زهرة الكاميليا ...... أسطورة تتعايش معها الخيالات
ولا تكاد تخلو دار دمشقية قديمة من بحرة من الرخام الوردي، تتشامخ من نافورتها، وهي تنشر رذاذها على نبات الكاميليا والفتنة الموزعة على أطراف هذه البحرة.
فلقد كانت الكاميليا دائماً من النباتات المفضلة في الدور الدمشقية العتيقة وعندما كان الرجل يقدم لزوجته وخطيبته زهرة الكاميليا فإنما يقول لها من خلال ذلك: إنها أجمل امرأة في العالم.
...
استخدمت هذه الزهرة من قبل الادباء فكانت اسماً لرواياتهم فمن منا ينسى (غادة الكاميليا ) وهي من اروع الروايات العالمية.
ولزهرة الكاميليا أسطورة رائعة حيث تروي الاسطورة في بلاد الهند أن راهباً كان يدعى ديدراما حطَّ به المرسى على سواحل الصين وأخذ يبشر بالبوذية متحمساً لعمله، هذا لأقصى درجة حتى إنه قضى معظم أيامه متأملاً أومصلياً فأطلق عليه الصينيون اسم (تامو) وفي أحد الأيام نام تامو هذا لشدة ارهاقه، وعندما أفاق تألم كثيراً من ذنب النوم الذي اقترفه.. فما كان منه إلا أن أخذ يقطف رموش عينيه ويلقي بها على قارعة الطريق تكفيراً عن ذنبه، وتكمل الأسطورة لنا الحكاية، بأن بوذا أخذ هذه الرموش فحولها إلى زهرة الكاميليا ولذلك فإن أزهار الكاميليا عند تجفيف بتلاتها تكون أقرب لرموش العين، ويقال إن من يشرب من أوراقها إذا أعدت كالشاي لا ينام ويبقى مستيقظاً والاسم اللاتيني لها كاميلوس وهو الاسم المعطى للراهب جورج كامل اليسوعي أحد علماء النباتات الذي جمع عدداً من نباتات الصين والفليبين ومنها زهور الكاميليا..
كما تسمى زهرة الكاميليا بزهرة الشاي حيث أن مشروب الشاي الذي نحبه ونستمتع به ليس سوى أوراق زهرة الكاميليا بعد تجفيفها
تاريخ زهرة الكاميليا:
إن زهرة الكاميليا تعتبر تقليدية فهي منذ قديم الزمان كما هي نوع راق من الازهار المشهورة في العالم يحبها الناس كثيرا لجمال و شكلها التكويني و ألوانها الزاهية و عطرها الطيب
فالصين تشتهر بوجود أجود و أجمل زهرات الكاميليا بفضل ظروفها الطبيعية و المناخية الخاصة و حسب السجلات التاريخية بدأت زراعة زهرة الكاميليا في مدينة دالي على نطاق واسع ومدينة دالي بمقاطعة يونان تشتهر بوجود أجود وأجمل زهرات الكاميليا في الصين بفضل ظروفها الطبيعية والمناخية حيث توجد هناك شجرة كاميليا كبيرة طول قامتها أكثر من 17 متراً ويصل عمرها إلى أكثر من أربعمئة سنة، إنها الأكبر عمراً وارتفاعاً في العالم واعتبرت زهرة رمزية محببة في نظر المحليين.
وفي القرن السابع عشر نقلت زهرة الكاميليا من مدينة دالي إلى بريطانيا لزراعتها في حديقة قصر باكنغهام أولا وأعجبت بها كل دول أوروبا بسرعة بسبب زهرتها الكبيرة و لونها الزاهي و رائحتها العطرة التي تتسلل إلى القلب مع طبيعتها الأنيقة و بعد ذلك بدأت زهرة الكاميليا في مدينة دالي تدخل إلى دول اسيا و أمريكا على التوالي وتنتشر في مختلف مناطق العالم.
مونى كليوباترا