مارأيكم

بإنسان يموت ابوه وهو في بطن امه



تموت امه وعمره ست سنوات


عاش في بيت جده

فيموت جده الحنون وعمره ثمانِ سنوات


ثم يعيش في بيت عمه


تزوج وعشق زوجته


ثم تموت زوجته ويموت عمه في عام واحد

( عام الحزن )


مات ولداه الاثنان


ولم يتجاوزا السنتان من عمريهما


ومات جميع بناته في حياته

باستثناء فاطمة التي لحقته بعد ست شهور


قتل عمه حمزة ومُثل بجثته وأُكل كبده


طرد من الطائف

ولحقه الغلمان يسبوه ورموه بالحجارة


فعفى عنهم


بغزوة أحد كُسرت رباعيته أسنانه

وجُرح وسال الدم من وجهه


وضعوا على رأسه أحشاء الإبل والدماء

وهو ساجد


فظل ساجدا ولم يرفع رأسه ثم

عفى عنهم


اخذوا رداءه وشدوه على عنقه

حتى كاد ان يختنق ثم

عفى عنهم


وضعوا الشوك والقاذورات في طريقه ثم

عفى عنهم


دخل الحديد في وجهه وسُمّ وسُحِرَ

وطُرِدَ من مدينته

فعفى عنهم


ثم بعد هذا يقوم الليل حتى تتفطر قدماه



يُسأل لماذا يارسول الله ؟


فيقول : أفلا اكون عبدا شكورا





فمن تعذب وظُلم مثل حبيبنا وشفيعنا

محمد صلّ الله عليه وعلى آله وسلم ؟



الى كل من يظن ان الحياة ظلمته


وان حظه قليل

ما رأيك الآن وماذا ستقول ؟





﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ
لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ
وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً
( الاحزاب - 21)