لا تعذليـــــــه فإنّ العذلَ يُولعه
قد قلتِ حقاً ولكن ليس يسمعه
جاوزتِ في لومه حداً أضر به
من حيث قدرتِ أنّ اللوم ينفعه
شاعرٌ بغداديٌ قتلهُ طموحه حتى ترك بغداد وارتحل عن موطنه الأصلي إلى بلاد الأندلس من أجل تحقيق الحلم وتوفير المال ولين العيش وسعة الرزق ، من أجل زوجته التي أحبها بعمق وأحبته بقوة ، هاجر لكنّ الحظ لم يحالفه والتوفيق لم يصاحبه ، فاشتد به المرض الشديد وتوفاه الأجلُ هناك رَغم أنّ زوجته عارضت سفره وبقوة..
استودعُ الله في بغداد لي قمرٌ
بالكرخ من فلك الأزرار مطلعه
ودعته وبودي لــــــو يودعني
صفو الحياة وأنـــي لا أودعه
وكم تشبثت بي يوم الرحيل ضحىً
وادمعي مستهلاتٌ وأدمعه
لا أكذب الله ثوب الصبر مُنخرقٌ
عني بفرقته لكن أرقعه
صورة شعرية عجيبة قلَّ نظيرها وكأنها دراما يراها المتلقي أمامه مع سهولة اللفظ ودقة التصوير والمعنى ما أن يتلقّاها المتلقي حتى تهتز مشاعره وترعد مفاصله ،
مات ابن زريق في الأندلس سنة 420 للهجرة ، وقد قال المؤرخون والباحثون أن ابن زريق لم يُعثر على شعرٍ له سوى هذه القصيدة الرائعة التي عدّها الكاتب المصري فاروق شوشة من أحلى عشرين قصيدة غزل في الشعر العربي ..
======================================