هَذا الصَباح
إستيّقظتُ باكِراً مُستائاً جداً مِن نافذتِي الصَغِيرة
التِي لـا تَمنح أحلامِي حجماً أكْبر
كيّف نلتَقِي بـ زقاقٍ ضيّق .. وكحلُها الفَضفاض يَغزو مَدِينة ؟!
أكتبُ لَها رِسالة
أبعَثُها عَلَى جَناح عصفورٌ أمِين .. إحترَق عشّه قَبل يَومِين
سَاومنِي قَبل انطِلاقه ، بِسريري النَاعم
ولأنّي كَريم .. أهدِيته السَرير .. ومعطفاً جَدِيد
أهدانِي إيّاهُ رَجلٌ ميّت
تَعرفتُ عليهِ فِي المنام ليّلة البَارحة
أنامُ خارجاً هَذهِ المرّة
مُصطحباً مَعِي وجهكِ الهائِل .. الذِي لازالَ يَسرح مِلئ حاجَتِي
كُلّ أشيائكِ الدافِئة .. صَبركِ .. صَمتكِ وضِحكاتكِ
التِي تَسقِطُ عنوةً فِي حِجري
هَذهِ الليّلة سَأنامُ بَعِيداً عَن النافِذة .. وأسترِيح
مِثل إلهٍ يُتابِعُ الحُبّ
أكتبُ لكِ
عَن رُؤى بيضاء تَغسلُ وَجهِي صَباحاً حِينَ يبتلع الضَباب كُلّ مَلامحِي
عَن ظِلّ السِندِيان ، الذِي يَهزُّ رأسهُ طَرباً
كُلّما كَتبتُ عَنكِ قَصِيدة
أكتبُ وحاجتِي تَمنحُ الخَيال أشكالاً مُجسّمة
ليّلٌ يَرتدِي قُبّعة .. يُغنّي .. وسَرِيرٌ يُصفّق
ونَافِذة مُهذّبة .. تَهزُّ خِصرها بِـ خَجَل ، يَعبرُ مِن خِلالها
حِلمُنا القَادم !!
محمد