تنتمي الفنانة (سُهير أياد) الى جيل من الفنانات أنار بإطلالته الجديدة شاشات العراقيين في منتصف ثمانينات القرن الماضي، وهو جيل مُبدِع مِعطاء يضم بالإضافة للفنانة المبدعة سُهير الفنانات المتألقات هديل كامل وسُهى سالم وشُعاع وغيرهم، جيل إستطاع أن يَشق طريقه ويثبت حضوره في الواقع الفنّي العراقي بواحدة من أصعب المراحل السياسية والإجتماعية التي عاشها العراق. لقد كان حضور الفنانة سُهير أياد على الشاشة متميزاً وله فعله على المشاهد العراقي المَعروف بصعوبة إرضاء مَزاجه المُتقلب، والذي نادراً ما تتقبّل ذائقته الفنية الغريبة والغير ناضجة شيء عراقي، بسبب رأي سَلبي مُسبَق عن أي عَمَل عراقي ناتج عن وعي جمعي مغلوط عمره عشرات السنين. فالفلم والمسلسل العراقي بالنسبة لكثير من العراقيين فاشل ولا يستحق المُشاهدة، هكذا دون أن يروه وقبل أن يشاهدوا حلقة من حلقاته ومشهداً من مشاهده.
المسلسلات العراقية الوحيدة التي كسَرت هذا التقليد وأجبرت العراقيين على متابعتها والتسَمّر أمام التلفاز لمشاهدتها هي (نادية، عنفوان الأشياء، ومسلسل(ذئاب الليل) بجزئه الأول و(الأماني الضالة) وكان لسُهير اياد حضور بارز وأدوار متميزة في ، الثلاثة الأولى منها، وكان لها بكل واحدة بَصمة واضحة لا تتركها سوى فنانة قديرة بمستوى سُهير أياد بتمثيلها وأدائها الرائع الذي يَسحر المشاهد ويتملكه. متألقة كالنجمة في تمثيلها، تلقائية حد البساطة في أدائها، تشعر وأنت تتابعها في هذا الدور أو ذاك بأنها نفس وذات الشخصية التي تجسِّدها، وليست مُمثلة لها ومؤدية لدورها.ففي مسلسل(المسافر) الذي أدت فيه دور البطولة الى جانب المطرب كاظم الساهر بظهوره الأول والأخير على شاشة التلفزيون إضافة للنجمة آسيا كمال والراحل عبد الجبار كاظم والعملاق خليل شوقي، لعبت الفنانة سُهير أياد دور بَطلة المسلسل (نماء)إبنة عم وحَبيبة بَطل المسلسل، وغنى لها الساهر بالمسلسل واحدة من أروع أغانيه وهي(محروس).
لقد تألقت سُهير أياد بدورها هذا أيّما تألق،وفاقت بروعة أدائها للدور وتلقائيتها في تجسيده أغلب من شاركوها تمثيل المسلسل، مع كل إحترامنا وتقديرنا لهم وعلى رأسهم المُطرب المتألق والممثل الأقل تألقاً كاظم الساهر، الذين كان أدائهم للأدوار مُتكلفاً غابت عنه العَفوية التي لم نلمسها سوى بأداء سُهير، التي وصَلت بالمُتابع للمسلسل الى مرحلة عدم التفريق بين سُهير الممثلة ونماء الشخصية.
أما في مسرحية(قصة حب معاصرة) التي أبدعت سُهير أياد في تجسيد دور بطلتها الى جانب الفنان القدير والرائع هو الآخر بعظمة أدائه التمثيلي وعفويته (جواد الشكرجي)والتي أراها من أجمل وأروع وأجرَء ما قدّمه المسرح العراقي بداية التسعينات، فقد كان أداء (سُهير أياد) فيها رائعاً بشكل لا يوصف، عندما نجحت بإمتياز في تجسيد دور بطلتها الصعب المُركب، والذي يعيش صراعاً إنسانياً عميقاً يعكس واقع حال الفرد العراقي الممزق، بين خيار صعب بالبقاء في ظل ظروف إجتماعية وإقتصادية وسياسية صعبة، وخيار آخر لا يقل عنه صعوبة تمثل في فكرة الهروب والرحيل الى المجهول بحثاً عن واقع ومستقبل أفضل. لقد كان دوراً صعباً لا تقوى على تجسيده سوى مُمثلة مُتمَكنة وقديرة بمستوى سُهير، وهو دور أراه الأبرز والأهم والأكثر خلوداً على طول مَسيرتها الفنية القصيرة بعُمرها لكن الطويلة جداً بنتاجها وإبداعها. لقد ساهم هذا الأداء الرائع لسُهير أياد وجواد الشكرجي، الى جانب قوة إخراج النص المسرحي وجرأة فكرته في تخليد هذه المسرحية بأذهان العراقيين وحصولها على جوائز مختلفة بمهرجانات دولية عديدة، وباتت تشكل علامة فارقة في تأريخ المسرح العراقي الغني بأعماله المُتميزة. جدير بالذكر أن الفنانة المبدعة سُهير هي إبنة الفنان أياد البلداوي، الممثل وكاتب البرامج المعروف، الذي قضى أكثر من نصف قرن في دروب الفن التمثيلية والإذاعية والمقيم حالياً في أمريكا، وهي أخت نصرت أياد الذي عرفه المشاهدين فناناًَ صغيراً مُبدعاً في برامج الأطفال والدراما التلفزيونية وهو الآن طبيب وعازف كيتار معروف يقيم في بريطانيا، لذا فسُهير هي إبنة أسرة فنية أصيلة قدمت الكثير للفن العراقي.لقد إبتعدت سهير أياد عن الشاشة منتصف التسعينات، ثم غادرت العراق بنهاية العقد نفسه،ويقال أنها تقيم حالياً في الأردن، طبعاً لانعلم ماهي الظروف والأسباب التي دعت فنانتنا ، القديرة سُهير أياد الى الإعتزال، لكن مايجب أن يقال ويسُجل هنا للتأريخ هو أن إعتزالها للفن والتمثيل أدى الى خسارة المسرح والتلفزيون العراقي واحدة مِن ألمع وأفضل ممثلاته التي لم ولن تُعَوّض ، والتي سنبقى نتذكرها كفنانة مُبدعة مُتألقة ونتذكر فنّها الراقي وأدوارها المُتميزة التي لا تُنسى، وستبقى رغم إعتزالها للفن والتمثيل نجمة بارزة ومتميزة في سماء الدراما العراقية.
الفنانة علا اياد اخت سهير اياد
الفنان والاديب اياد البلداوي والد الفنانة سهير اياد
/// عظيم سهير ///...!!!
ربما يستغرب البعض من ربط صورة الصديق العزيز الفنان مهند حمدي (الخرافي) سابقاً بالفنانة العراقية المعتزلة (سهير أياد)...!!!!!
بأختصار... صديقي مهند إذا ما شاهد أمراً يعجبه لدرجة الروعة.. فانه يطلق بصوته الخشن عبارة ((عظيم سهير))...!!!
مثلاً.. اذا أعجبه قميص لأحد الماركات العالمية معروض في أحد محلات الملابس يقول : ((هذا القميص.. عظيم سهير))...!!!
واذا تأنقت ولبست وتشيكت يوماً وطلبت رأيه يقول : ((مهند انت اليوم طالع.. عظيم سهير))...!!!
ومرة في المتنبي أكلنا عند (كص أم كلثوم) فقال : ((هذا كص ام كلثوم.. عظيم سهير))...!!!!
والسبب.. انه في سنوات التسعينات كانت تظهر في التلفزيون بشكل يومي مشاهد تمثيلية باشراف وزارة الصحة لحث المواطنين على (تلقيح الأطفال) أو (الرضاعة الطبيعية).. وفي أحد تلك المشاهد تظهر الفنانة (سهير أياد) بدور ممثلة دورها أم أهملت طفلتها عن الرضاعة الطبيعية فاصيبت الطفلة بالأمراض.. وقد بكت (سهير) خلال المشهد بعفوية وحرقة كونها تذكرت (طفلتها) التي تركتها عند والدتها تتغذى على (الممة) !! مما يجعلها تعتذر عن ألأستمرار في المشهد.. وتعود فوراً لبيتها وتأخذ (الممة) من يد والدتها وترميها في سلة النفايات.. وعندما تسألها والدتها ((شبيك؟؟)) تقول سهير : ((أرضع بنتي بالأول))......
وعندما شاهد الفنان (فارس طعمة التميمي) والذي يقوم بدور مخرج العمل.. ذلك البكاء العفوي والهيستيري قال بصوته الجهوري المميز..... ((عظيم سهير))...!!!!!
هذه العبارة ولكثرة ما تكررت على مسامعنا وقتها.. أصبح البعض يطلقها على الأشياء (العظيمة) من باب التندر.. حتى ان الكثير منهم قد نسي السبب الحقيقي لأطلاق تلك التسمية....!!!!!
المصور غالي الكندالي مع الممثلة سهير اياد
طبعا بصعوبة اجد صور لفناناتنا
لا اعلم لماذا كل شيء في بلادي مهمل
كل ما يمت الى علومنا وفنونا واثارنا وثرواتنا وماضينا وحاضرنا ومستقبلنا يتعرض الى ابشع انواع الاهمال
ما هو اهم شيء فيك يا عراق ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
استمحيكم عذرا لكنه مؤلم هذا الاهمال