أمي وجرحُ العراق
لم تزلْ أمي حُبلى
تلدُ كلَّ يومٍ
ألفَ همٍ !!
لم تزل أمي
ترتدي السوادَ
منذُ أربعين عامٍ !
ولم تزل
تبكي أمها وأباها
ولدها وأخاها !
وأنا لم أزل أنا أتمنى
أن أعودَ طفلاً
كي تحكي لي أمي
قصةً .....
تروي لي من خلالها
ذلك الحمل الوديع ...
الذي تاه عن القطيع ..
وقصةً أخرى ..
تحكيها لي حين النوم
فأغفو من خلالها
على نغماتٍ وألحانٍ
ما عدتُ أسمعها ..
لم تزل أمي
تحملُ جرحَ العراق
بؤسَ يتيمٍ
وطفلةً مشردةً
وشحاذاً ينامُ
على الأرصفةِ والطرقات
في زمنٍ تموت فيه
الناسُ من مرضٍ
أسمهُ ( التُخمة ) !!
لم تزل أمي
تبكي العراق ...
ولم يزل سياسيّوا بلدي
ما تعلموا
إلا الشقاق والنفاق ..
يا لَ بُعد المعادلة
أمي تحملُ جرحَ العراق
والسياسيون
في قصورهم منعمون
والدمُ مُراق .....
===============