باسم الاب والابن والروح القدس
الاله الواحد
آمين
سعيدة هي بيت لحم القرية التي وُلد فيها المسيح منذ أكثر من ألفي عام. لكن أسعد منها هو القلب الذي يولد فيه المسيح هذه الأيام. يا سيدي، حين أردت أن تولد في بيت لحم، ذهبت الى هذا المنزل فلم تجد لك مكانا فيه. ذهبت الى ذاك النزل فلم تجد لك مكانا فيه. ذهبت الى ذلك الخان فلم تجد لك مكانا فيه. الى أن ولدت في مذود حقير.
إلا أن هذا المذود بعد ولادتك فيه، أصبح أضخم وأفخم من كلّ قصور الملوك. لإن الملوك مع قصورهم ذهبوا وأصبحوا في عالم النسيان. أما هذا المذود فقد دخل التاريخ من أبوابه الواسعة.
وهكذا اليوم تريد أن تولد في قلب هذا وذاك وذلك، لكنك لا تجد لك مكانا فيه. وهكذا مهما يكن الانسان الذي تولد في قلبه فقيرا أو حقيرا فانه يصبح ملكا وكاهنا لله أبيك.
يا سيدي، كثيرون اليوم يفرحون بولادتك، ويريدونك أن تبقى صغيرا كي يلاعبوك ويتسلّوا معك ويتبادلوا الهدايا. فلا يريدونك أن تكبر وتصبح رجلا تأمرهم بأن يفعلوا هذه ويتركوا تلك، لأن مشيئة نفوسهم يريدون أن يفعلوا.
أما كل الذين ولدت في قلوبهم، فان لسان حالهم يقول أن أفعل مشيئتك يا الهي سررت. وكلّ الفضل في ذلك يعود لله الآب ومحبته التي جعلته أن يبذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبديّة. ولله الابن الرب يسوع المسيح الذي وُلد لكي يموت ويعطينا بموته حياة أفضل. وللروح القدس الذي يسكن في قلوب المؤمنين به ليعلّمنا ويبكّتنا ويبقى معنا كلّ الأيام والى انقضاء الدهر.
"المجد" للآب والابن والروح القدس الاله الواحد من الأن والى الأبد. آمين.