في وطني
تُولَدُ في اليوم
سبعونَ ألفِ حكايةٍ
يُودَعُ في السجنِ فقيرٌ !
لأنّه سرقَ رغيفَ خبزٍ
ويُعتقَلُ مُتظاهرٌ
لأنّه قال... كلا للفاسدين ..
في وطني ألفُ من يُصدر قراراً
وألفُ حاكمٍ بإسم الحرية
ويُهمَشُ صاحبُ الهوية العراقية !
ويسيرُ خلفَ منْ يحمل الهوية الأجنبية
ألفُ خائنٍ للدمِ والضمير ...!
في وطني
تشحذُ الأطفالُ في الطرقاتِ
وفي مقابر الموتى
وفي المعابدِ والمساجدِ
وحتى في بيوتِ العاهراتِ
في وطني
يرقصُ حفارُ القبورِ ويغني طرباً
لأنّ مواسمَهُ دوماً في اخضرارٍ
في وطني
يُشرى ويُباعُ الدينُ
في سوقِ الدًجالين
ويُركَنُ جانباً ذو الشرفِ الرفيع
ويتربعُ على العرشِ
ابنُ العاهرةِ الوضيع
في وطني
ينعقُ الغرابُ ويغادرُ النورسُ
من ضفافِ الفراتِ
ويتيهُ في المساء يتيمٌ
في زحامِ أهل الدين !!
في وطني ثلاثون مليوناً
يلطمون الصدورَ على الحسين
ويأكلون الرز العنبر
والدجاج الأصغر
ويتغافلون عن ظلمِ المارقين !!
إنيّ لأكفرَ أنْ يكونَ اللهُ بعيداً عن وطني
لكنني لا أستغرب أن يُقالَ عني من المجانين
مادام نعتي بالجنون سببهُ وطني
================================