حين تُختَزَلُ الألوانُ كلُّها
في لونٍ واحد. .
أسود أو . . أبيض
أعجز إلا أن ارسمَ لوحتي بهما
فلاتسألني بعد ذلك
عن أيِّ لون
لأني أرسمُ الأحمرَ . . بالأسودِ الباهتِ
والأزرقَ . . بالأبيضِ المتعب
أمدّ خطوطَ أشعةٍ للأصفر
أحاولُ مع الأخضر
أتوسلُ الى البرتقاليّ . .
وأعجز امام الزهريّ
وأظلُّ اتقلبُ بين خطوطِ اللّوحة
و أحارُ محبطةً
ممَ اقترفَتهُ ريشَتي
وحينَ أقدمُها لكَ
خجلى من عجزي
ملأى بالترقب
مغمضُةً عينيّ
خوفاً من النظرِ في عينيك
تتساءلُ لا مبالياً
:
لا افهم ماذا تعنين ؟
لماذا ترتفعُ وتنخفضُ خطوطُكِ مُترددةً هكذا
لِمَ لا تستطيعين التحديد !
أين الليلُ والنهار؟ الضحكةُ والدمعة؟
أين القوة؟
أين الضعف؟
وتعجزُ أصابعي . . أن تشير
ويعجزُ لساني . . أن يشرح
فأنت من أردتَ اللوحةَ
بالأسودِ والأبيض
والليلُ يا حبيبي أزرقٌ غامق
والنهارُ أزرقُهُ مضيء
الدمعةُ صفراء والضحكةُ وردية
فرحي بكَ فيروزي
وآلامي كلُّها بنفسجية
ولا يمكنني إلا أن أرسُمَ بكلِّ هذهِ الألوان
فأنا ببساطة
لستُ حمامةً
بيضاءَ
ولا غراباً
أسوداً
ورايتي
لا تحملُ استسلاماً
ولا حرباً
وحبي لكَ شفافٌ
يحملُ كلَّ الألوان بين ثناياه
ينشدُ بها أغنيةً ملونة
ولا يمكنـُهُ أن يكونَ . . قَـط
أبيضاً . . أخرساً
أو
أسوداً . . عقيماً !