وضع السعودية الداخلي ، لهذا نلاحظ الأمريكان قد أرسلوا وفد من كبار مسؤولي المخابرات الأمريكية بالإضافة الى الخارجية لترتيب الوضع بعد وفاة الملك عبد الله وإبعاد هذه المملكة عن الأقتتال الداخلي ما بين الأمراء بسبب الحكم ومصادر النفوذ ، فموت الملك عبد الله سيجعل العائلة المالكة في السعودية في تحدي حقيقي من آجل البقاء كعائلة واحدة تسيّطر على أكبر دولة مصدر للنفط في العالم . (1) مذكرات مستر همفر ص 84 (2) محمد علي سعيد – بريطانيا وأبن سعود ، ص119-ص120