منذ آلاف السنين، اعتقد الناس أن الأرض ثابتة لا تدور والخلق يدور فيها، وهذا اعتقاد بديهي كوننا لا نشعر بدوران الأرض من حولنا أو حركتها! مع العلم أن الأرض تدور حول نفسها بسرعة تصل حتى 465.1 متر/الثانية حول مركزها خط الاستواء، فلماذا لا نشعر بحركة و دوران الأرض على الرغم من سرعتها العالية؟
حاول العلماء لسنين طويلة إثبات أن الأرض ثابتة لا تتحرك لعدم وجود دليل مادي يثبت أنها تتحرك، لكنهم دائما ما كانوا يصطدمون بعقبة أو أخرى تلغي الاحتمال القائم وتعود بهم مجددا إلى دائرة الشك بأن الأرض تتحرك، ومع التقدم في علوم الفلك والفضاء، أثبت العلم أن الأرض تدور حول نفسها وتدور حول الشمس، لكننا لا نزال لا نشعر بهذه الحركة! وهنا وضع العلماء عددا من النظريات التي لا تقبل التشكيك حول سبب عدم شعورنا بدوران الأرض وحركتها من حولنا هي كالتالي:
أسباب عدم شعورنا بحركة و دوران الأرض!
اختلاف الأحجام
بسبب اختلاف حجم الإنسان عن حجم كوكب الأرض، تكاد حركة الأرض تكون شبه معدومة بالنسبة للإنسان! فلا يمكن أن نقارن بين حركة جسم وحركة جسم آخر يفوقه ببلايين بلايين المرات في الحجم! تماما كما لو كنت تركب حافلة أو طائرة فلا يمكنك معرفة حركتها إلا لو نظرت من النافذة، لأنك وقتها تقارن جسم بجسم آخر، أما أن تقارن جسيم متناهي الصغر بجسم آخر، فتكاد تكون حركة الجسم الضخم معدومة للجسم الصغير، وهذا تماما ما يحدث عند مقارنة حركة الإنسان بحركة كوكب الأرض!
ثبات سرعة دوران الأرض
على الرغم من السرعة الهائلة التي تدور بها الأرض حول نفسها أو حول الشمس، إلا أن هذه السرعة تخضع لقاعدة فيزيائية عامة، فثبات سرعة دوران الأرض يجعل احتمالية الشعور بحركتها مستحيلا! فرغم ارتفاع السرعة إلا أن ثبات معدلات دوران الأرض هو السبب الأول في عدم شعور الإنسان به.
الإنسان جزء من دوران الأرض
لا بد أن لا نشعر بحركة الأرض ودورانها بسبب أننا جزء لا يتجزء من هذا الكوكب ونتحرك معه في نفس اللحظة التي يتحرك بها! فالإنسان يتحرك ويدور مع الأر بنفس السرعة ونفس الثبات كونه جزء منه، فكل شيء على الأرض يدور حول محوره الخاص، ولا يمكن ملاحظة دوران الأرض إلا من خارجها، كأن يرنظر رائد فضاء إلى الكوكب ويلاحظ الحركة.