.
أرجاءُ الكوخِ الملفعِ بالدّخانِ تئزُ في صدري
تغضُ في بصري بعناد
تأذنُ بالخفوتِ تمتمةً قدّتْ مِن حجرٍ أسود
كمَن يمضغُ الأحداثَ ويتقيئها ثم يمضغُها من جديد
لم نحزنْ إحتجاجاً على تعب
لم نخيمْ على الوجوهِ وجوماً لا يعقبها صحو
نفجرُ الغبشَ الدامي بأكفٍ تلحُ في مسايرةِ القيحِ الآن
ما كنّا نستهجنُ الخوفَ صغاراً
نفرقُ في الصدقِ كما يفرقُ الطير
نضعُ على رؤوسنا أقداحاً تهتزُ في كلّ آن
نعبثُ بالطينِ نتفيأ بضلالها
كتمرٍ تساقط
كالزّجاج
للأماكنِ روح
وعباءةٌ سوداء
وضفيرةٌ فاحمةٌ تلذعُ حرارةَ الأشواقِ التي بلغتْ نصابها
فصوتها هناكَ بالأمس يترنمُ زكاةً في الحنين
ينشدُ موالَ فرحٍ يشعُ في حناياها
لا يطاوعها إطلاقة واحدة
تستقرُ في قلبِ أمها تفقدُها الحركة
ننطلقُ بلحاظها
نغيبُ وراءَ الأفق
نقفُ على أطلالها
يبكونها حين تملأ جرتها
نلطخُ كلّ شيءٍ بصديدٍ نتن
أداوي مأساةَ رغيفي الأسمرِ لما أسبغهُ اللهُ عليّ من رزق
أتسمرُ عند الشجرة
أرفعُ ثوبي
أمسحُ عن وجهي بعضَ العرقِ
فالأشياءُ الصغيرةُ على ضالتها مازالتْ تجدُ في نفسي ركناً تستقرُ في خواءٍ مطلق