دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- "أردت أن أشتري قطعة من أعمال برانكوزي أثناء الحرب... عصفور في الفضاء، كان أحد منحوتاته المفضلة. كنت أزوره كل يوم... الغريب بالأمر هو أنني ظننت أنه سيبيعني إياه بسعر أقل، لو بدأت علاقة غرامية معه."
لا شيء يلخص حياة "مدمنة الفن" بيغي غوغنهايم أكثر من تصريح كهذا، لامرأة استحوذت على عالم الفن الحديث في كف يدها، بهوسها في تجميع القطع الفنية، وإدمانها على الفن الغريب، وانجذابها لصانعيه.
بيغي هي ابنة بنجامين غوغنهايم الذي توفي على متن سفينة تايتانيك، لترث ابنته مبلغاً كبيراً من المال. وبهذا، استخدمت بيغي بعض من المال للسفر إلى باريس، حيث بدأت الاستثمار في الفن الحديث، لتعرض أعمال فنانين مثل مان راي الذي اعتبرها مصدر وحيه، ومارسيل دوشامب، وبرانكوزي، وإيف تانجي، وسلفادور دالي. ثم انتقلت إلى لندن لتعرض أعمال كوكتو، وكاندينسكي ولوسيان فرويد الذي كانت هي أول من عرض أعماله.
ولتكريم حياة هذه المرأة الاستثنائية، التي يرجع الفضل لها بتجميع بعض أغلى وأجمل القطع الفنية، قامت صانعةالأفلام الوثائقية ليزا ايموردينو فريلاند بتسليط الضوء على حياة غوغنهايم، في فيلم جديد اسمه "بيغي غوغنهايم: مدمنة الفن". وقد اعتمدت فريلاند المقابلات مع أصدقاء غوغنهايم المعاصرين منهم، فضلا عن تسجيلات لها اكتشفت مؤخراً، لتوثق حياة واحدة من أكثر الشخصيات ديناميكية، واختلافاً وفرادة في القرن العشرين.
تعرفوا أكثر على "مدمنة الفن" غوغنهايم في الصور أدناه:
قامت صانعة الأفلام الوثائقية ليزا ايموردينو فريلاند بتسليط الضوء على حياة مجمعة التحف الفنية بيغي غوغنهايم، في فيلم جديد اسمه "بيغي غوغنهايم: مدمنة الفن". وقد اعتمدت فريلاند المقابلات مع أصدقاء غوغنهايم المعاصرين منهم، فضلا عن تسجيلات لها اكتشفت مؤخراً، لتوثق حياة واحدة من أكثر الشخصيات ديناميكية، واختلافاً وفرادة في القرن العشرين.
بيغي غوغنهايم ترتدي أقراطاً صنعها الفنان ألكسندر كالدر في خمسينيات القرن الماضي.
تصف غوغنهايم نفسها بـ"البطة السوداء" في عائلتها، إذ أن الجميع اعتبرها غريبة الأطوار. وقد كانت غوغنهايم حديث الصحف في حياتها، بسبب علاقاتها الغرامية "الخاصة" التي لم تمد "الخصوصية" بصلة، إذ أنها كشفت عن كل علاقاتها الغريبة والكثيرة في حياتها في مذكراتها.
تقربت غوغنهايم من الوسط الفني الباريسي، الذي كان الكثير منهم مهاجرون من أمريكا وأوروبا، ثم بدأت باستضافة أعمالهم في "غوغنهايم جون،" أول معرض لها في لندن.
رغم عرض "غوغنهايم جون" أعمالا لفنانين من أمثال دوشامب، إلا أنه فشل في بيع الفن الراديكالي، مما دفع غوغنهايم إلى شراء بعض من الأعمال التي عرضتها، بدافع الشفقة على صانعيها.
وقد أصبحت الأعمال الفنية التي بدأت غوغنهايم بشرائها، أساس مجموعتها التي كلفتها 40 ألف دولار آنذاك. اليوم تقدر المجموعة ذاتها بمليارات الدولارات.
عرفت غوغنهايم بعلاقاتها الغرامية العديدة، لابد أن أشهرها كانت محاولتها لإقامة علاقة مع النحات برانكوزي للحصول على أحد أعماله بسعر مخفض.
في سنواتها الأخيرة، أصبحت كلاب غوغنهايم مركز اهتمامها، ليدفن رمادها بجانب 14 من حيواناتها الأليفة بعد موتها.
في إحدى الفترات، كانت غوغنهايم في باريس تشتري بعض تحف الفن الحديث أثناء الحرب العالمية الثانية. وبينما كان الألمان يتقدمون إلى العاصمة، طلبت غوغنهايم من متحف اللوفر، إبقاء مجموعاتها الفنية في مأمن من النازيين، ولكن المدهش أن المتحف رفض ذلك، مصراً أن الأعمال التي كانت معها لم تستحق الاحتفاظ بها.
ورغم شعور غوغنهايم وكأنها في تنافس دائم مع عمها سولومون، صاحب معرض غوغنهايم الشهير في نيويورك، إلا أنها وافقت في سنواتها الأخيرة على درج مجموعتها تحت وصاية مؤسسة عمها.
اليوم تحتفظ مجموعة غوغنهايم سولومون بمجموعة غوغنهايم الفنية المعلقة في قصر فينير دي ليوني الذي كان منزلها في البندقية، وأصبح محطة سياحية يزورها ملايين السياح منذ موت غوغنهيام في العام 1979.