النتائج 1 إلى 10 من 10
الموضوع:

فرصة لن تتكرر ابداً..

الزوار من محركات البحث: 11 المشاهدات : 428 الردود: 9
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من المشرفين القدامى
    eng-power
    تاريخ التسجيل: July-2013
    الدولة: iraq
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 38,468 المواضيع: 2,891
    صوتيات: 2 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 32191
    مزاجي: عصبي
    أكلتي المفضلة: fish
    مقالات المدونة: 2

    فرصة لن تتكرر ابداً..

    فرصة لن تتكرر ابداً...
    بالأمس عدت إلى بيتي متعباً منهكاً فقالت لي زوجتي هلَّا بدلت ثيابك وارتحت قليلا ريثما ينضج الطعام,,,
    وبالفعل ذهبت إلى غرفتي وبدلت ثيابي وتمددت على سريري فإذا بي أغط في نوم عميق !!!
    ولم أفتح عينيَّ إلا على صوت المؤذن يؤذن للصلاة ، فخرجت من الغرفة متوجها إلى المطبخ فوجدت زوجتي منهمكة في إعداد المائدة.
    جلست إلى المائدة وسألتها ماذا طبختي لنا اليوم يا حبيبة القلب ؟؟؟
    إلا أنها لم ترد !!! فعاودت السؤال مرة ثانية وثالثة فتفاجأت بالرد ذاته. فكانت دهشتي أسبق من غضبي!!! إذ أنها المرة الأولى وعلى مدى عشرين عاماً من حياتي الزوجية أخاطب فيها أم أحمد ولا تعيرني أي اهتمام.
    التفت فإذا بابني أحمد يدخل المطبخ, فطلبت منه
    احضار زجاجة ماء من الثلاجة, فكان جوابه مماثلا لجواب أمه, فازداد تعجبي من أحمد ذلك الشاب الدمث الذي يُضرب به المثل في الأدب وحسن الخلق !!!
    فهممت بالخروج من المطبخ فإذ بزوجتي تقول لأحمد: اذهب وأيقظ أباك لتناول الغداء !!!! هنا بلغ مني الذهول مبلغا !!!
    وبالفعل اتجه أحمد إلى غرفتي ليوقظني ,,, فصرخت فيه بعلو صوتي أنا هنا, فلم يلتفت إليَّ ومضى مسرعاً وتركني غارقاً في ذهولي.
    وبعد دقيقة أو يزيد عاد أحمد وقد ارتسم الرعب على وجهه فقالت له أمه هل أيقظت أباك ؟؟؟ فتلعثم قليلا ثم قال: حاولت إيقاظه مرارا وتكرارا لكنه لم يجب !!! فازدادت دهشتي, ماذا يقول هذا الولد !!!
    فدخلت زوجتي مسرعةً إلى الغرفة وخلفها الأولاد مذعورين فتبعتهم لأجدها تحاول إيقاظ شخص آخر في سريري يشبهني تماماً, ويلبس نفس ثيابي, وينام بنفس طريقة نومي,,,
    وما إن يأست من إيقاظه حتى بدأت عيناها تغرورق بالدموع وبدأ أولادي في البكاء والنحيب ومناداة ذلك
    الرجل الملقى على فراشي والتعلق بثيابه أملا في الرد. وأنا لا أصدق ما يجري حولي !!!
    يا إلهي ما الذي يحدث ؟؟؟!!! من هذا الرجل الذي هو نسخة مني ؟؟؟!!! لماذا لا يسمعني أحد ؟؟؟!!! لماذا لا يراني أحد ؟؟؟!!!
    خرج أحمد مسرعا ليعود بعد قليل ومعه أبي وأمي وإخوتي وانهمر الجميع في البكاء وأمي تعانق ذلك الرجل النائم مكاني وتبكي بكاءا حارا، فذهبت إليها محاولا لمسها والحديث معها وإفهامها أني مازلت بجوارها إلا أنه حيل بيني وبين ما أشتهي.
    فالتفت إلى أبي أحاول احتضانه, إلى زوجتي إلى إخوتي محاولا إسماع صوتي ولكن دون جدوى !!!
    ذهب إخوتي للإعداد للجنازة وخرَّ أبي على الكرسي يبكي وأنا في ذهول تام وإحباط شديد من هول ذلك الكابوس المزعج الذي أحاول الاستيقاظ منه.
    جاء المغسل وبدأ في تغسيل ذاك الجسد الملقى على فراشي بمساعدة أبنائي ولفه بالكفن ووضعه في التابوت.
    وتوافد الأصدقاء والأحباب إلى البيت والكل يعانق أبي
    المنهار ويعَزُّون إخوتي وأبنائي ويدعون لي بالرحمة ولهم بالصبر والسلوان.
    ثم حملوا التابوت إلى المسجد ليصلُّوا عليه, وخلا المنزل إلا من النساء. فخرجت مسرعاً خلف الجنازة المتجهة إلى المسجد حيث اجتمع الجيران والأصدقاء واصطفوا خلف الإمام ليصلوا علي.
    ووسط هذا الزحام الشديد وجدتني أخترق الصفوف بيسر وسهولة دون أن ألمس أحدا.
    كبَّر الإمام التكبيرة الأولى وأنا أصرخ فيهم يا أهلي يا جيراني على من تصلون ؟؟؟!!!
    أنا معكم ولكن لا تشعرون!!!
    أناديكم ولكن لا تسمعون!!!
    بين أيديكم ولكن لا تبصرون!!!
    فلما استيئست منهم تركتهم يصلون وتوجهت إلى ذلك الصندوق وكشفت الغطاء أنظر إلى ذلك النائم فيه,,,
    وما إن كشفت عن وجهه حتى فتح عينيه ونظر إليَّ وقال: الآن انتهى دوري ،،، أنا إلى الفناء أما أنت فإلى البقاء !!!
    ثم قال لازمتك ما يزيد عن أربعين عاما واليوم مآلي
    إلى التراب ومآلك إلى الحساب !!!
    ولم أشعر بنفسي إلا وأنا ملقى في التابوت فاقدا السيطرة على كل شئ, أطرافي لم تعد تستيجب لي. لم أعد أرى شيئاً, لم أعد أقوى على الحراك, أحاول الكلام فلا أستطيع.
    فقط أسمع تكبيرات الإمام
    ثم غمغمات المشيعين
    ثم صوت التراب ينهال عليَّ
    ثم قرع النعال مبتعدة
    أدركت حينها أنها النهاية ,,,,,,, ولربما البداية,,,,, بداية النهاية
    هكذا بكل بساطة ودون مقدمات ؟؟؟؟!!!!!
    مازال لدي الكثير من المواعيد,,,
    مازال لدي الكثير من الأشغال,,,,
    مازال لدي الكثير من الديون التي لم أسددها ولم أوص بسدادها,,,,
    أين نقالي ؟؟؟
    أريد أن أوصي بفعل خير لاطالما أجلته,,,
    أريد أن أنهى عن منكر لاطالما رأيته,,,,
    وشيئا فشيئا بدأت أختنق
    ثم سمعتُ أصوات أقدام متجهة إليَّ,
    يا ويلتى سيبدأ الحساب !!!
    هذا ما كان يقال لي في الدنيا,,,,
    لابد أنهما منكر ونكير في طريقهما إليَّ,,,
    وبقيت أصرخ في قبري ,,,
    رب ارجعونِ ,,, رب ارجعونِ ,,, رب ارجعونِ ,,,
    لعلي,,, أعمل صالحا فيما تركت !!!
    فلا أسمع صدى لدعائي سوى ,,,,, كلا ،،، كلا ،،، كلا ،،،
    ولازلت على هذه الحال حتي تدفق إلى مسامعي صوت رقيق يهمس في أذني : بابا, بابا, الغدا يا بابا.
    ففتحت عينيَّ لأجد ابنتي الصغرى وفلذة كبدي "نور" مبتسمة كعادتها في وجهي وهي تقول " يلا يا باباقبل الأكل ما يبرد"
    احتضنتها بلهفة وقبلت جبينها ثم تركتها تذهب وجلست في فراشي برهة وأنا أشعر بإرهاق شديد وأطرافي ترتعد وجسدي يتصبب عرقا لأخاطب نفسي قائلا: ها يا نفسُ قد عدتي ,,, فأريني أي صالحٍ ستعملين قبل أن
    يأتي يوم تسألين فيه الرجعى فلا يستجاب لكِ.
    سارع بالخيرات بااﻻعمال الصالحات فما تدري نفس متى تموت وﻻ تدري نفس بأي ارض تموت .

    منقول

  2. #2
    دراكولا
    تاريخ التسجيل: December-2015
    الدولة: mars
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 11,703 المواضيع: 192
    التقييم: 4486
    مزاجي: cocktail
    المهنة: student
    أكلتي المفضلة: no thing
    شكرا على مشاركتك القيمه والرائعه

  3. #3
    من اهل الدار
    الطــــائيــــة
    تاريخ التسجيل: November-2013
    الدولة: بغـــــــــــداد
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 46,933 المواضيع: 7,386
    صوتيات: 62 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 15419
    موبايلي: Galaxy A5
    آخر نشاط: 8/August/2020
    مقالات المدونة: 40
    انا لله وانا اليه راجعون
    قصة يقشعر لها البدن
    حقيقة منكرة او نتجاهلها
    تحيتي لك
    أخترت لنا القصة فأحسنت

  4. #4
    من أهل الدار
    Bad Shadow
    تاريخ التسجيل: December-2015
    الدولة: الكرة الأرضية التافهة
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 25,430 المواضيع: 948
    صوتيات: 300 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 20073
    مزاجي: مشاغب
    المهنة: ممثل بفلم الرسالة
    أكلتي المفضلة: عند الجوع لا يوجد خبز سيء
    موبايلي: Nokia
    مقالات المدونة: 6
    قصة بيه حكمة و عبرة
    مشكور حبي مرتضى

  5. #5
    من المشرفين القدامى
    eng-power
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة reem fadel مشاهدة المشاركة
    شكرا على مشاركتك القيمه والرائعه
    ممتن لـــــــ حضوركِ
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حـــلاة الـــروح مشاهدة المشاركة
    انا لله وانا اليه راجعون
    قصة يقشعر لها البدن
    حقيقة منكرة او نتجاهلها
    تحيتي لك
    أخترت لنا القصة فأحسنت
    احسن الله اليكِ انرتِ

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة zeto مشاهدة المشاركة
    قصة بيه حكمة و عبرة
    مشكور حبي مرتضى
    انرت صديقي ممتن لك

  6. #6
    عضوة سابقة
    تاريخ التسجيل: September-2014
    الدولة: Baghdad
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 4,701 المواضيع: 141
    التقييم: 2832
    مزاجي: متفاءلة دائماً ان شاء الله
    المهنة: Searching
    أكلتي المفضلة: كل الاكلات هي نعمة من الله
    مقالات المدونة: 1
    قصة رائعة ذات عبرة عميقة جدا
    جزاك الله كل الخير اخي الكريم مرتضى و بارك الله بك و لك و دمت بخير و توفيق ان شاء الله

  7. #7
    من المشرفين القدامى
    eng-power
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Noor Hassan مشاهدة المشاركة
    قصة رائعة ذات عبرة عميقة جدا
    جزاك الله كل الخير اخي الكريم مرتضى و بارك الله بك و لك و دمت بخير و توفيق ان شاء الله
    انرتِ اختي ..ممتن لكِ..

  8. #8
    صديق فعال
    تاريخ التسجيل: June-2015
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 460 المواضيع: 26
    التقييم: 458
    آخر نشاط: 23/September/2016
    أحسنت أخي ... بارك الله فيك
    في ميزان حسناتك ان شاء الله

  9. #9
    من المشرفين القدامى
    eng-power
    انرتِ رحيق

  10. #10
    .....
    بريـق
    تاريخ التسجيل: November-2015
    الدولة: على الضفاف
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 18,496 المواضيع: 362
    صوتيات: 0 سوالف عراقية: 4
    التقييم: 6637
    مزاجي: جيد
    موبايلي: Galaxy
    مقالات المدونة: 21
    قصه فيها حكمه ..انتقاء مميز ... ربي يبارك بيك

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال