بينهن فنانة صماء بكماء موهوبة
انامل 77 فنانة تشكيلية عراقية يجتمعن ليرسمن الجمال والامل
بغداد: اجتمعت 77 فنانة تشكيلية عراقية في قاعة شهرزاد في وزارة الثقافة للاحتفاء بانفسهن وابداعاتهن في معرض فني مشترك لهنّ يحمل عنوان "أنامل تشكيليات عراقيات"
نظمت دائرة الفنون التشكيلية التابعة لوزارة الثقافة معرضا تضمن اكثر من 100 عمل لـ 77 فنانة تشكيلية من مختلف الاجيال ، وقد تنوعت المشاركات ما بين لوحات مختلفة الاحجام والمدارس الفنية من الانطباعية والواقعية الى التجريد اضافة الى أعمال خزف ونحت بالشمع وعلى الخشب وأعمال تشكيلية أخرى استطاعت ان تجذب حشدا غفيرا من متذوقي الفن التشكيلي وفنانيه فكان المكان عبارة عن تظاهرة جمال وفن ، وذلك ما عبرت عنه دائرة الفنون التشكيلية في رؤيتها عن المعرض اذ اشارت الى انه (منذ ان استقرت حواء على الارض ، وما تزال ، وهي تحاول ان تستلهم مفردات الجمال المطلق ، وشمولية الحياة ، لديمومة سعادتها مع شريكها .. ومع الناس جميعا .. وان تختار عناصر ابداعها بعناية فائقة بما يليق بها .. وبما يجسد الحياة .. وفق رؤيتها الانسانية والابداعية ، رغم ما تعانيها من مآسي .. وحيف .. ولكنها تعتز بشخصيتها وحياتها وابداعها).
واضافت: (هكذا نرى اليوم بعض ما قدمته انامل تشكيلياتنا المبدعات من استلهامات فنية رائعة وموضوعات فكرية مختزلة في اللوحة الزيتية والنحت والخزف تصب جميعها من اجل العراق .. والحياة .. والناس) .
فنانة مميزة
وكان الملفت في المعرض مشاركة فنانة صماء بكماء بمعرضها الشخصي الاول الذي حمل عنوان (بغداد في عيون تبارك) هي الفنانة تبارك صالح مهدي (19 عاما) حيث ضم معرضها (17) لوحة تناولت بغداد والتراث والبغدادي ، واعربت هذه الفنانة عن سعادتها بالتواجد مع هذا العدد الكبير من الفنانات المبدعات ، واشارت الى ان مشاركتها تتماشى مع رغبتها في ابراز امكانياتها الفنية ،خاصة ان هوايتها كبرت وتوسعت وهي تسعى الى ان تطور ها نحو الافضل في المستقبل القريب .
آراء فنانات
وقد اعربت الفنانات المشاركات عن سعادتهم بالتواصل بينهن والاستفادة من تجارب بعضهن البعض ، فقد عدت الفنانة بسمة طه العبيدي المعرض خطوة راقية، وقالت : اسلوبي حداثوي وتعبيري واشارك دائما في المعارض النسوية ولانني خريج قسم التصميم لذلك احب اللوحات التي يغلب عليها طابع التصميم والتي هي تعبيرية .
واضافت: لوحتي في المعرض هي عن شناشيل بغداد باسلوب حداثة مبسط وهي رمزية .
وتابعت: المعرض خاص بالمرأة بالفنانات التشكيليات ،ووزارة الثقافة تشجع الفنانانت ودائما تنظم لنا معارض مشتركة وهنا تجد فنانات من مختلف الاعمار وحسب الطابع التي ترسمه ، واعتقد ان المعرض خطوة راقية لاسيما في هذا الظرف العراقي واعتقد ان نجاحه توضح من خلال هذه الحشود الكبيرة من الجمهور .
اما الفنانة سماح الالوسي فقد اكدت ان المعرض لكي تثبت الفنانة حضورها ، وقالت: اشكر جهود العاملين على اقامة المعرض واشكر المبدعات لحضورهن باعمالهن وشخوصهن ، وانا فرحانة جدا لمشاركتي هذه مع الفنانان العراقيات وهو شرف لي وفي الوقت نفسه ان عملي الذي شاركت به عن النازحين ، تعبير عن واقع مؤلم نعيشه مع الاسف ، حيث رسمت طفلا يضع يده امام الجميع ويصرخ كفى للارهاب وللظلم والسسلب والنهب وكفى للتهجير وقد رمزت للسنوات بقطع الدومينو اي اننا نعيش بوضع عبارة عن لعبة استعمارية خليجية عربية مع الاسف تشارك بأيدي خفية وضحيتها الشعب العراقي عامة والطفل العراقي خاصة .
واضافت: على الرغم من الظروف التي نعيشها فهذا المعرض اكبر اثبات ان العراق مهما يمر بالصعاب لكنه يبقى بلدا للعطاء والفن وصاحب الحضارات وكان ولا يزال يستمر بعطائه وخاصة نحن الفنانات العراقيات وهذا ابسط ما نستطيع تقديمه للشعب العراقي .
من جانبها قالت الفنانة زينب الركابي : ارتأت دائرة الفنون التشكيلية ان تنظم معرضا للفنانات تكريما لهن وحتى يؤكدن اثبات وجودهن ، وتمت دعوة فنانات من مختلف الاعمار والمدارس فلبين الدعوة فكانت مشاركة البعض بلوحة والبعض الاخر بلوحتين او عملين نحتيين او خزفيين .
واضافت: المشاركة في هكذا معارض هي للاطلاع على منجزات الفنانات وتطورهن وهناك قسم منهن شابات يكون المعرض بالنسبة لهن حافز معنوي وهناك فنانة موهوبة لم تدرس الفن ،موظفة في الدائرة، اسمها تبارك وهي صماء بكماء لكن امكانيتها جميلة جدا ، والمعرض في مجمله نشاط جميل للمرأة وللدائرة .
اما زينب زمزم فقالت: هذه مشاركتي الاولى في نشاطات الوزارة وانا فرحانة بها وان سبق لي المشاركة بعدد من المعارض،انا لازلت طالبة ، وشغلي هو البغداديات / تكعيبي ، واسم لوحتي هي ام الفنجان وانا متأثرة جدا بالفنان جواد سليم .
واضافت: جميل جدا مشاركة هذا العدد من الفنانات في معرض واحد ، وبصراحة المعرض اعطاني طاقة كبيرة لانني اجد نفسي بينهن واحاول ان اثبت حضوري وان شاء الله اكون مميزة بينهن .
فيما اعتبرت الفنانة ندى الحسناوي المعرض نهضة وتجربة جيدة، وقالت : معرض ضخم جدا يضم تجارب عراقية نسائية متميزة باساليبها وامكانياتها وبالطاقات الرائعة المبدعة ، اريد ان اقول ان المعرض هو كرنفال نسائي رجالي لان الحضور من الرجال كان غفيرا وهو شيء يسعد القلب .
واضافت: شاركت بعمل يخص المرأة العراقية القروية المكافحة المجاهدة لسنين من الزمن وهي بالعباءة البغدادية المتميزة وان كان العمل فيه معاصرة وتعبيرية وقد احببت ان تكون التجربة تخص المرأة .
وتابعت: انا اعتبر المعرض تجربة ونهضة ضد عدو وارهاب يحاول تضييق الخناق على الحياة بالقتل والحرب وان كان جيشنا والحشد الشعبي يستحقون التحية منا لتحريرهم مناطق العراق من كيد الظالمين ونحن الان هنا باللون بالفرشاة وبهذا الملتقى نقول لهم نحن معكم ونتمنى ان يكون المعرض شيئا بسيطا مشرفا للدماء التي تسقط على ارض العراق المقدسة .
وقالت الفنانةلميعة الجواري: المعرض مبادرة من دائرة الفنون طيبة كما ان هذا الكم الهائل من الفنانات يكون لهن حضور يستحقنه لانهن يقدمن اعمالهن للمرأة العراقية وظروفها ، وهي التفاتة تستحق الثناء لان مثل هذه التجمعات سيكون لها نفع على المشاركات خاصة الشابات والواعدات للاستفادة من تجارب الفنانات وطرح الافكار فضلا عن التعارف بينهن الذي سيجدي نفعا في المراحل اللاحقة .
كما قالت الفنانة الشابة رانيا هاني : انا سعيدة بالمشاركة مع عدد كبير من الفنانات ووسط هذا الحضور الغفير من الجمهور ، ومن الممكن ان اعتبرها تجربة مهمة لي وتكون مهمة ضمن سيرتي الذاتية وبالتأكيد سأستفيد منه في مشاركات اخرى .
واضافت : موضوع لوحتي عن المرأة المتحررة فنحن نعرف ان المرأة في بلدنا في هذه المرحلة مقيدة فأنا احببت ان اظهر المرأة خالية من القيود ، وان شاء الله تنال اعجاب الجمهور ،
آراء نقاد وفنانين
وقد اكد الناقد ناصر الركابي ، رئيس تحرير مجلة باليت عن تمنياته ان تستفيد الفنانات من هذا المعرض، وقال: في كل مرة نحضر معرض للفنانات العراقيات يحذونا الامل ان نشاهد شيئا جديدا او مثيرا ولكن بصراحة اقولها للاسف ان ما مطروح شاهدته عدة مرات او مكرر ، فالظاهر ان اغلب الفنانات لم يخرجن من هذه الشرنقة التي يحيطن انفسهن بها ، يعني انهن يأخذن قوالب معينة في عملهن الفني ولم يطورنها ولا اعرف اذا ما كان السبب قلة الاحتكاك او قلة المتابعة لما يتطور من فن في العالم وعلى الاقل في الدول المجاورة لذلك يمكن من هذا الكم الكبير من الاعمال ان نستخرج عدة لوحات مميزة لعدد من الفنانات المجدات اللواتي اتابعهن مثل نادية فليح وضحى الكاتب ولميعة الجواري ، اللواتي يحرصن على الوصول الى مرحلة متطورة في عملهم لكن الاغلبية بصراحة لازال هناك ضعف كبير في موضوع التكنيك وثيمة العمل وحتى في موضوع اللون فهناك عدم دراسة ودائما الفنانة تسعى الى ان تطرح كل قصصها في لوحة واحدة وتطرح كل اشكالها وذكرياتها ومعاناتها في لوحة واحدة وهذا خطأ.
واضاف:أأمل من الفنانات اذا كان هناك معرض فعليهن التهيؤ بشكل صحيح والاستعداد ليس على عجالة وان لا تكون المشاركة مجرد مشاركة .
وتابع: هذه التجارب ربما تفيد البعض منهن ووجودهن في الوسط الفني مفيد وتبقى رئة الفن تتنفس هواء الفن والجمال لاسيما في هذا الظرف الصعب ولكن الذي نطمح اليه هو الافضل فقد مضت سنوت وعقود ونحن نقول فقط المهم المشاركة والمهم التواجد .
فيما اشار الفنان والناقد فهد الصكر عن سروره بمشاركة هذا العدد ، وقال: اضمامة جديدة في المشهد التشكيلي العراقي لمشهد يكاد يكون ضبابيا في ظل ظروفنا الحالية ، هذا المعرض يعطي اشراقة امل مقبلة في تجارب التشكيل العراقي وتأكيد صورته القديمة على ان له بصمة عالمية وله رؤية خاصة به تختلف عن كل ما يطرح في البلاد العربية او عالميا.
واضاف: هذا المعرض ضم نتاجات لتجارب ومدارس متعددة ومتنوعة ولكن هناك قد اجد بعض الاعمال لا تصل الى طموح المعرض او طموح اقامة معرض وهذا يحسب على انه يمنح فرصة لبعض الرسامات اللواتي دخلن حديثا في المشهد التشكيلي ليكسبن تجربة جديدة من اجل الاستفادة للمشاركة في معارض مقبلة .
اما الفنان والناقد علي ابراهيم الدليمي فقال : ضم المعرض مجموعة جميلة من جميع الاجيال للفنانات التشكيليات وجميع المذاهب الفنية حيث الانطباعية والتجريدية والفلكلورية ويعد كرنفالا جميلا يتضمن موضوعات شاملة على الرغم من الظروف التي يمر بها الوطن عموما والمرأة خصوصا لكنها لا زالت تقدم الجمال والحب والعطاء .
واضاف: المعرض فتح المجال لجميع الفنانات للتعبير عما في دواخلهن فضلا عن ان المعرض سيمنح الفرصة لهن لتلاقح الافكار والرؤى وكذلك بارقة امل للفنانة التشكيلية لان تعيش حياتها وان تنقل التفاؤل والامل لاسرتها ووطنها وللجميع .
ايلاف