دعبل بن علي بن رزين الخراعي ، شاعر مجيد من الكوفه ينتهي لقبيله ( خزاعه )
عرف عن دعبل الخزاعي شدة ولائه لآل البيت والجهر بحبهم لذا أنشد بحقهم أجمل القصائد العربية وأحسنها على الإطلاق ولم تزل الألسن ترددها على مر السنين..
********
ومن أشهر قصائدة ، ( مدارس آيات )
يقول دعبل :
قصدت بها أبا الحسن علي بن موسى الرضا وهو بخراسان ولي عهد المأمون فأحضره المأمون وسأله عن خبره ثم قال لي : يا دعبل ؟ أنشدني - مدارس آيات خلت من تلاوة - فقلت : ما أعرفها يا أمير المؤمنين ؟
فقال : يا غلام أحضر أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام ؟ فلم يكن إلا ساعة حتى حضر
فقال له : يا أبا الحسن ؟ سألت دعبلا من - مدارس آيات خلت من تلاوة - فذكر إنه لا يعرفها .
فقال أبو الحسن علي بن موسى الرضا : يا دعبل ؟ أنشد أمير المؤمنين ؟ فأخذت فيها فأنشدتها فاستحسنها فأمرني بخمسين ألف درهم . وأمر لي أبو الحسن الرضا بقريب من ذلك فقلت : يا سيدي ؟ إن رأيت أن تهبني شيئا من ثيابك ليكون كفني . فقال : نعم . ثم دفع لي قميصا قد ابتذله ومنشفة لطيفة، وقال لي : إحفظ هذا تحرس به .
*********
اقام دعبل في بغداد قبل ان يخرج منها هارباً من بطش العباسيين بعدما كلفه حبه لاهل البيت اضطهاداً و تشريداً فهاجر الى البصره و الحجاز و الشام و مصر و الري و اخيراً الى طوس .
قيل لدعبل : لماذا تهجو من تخشى سطوته ؟
قال:" انا احمل خشبي على ظهري منذ اربعين سنه ، فلا اجد من يصلبني عليها ! " . كان دعبل جريئاً على الولاة الظالمين فهجا هارون و المأمون و المتوكل .
و لما خاف بنو العباس التفاف الناس حول الامام علي بن موسى الرضا ابعدوا الامام عن مسرح الحياه و عزلوه عن محبيه و اضطهدوه حتى نفوه الى مدينه طوس البعيده . فلم يبق للمساكين نصيراً .. و راح دعبل يقطع الصحاري اياماً و ايام حتى بلغ طوس .
و على مسمعٍ من الامام الرضا انشد دعبل قصيدته الخالده " التائيه " حتى ابكى الامام . و لما انشد دعبل : " قبور بكوفانٍ ... " قال له الامام : " يا دعبل ، قل ( و قبرٌ بطوسٍ يا لها من مصيبةٍ الحت على الاحشاء بالزفرات ) " فقال دعبل : " سيدي قبر من هذا ؟ "
فأطرق الامام منكسراً .. و ما علم دعبل ان الامام كان ينعى نفسه !!
ولا تزال تائيه دعبل تبكي كل مؤمنٍ و تدمي قلب كل ذي قلب و وجدان و ضمير : بكيت لرسم الدار من عرفات و اذريت دمع العين بالعبرات
قال دعبل الخزاعي رضوان الله عليه دخلت على سيدي ومولاي (علي بن موسى الرضا )في مثل هذه الايام فراءيته جالسا جلسة الحزين المسكين الكئيب واصحابه من حوله فلما راءني مقبلا
قال لي : مرحبا بك يادعبل من ذرفت عيناه على مصابنا وبكى لما اصابنا من اعدائنا حشره الله معنا في زمرتنا يادعبل من بكى على مصاب جدي الحسين عليه السلام غفر الله ذنوبه البته
ثم انه عليه السلام نهض وضرب سترا بيننا وبين حرمه واجلس اهل بيته من وراء الستر ليبكوا على مصاب جدهم الحسين ثم التفت لي وقال : يادعبل ارث الحسين فانت ناصرنا ومادحنا مادمت حيا فلا تقصر عن نصرنا مااستطعت قال دعبل فاستعبرت وسالت عبرتي وانشأت اقول وهذا جزء مما قال دعبل
افاطم لو خلت الحسين مجدلا ***** وقد مات عطشانا بشط فرات
اذا للطمت الخد فاطم عنده ***** واجريت دمع العين في الوجنات
افاطم قومي يابنة الخير واندبي**** نجوم سماوات باءرض فلاة
قبور بكوفان واخرى بطيبة **** واخرى بفخ نالها صلوات
قبور ببطن النهر من جنب كربلاء *** معرسهم فيها بشط فرات
توفوا عطاشا بالفرات فليتني **** توفيت فيهم قبل حين وفاتي
بنات زياد في القصور مصونة **** وال رسول الله منهتكات
وال زياد في الحصون منيعة **** وال رسول الله في الفلوات
ديار رسول الله اصبحن بلقعا **** وال زياد تسكن الحجرات
وال رسول الله نحف جسومهم **** وال زياد غلظ القصرات
وال رسول الله تدمى نحورهم **** وال زياد ربة الحجلات
وال رسول الله تسبى حريمهم ***** وال زياد امنوا السربات
اذا وتروا مدوا الى واتريهم ***** اكفا عن الاوتار منقبضات
سابكيهم ماذر في الافق شارق ***** ونادى منادي الخير للصلوات
وماطلعت شمس وحان غروبها **** وبالليل ابكيهم وبالغدوات
بكى الامام الرضا وال بيته عليهم السلام واصحابة رضوان الله عليهم على تلك القصيدة وماتحمل في مضامينها اجل واسمى معاني الحزن والاسى على مصاب الحسين وال بيته واصحابه عليهم السلام وعلى مصاب ال البيت اجمعين عليهم السلام
رحم الله دعبل كان شاعرا مقدما
****
نسأل الله تعالى أن يتقبل منا هذا القليل ببركة الصلوات على محمد وآل محمد
رحم الله من قال: ::
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين ورحمة الله وبركاتة*
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة