أثاث يدوي
بالصور: فنان إماراتي يقود التراث الإماراتي إلى العالمية
24 - إيناس الغزالي
استطاع المصمم الإماراتي خالد شغفار، المتخصص بالديكور، أن يبرع في تقديم قطع تخطف الأنفاس، بإحساس فنان، وتفرد استحضر فيه عناصر البيئة المحلية، من كرسي تشكل من آلاف اللآليء إلى ستار وثريا من "عقال"، وغيرها الكثير.
24 التقى شغفار، الذي حدثنا عن بدايات دخول عالم التصميم، تحديداً الأثاث: "عشق التصميم ولد بداخلي منذ طفولتي، وعندما وصلت للمرحلة الجامعية فقررت اختيار تخصص التصميم الداخلي، ولكن آنذاك لم أكن أشعر بأني سأجد فرصة عمل في هذا المجال للكوادر الإماراتية، فكنت قلقاً على مستقبلي المهني، وقمت بتغيير مساري الدراسي إلى إدارة الأعمال، وبعد حصولي على الشهادة التحقت بالوظيفة، ولكن شغف التصميم بقي يلازمني، فقمت أيضاً بالدراسة الأكاديمية للتصميم، ومن بعدها كانت القفزة الفعلية في حياتي، فقررت ترك العمل الوظيفي والتفرّغ بشكل كامل للتصميم".
وحصل الشغفار على شهادة إدارة الأعمال والتصميم الداخلي من الجامعة الأمريكية في دبي، وبعد فترة عمل طويلة في مجال التسويق قرّر التفرّغ بالكامل للتصميم، وهو الأمر الذي دفعه إلى دراسة "فن صناعة الأثاث اليدوي" في نيوزلندا لمدة سنتين.
وتتسم أعمال هذا الفنان بالبساطة والجمال، مع ميل للتشكيل الدقيق حسب ضرورة الفكرة، فمثلاً في قطعة "الكرسي اللؤلؤ"، استخدم ما يقارب من 9000 آلاف حبة من اللؤلؤ المثقوب، في حبل يزيد طوله على 70 متراً، ووصل قيمة الكرسي ما يقارب المليون درهم.
ولاختياره فن صناعة الأثاث اليدوي سبب ذكي، فيقول: "أردت التخصص في مجال تصنيع الأثاث اليدوي لأنه تخصص غير موجود في الإمارات، فدرسته وتعرّفت على أساسيات تصميم الأثاث، وتدرّبت على التصنيع التقليدي المعتمد بشكل كلي على العمل اليدوي، ثم أسست شركتي الخاصة في الإمارات، وتعلّمت كيف يكون السوق العالمي، وانطلقت من الإمارات بلدي".
شعر الماعز... جوز الهند
ويستخدم شغفار في تصاميمه كافة التشكيلات الجمالية البارزة من الفلكلور، كشعر الماعز وألياف جوز الهند لتبطين الجدران الداخلية في المنازل، ويستحضر مكوّنات البيئة المحلية في ابتكاراته من أجل التواصل مع الشعوب، ليستعين بأصوات التراث ناقلاً الموروث الإماراتي إلى المعارض العالمية.
وأوضح: "أستوحي الأفكار من التراث القديم، من خطوط الحركة المعمارية، وأبرز التناقض في القطعة بطريقة جميلة، وأركّز على التفاصيل الصغيرة التي تخرج التصميم بفخامة وجودة عالية".
ملاحقة الفن
ويحرص شغفار على اقتناء الأعمال الفنية، فبدأ برحلة تجميع القطع الفنية خلال فترة عمله في مجال التسويق والإدارة، عندما شعر أنه ابتعد كثيراً عن التصميم، ونجح بتجميع 50 قطعة فنية من دول مختلفة، من إسبانيا وفرنسا وأمريكا وغيرها، ليبقى على إطلاع بما حوله.
العقال... التلي
ومن الأفكار المميزة التي نفذّها شغفار، تصميم "الثريا" الذي أدخل فيه "العقال" لتحمل الطابع المحلي، فيقول: "استخدمت 23 عقالاً، وأخفيت عنصر الإضاءة من الداخل، إضافة إلى ذلك أدخلت التلي الإماراتي التقليدي في تصميمي وطرحتها بطريقة عصرية".
ويوظّف شغفار التصميم لعدة أغراض فيقول: "القطعة التي أنفّذها تؤدي أكثر من وظيفة، فكرسي الجوزاء الذي صممته له وظيفتان، الأول كرسي للجلوس والثاني تحويله إلى طاولة بمجرد انحنائه بشكل بسيط، وكرسي آخر نفّذته يؤدي غرضه الأساسي ومن الأسفل حافظة مجلات وكتب، والأرفف تؤدي غرض حفظ الكتب، وتعد قطعة فنية جمالية تضفي جمالاً على المكان".
اكتشاف
وعن "الكرسي اللؤلؤ" فيقول: "كان اكتشاف أكثر من كونه تصميم، حيث اكتشفت آلية استنبات اللؤلؤ في إحدى المزارع في رأس الخيمة، وشاهدت آلية تصنيف اللؤلؤ، واستخدمت في تصميم الكرسي أدنى درجة من اللؤلؤ التي تطحن وتستخدم لأغراض أخرى، فقررت أن أستخدمها في تنفيذ كرسي للديكور وأبرز جمالية أدنى درجات اللؤلؤ، وذلك باستخدام 9000 حبة لؤلؤ، بطول السلسلة 70 متراً، وتم حياكتها على الكرسي، لتصبح قطعة فنية جمالية ملفتة، وهذا التصميم تحديداً وظيفته الرئيسية الجمال وليس للاستخدام".
"المصيدة"
ومن أغرب القطع التي ابتكرها شغفار "المصيدة"، وهي عبارة عن أرفف للكتب مع دمج فكرة القرقور (نوع من أنواع الشبك) في التصميم، حيث استوحى الفكرة من وظيفة القرقور، وهي تعد قطعة فنية غريبة، إضافة إلى تصميم "الأحصنة بلا رؤوس" وهي قطعة كلاسيكية تحكي قصة أحصنة فازت بكأس دبي العالمي في سنوات ماضية، ودمجها بروح دبي، وتم عرضها في معارض دبي.
وتحدّث شغفار عن مجموعته الأخيرة في الأسطح المستخدمة في الجدران والأرضيات، وقطع السجاد، والنوافذ والستارة، حيث أن التركيز سيكون على مواد خام أكثر من قطع أثاث.
وشارك شغفار في العديد من المعارض المحلية والعالمية، ومنها معرض في طوكيو وبرلين وباريس، ولندن وميلان، وهي عواصم عالمية مختصة بالتصميم، إضافة إلى المعارض الخليجية والعربية، وحصل على العديد من الجوائز.
رد مع اقتباس
