المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fairy touch
الواحب البانتوميمي
فتح عينيه بتثاقل ...دغدغت فوضى الشارع في الاسفل عطلته ...نهض بمنامته القديمة ..استل سيجارة رخيصة من علبة على منضدة وسط الغرفة و شرع يلتهم أوراقها المحترقة على عجل ..
فتح باب الشرفة المتهالكة و تمطى فوق رأس المشهد ....
الاطفال يلعبون بكراتهم الزجاجية الصغيرة الملونة على ضفة الزقاق العتيق الضيق...و الجدة جالسة بالباب تبدو انها ترقبهم ...بعض من وحل مازال يزين الممشى هدية امطار الليلة قبل الفائتة ...و قطط تتبارى للفوز بما جاد به كيس نفايات ممزق مرمي في زاوية بين الدار و دكان اخرق ، ظل صاحبه عبر الاعوام يبيع السماق الملفوف بأقماع الاوراق القديمة ، و اباريق من اللدائن تتدلى مشنوقة بخيط من سقفه ما اشفق عليها منذ زمن سوى الغبار .
ضج الاطفال بفوضاهم ثم تدافعوا و انطلقت من افواههم الصغيرة شتائم كبيرة ...
الجدة ما زالت تبدو انها تراقب ...
حمي وطيس المعركة و سقط طفل يحمل في كفه كنزه ..فتناثرت كرات الزجاج في الارجاء ...هاجمتها الوحوش الصغيرة بلا انتظار ...و بلا امل بكى قرب الحائط من كان قبل ثوان صاحبها ..
الجدة ما زالت تبدو انها ترقب ...
احس بحنق بعد انتهاء سيجارته ...قرر ان يتدخل ...قفز من سور شرفته الواطىء ..حط كصقر فوق الدجاج المتشاغل بالحب ...ناثرهم ...ضرب قبضاتهم المغلقة ...فسالت اودية من كرات بألوان شتى ...هرب الصغار الا من ظل وحيدا يبكي ..تناول ابريقا مشنوقا ..اعاد اليه الحياة بأنفاس من كرات ملونة ..و ناوله للصغير في الزاوية ...
هرع الطفل الى جدته خبأه تحت عباءتها جذلا ...مدت جدته يدها كي تلمس كنزه...همس الطفل في اذنها شيئا فابتسمت ...جدته العمياء..و ابتسم الطفل ..و صاحب الدكان العجوز ...و صاحبنا .