مساؤكم واجب من مكان :
رنة اقداحه المميزة ... صوته الاجهش يمزق فوضى المكان المتكئ على حافة من نهر .... يجري مخلفا وراءه بقايا صوت الشعب المندثر بتقارير وهمية يختزل ذاكرة عشوائية ... يحدق النظر دوماً في ( صينيّته ) المقعّرة ... يعدّ ما عليها ... وعيناه تطلقان العنان لافواه الجالسين ... يعدّ عليهم قطرات احتسائهم لشايه ..
ـ شلون بالله وي هذولة ؟ يعني الا يهجمون الكهوة على راسي وراس الخلفوني ؟ هسة عبد طامي وين والباشوات وين ؟ هالنوب وية المتصرف ؟
يطيل الحديث ... يشفعه بنظرة توجس ...
في الركن بعضٌ من شاعر متسكع يساجل حذاءه بثرثرة فاضحة ... لم يسجل صحوه الى الآن بعد ... الكؤوس تفعل فعلها برأسه حتى انه اشعل سيجاره المقلوب بالخطأ و حتى اغفل اسم جليسه الذي يتأبطه منذ صباحين مضيا ... لم يفهم اصدقاؤه ما سر هذين الصباحين ... حتى قفز من كرسيه الخشبي صارخاً :
ـ رسمية سنبلة في قنبلة
رشاقة الله وقبلة علي
ألا لعنة الله أبيها آدم
ضارية البهاء
ترد الى وتر معكوس في ربابة زرياب
أحبها والله العظيم
يثرثر ... يرفع صوته ... ينهض عبد طامي ... يقف مذعوراً ... يهرول اليه .. يدفعه عنوة .. يخرجه من المكان ... ينظف ثرثرته .. يرفع صوت المذياع : احنة مشينا للحرب ...
........
.....
....
..
.
حربان مرا ... والصوت الاجهش ما يزال يراوح في مكانه ... صورته ذات الشريط الاسود تترصد المارين ... الثرثرة المتسكعة بصداها ... بصعلكة الشعر والحب معاً ... برسمية وقصائدها غير المعلنة ...