غالبا ما يكون قطر العين للإنسان الطبيعي من (3-5 ملم)، لكننا نلاحظ أن الأشخاص المنحدرين من أصول آسيوية لديهم عيون تختلف عن شكل عيون الأعراق الأخرى، فلماذا يمتلك الآسيويون طيات فوق مآقيهم وعيون تختلف في الشكل عن باقي البشر؟
السبب في اختلاف عيون الآسيويين عن باقي البشر!
يتميز الأشخاص ذوو الأصول الآسيوية بصفات شكلية تجعلهم فريدين عن باقي الأعراق، فمثلا يتميزون بكبر طيّات العيون، نعومة الجلد حول محجر العين نتيجة تمركز الدهون، وارتفاع عظام الخد إلى أسفل العينين مباشرة، وتختلف هذه الصفات بدرجتها بين شخص وآخر لديهم لكن بشكل عام معظم الآسيويين يمتلكون نفس تلك الخصائص.
الشكل الفريد لعيون الآسيويين يجعلنا عفويا نسأل سؤالنا السابق حول سبب اختلافهم عن أشكال عيوننا وعيون باقي البشر سواءً الأفارقة، الأوروبيين أو الشرق متوسطيين، والجواب أبسط مما تتوقع، فالتكيُّف هو السبب!
الآسيويون أصلًا هم قبائل كانت تسكن القطب المتجمد الشمالي، ثم هاجرت منه إلى الجنوب قبل عشرات آلاف السنين لتستوطن في الأجزاء الشرقية من قارة آسيا وبعض مناطق أمريكا الشمالية، لكنهم ظلُّوا مميزين بشكل عيونهم ووجهم المختلف عن الآخرين، إذ تمحورت طبيعتهم الجسدية بما يتناسب مع مكان العيش في القطب المتجمد الشمالي، فازداد حجم جفونهم بفعل نمو نسيج إضافي في باطن الجفن ليحمي عيونهم من البرد الشديد والرياح الباردة وكمية الثلوج الكبيرة، كما أُبعجت أنوفهم قليلا وضاقت لتقلل من تعرض رئاتهم للرياح الشديدة وتسريع تسخين الهواء الذي يتنفسونه.
كما ابيضَّت بشرتهم قليلا لتُتيح لأشعة الشمس القليلة في القطب المتجمد بالعبور عبر الجلد، ثم انتقلت هذه الصفات وراثيا عبر الأجيال نتيجة للتحور في الجينات التي أثّرت عليها العوامل البيئية، وبقيت السلالة محفوظة حتى يومنا هذا، فبتنا نُميز أن الشخص آسيوي من شكل عيونه، تماما كما نُميِّز الأصول الأفريقية من لون بشرتهم الداكنة.
فعيش القبائل الأفريقية منذ آلاف السنين في بيئة شديدة الحرارة وقرب خط الاستواء حوَّر في الجينات المسؤولة عن إنتاج صبغة الميلانين ما أدّى لزيادة إفراز الصبغة لتحمي بشرتهم من أشعة الشمس الشديدة.
المصدر