جاء في الإنجيل المقدس «نحن أسرى محبة المسيح، بعدما أدركنا أن واحداً مات من أجل جميع الناس، فجميع الناس شاركوه في موته. وهو مات من أجلهم جميعاً حتى لا يحيا الأحياء من بعد لأنفسهم، بل للذي مات وقام من أجلهم. فنحن لا نعرف أحداً بعد اليوم حسب الجسد. وإذا كنا عرفنا المسيح يوماً حسب الجسد، فنحن لا نعرفه الآن هذه المعرفة. وإذا كان أحد في المسيح، فهو خليقة جديدة: زال القديم وها هو الجديد. وهذا كله من الله الذي صالحنا بالمسيح وعهد إلينا خدمة المصالحة، أي إن الله صالح العالم مع نفسه في المسيح وما حاسبهم على زلاتهم، وعهد إلينا أن نعلن هذه المصالحة. فنحن سفراء المسيح، وكأن الله نفسه يعظ بألسنتنا. فنناشدكم باسم المسيح أن تتصالحوا مع الله، لأن الذي ما عرف الخطيئة (السيد المسيح) جعله الله خطيئة من أجلنا لنصير به أبراراً عند الله.»
اخوتنا الأحباء، ما اروع هذه الكلمات. الإنسان هو الذي اخطأ تجاه الله، ومع ذلك، فالله هو بنفسه بادر بعملية المصالحة. الله العظيم والمهيب، خالق الكون وخالق الإنسان نفسه، احبه الى درجة انه عز عليه ان يرى الإنسان يموت بخطيئته؛ فأرسل له الأنبياء والرسل على مر العصور، ولكن الإنسان بقي عاجزاً على التحرر من خطيئته؛ فكان رد الله، كما يقول قانون الإيمان المسيحي، انه “نزل من السماء، وتجسد من الروح القدس، وولد من مريم العذراء، وصار إنساناً”. وهذا الإنسان المتجسد من الإله، السيد المسيح، عاش حياة طاهرة بدون اي خطيئة، ثم اتم رسالته (رسالة المصالحة) بموته على الصليب، وكانت قيامته من الموت دليل على ان المصالحة قد تمت بين الله والإنسان؛ واصبح كل شخص قادر على التحرر من خطيئته عندما يؤمن بموت وقيامة السيد المسيح. يمكنكم ايجاد هذا النص في الإنجيل المقدس في رسالة كورنثوس الثانية ٥ : ١٤