يَحْدُث أنْ تسهرَ الليالي بحثاََ عن لحظاتِ صَفاءِِ أو حوارِِ هادئِِ مع الليْلِ الذي يُحسنُ الإنصاتَ والانتباه لكل حرْفِِ تنبس به شفتاكَ، عكس الآخرين الذين لا طائلَ لهم غير الثرثرة والنصائح ذات الغطاءين التي لا تنتهي..
يحدث أن تنقلِب حياتكَ رأسا على عقبِِ لمجرَّد خطأِِ لم تقترفه يداك..
يحدث أن تضيع في غيابات الذاكرة المؤدّية إلى تاريخ اللاعودة في غفلةِِ منكَ..
يحدثُ أن تقْتُل في النّاس الإحساس بالعاطفةِ والشعور النبيل لزلّاتكَ المتكرّرة التي لا تنتهي..
يحدث أن تجعَلَ الناسَ تقدم على هجرِكَ والنّفور لمجرَّد سوء فهمِِ أو خلَلِِ في قانون الحياة الصّعب..
يحْدثُ أن تطلّقَ الدنيا طلاقا ثلاثا لمجرّد قراءَة كتاب عن الدِّين والعقاب، ولو أن لا صحّة ولاَ شرف في معناه ولا جزالة في لفظه..
يحْدثُ أن تُفضِّلَ العيشَ في ثوران لمجرَّد أنكَ قرأت كتابا أحمَرَ لم تَفهمْ منه غير عنوان الثورة..
يَحْدُثُ أن تُرغم على فعل أشياء لا تؤْمِنُ بها لمجرَّدِ أنك وعدتَ نَفسَكَ ألَّا تقْضِي علَى أمَل من يرَوا في كلامكَ أملا..
يحْدثُ لكَ أن تَبيعَ الوهمَ للآخرينَ كيْ يعيشوا على إيقاع فسحة الأملْ التي طلَّقتها أنت منذ مدّةِِ ليسَتْ بالهيّنة..
يَحْدُثُ أنْ تناديَ بأعلى صوتكَ داخليََّا في الأعماقِ ومنَ الأعماقِ، دونَ أنْ يسمعك الآخرونَ أو يعيروكَ انتباها..
يَحدُثُ أنْ تعُدَّ أيَّام عمركَ الحَزينة التي لا تحصى، دون أنْ يكون لأيَّامِ السَّعادةِ نصيبُُ فيها..
يَحْدُثُ أنْ تُفضِّلَ النّومَ باكِرا بحْثاََ عن حلُمِِ جميلِِ يقيكَ من كوابيسِ الواقعِ التي لا تنتهي..
يحْدُثُ أن يكون لكَ طعامُُ، فتَتَظاهرُ بعدم الجوعِ أمام ضيفك إكراماََ لهُ وحفاظا على ماءِ الوجهِ لقِلّته. بالمقابلِ تهرعُ إلى أكلِ البقايا بنهم بمجرَّد أن يغادرَ إلى حال سبيله..
يحْدثُ أن يَلْفظَكَ النَّاس لمجرَّد أنكَ ركبْت قطاراََ غيرَ الذي ركِبوا فيه، وتناولْتَ رغيفا ليسَ لهم فيه أي نصيبِِ..
جمال الفقير