المشاريع الرياضية في العراق .. تلكؤ موروث من سلف منسي


السومرية نيوز/ بغداد

عند الحديث عن المعالم الرياضية، فهي تعكس رقي وتطور البلدان المهتمة بها، وفي أغلب الأحيان تعد عناصر جذب سياحي ومدعاة للفخر، إلا أنها في العراق ليست كذلك، كونها "فقيرة ومتلكئة" ولا تلبي طموح بلد طالما وصف بأنه ولود لأبطال في شتى الميادين.


في عهد الوزير السابق، جاسم محمد جعفر البياتي، أبرمت العديد من العقود الضخمة لإنشاء ملاعب ومؤسسات كبيرة في أغلب المحافظات تحت يافطة تطوير الواقع الرياضي والشبابي في البلد، ومنها ملعب ميسان الدولي والمدينة الرياضية في صلاح الدين ومشاريع أخرى طويت في صفحات النسيان، وتأخر إنجازها، وأمست تركة يصعب التعامل معها بعد تبديد أموالها.
يقول وزير الشباب والرياضة عبد الحسين عبطان في حديث لـ السومرية نيوز، "ما وجدناه عند تسلمنا الحقيبة الوزارية تركة ثقيلة فيما يخص المنشآت والمشاريع الرياضية"، موضحا أنه "لو كان موجودا على رأس الوزارة في السابق لاعتمد إنشاء ملعب واحد في بغداد بدلا من أربعة ملاعب لم تكتمل حتى الآن".


ويضيف عبطان، "من الممكن إنشاء ملعب واحد في بغداد وبمكان مناسب وبسعة 60 ألف متفرج وهكذا يمكن أن يكون في المحافظات"، معتبرا أن "المشكلة التي تواجهها الوزارة اليوم، هي حالة التقشف الخانقة التي تمر بها تماشيا مع سياسة الدولة".


ويوضح عبطان، أن "الوزارة لا يمكنها أن تنهي سوى ملعبين فقط خلال العام 2016، هما ملعب ميسان الدولي وملعب كربلاء الاولمبي بسعة 30 ألف متفرج".


ويعد ملعب ميسان الدولي أحد الملاعب الدولية النموذجية المطابقة للمواصفات الدولية، لكن الملعب ورغم خضوعه للعديد من حملات الإعمار والتأهيل مازال غير مؤهل لاحتضان المباريات والأنشطة، الى جانب الأضرار التي نجمت عن تمركز القوات الأميركية في السنوات السابقة ومن ثم القوات المسلحة العراقية.


شركات غير متخصصة


ويقول رئيس ممثلية اللجنة الأولمبية في ميسان خالد كبيان، إن "ملعب ميسان ما زال متلكئا ويحتاج للكثير من الأعمال كي يكون جاهزا لإقامة المباريات"، عازياً أسباب تلكؤ المشروع الى "إسناده لشركة غير مختصة، سبق وأن كانت لها مشاريع متلكئة في ميسان".


ويتابع كبيان، أن "إسناد المهمة لهذه الشركة جاء بعد أن تقدمت ثلاث شركات بعطاءاتها، إلا أن الوزارة وافقت على ما قدمته إحدى الشركات التركية التي كانت غير مؤهلة، بمبلغ 36.5 مليار ومازال الملعب غير مكتمل"، مبينا أن "الوزارة الحالية شددت على ضرورة إكمال الأعمال في الساحة فقط ومن ثم الغطاء أو السقف".


ويبين كبيان، أن "السقف يحتاج إلى أموال كثيرة وجهد كبير ووقت أطول"، معربا عن أمله بـ"إكمال الأرضية خلال ثلاثة أشهر ليكون الملعب جاهزا لإقامة ألمباريات".


وبدوره أعرب عضو اتحاد الكرة المركزي ورئيس نادي نفط ميسان يحيى زغير عن "استياءه وتذمره للحال التي وصل إليها الملعب الذي يعد الأهم والوحيد في المحافظة بهذه المواصفات"، معتبرا أن "تأخر إنجاز الملعب والتلكؤ في المشروع تسبب بالضرر على الأندية في المحافظة نتيجة عدم توفر الملاعب".


ويطالب زغير "وزارة الشباب والرياضة الالتفات للملعب وإكمال أعمال التأهيل والاعمار ليتسنى للمحافظة وأنديتها الاستفادة من المشروع".


ملعب صلاح الدين وحكاية الفشل


المدينة الرياضية التي كان من المقرر أن تشيد في محافظة صلاح الدين لم تشهد أي تطور وكان العمل فيها ليس متلكئا فحسب، وإنما متوقف بالكامل لأسباب عديدة ضمنها الوضع الأمني والخلافات على مكان إقامة الملعب.


ويقول رئيس ممثلية اللجنة الاولمبية ورئيس اتحاد الكرة الفرعي محمد خليل، إن "مشروع المدينة الرياضية في محافظة صلاح الدين يعد من المشاريع العملاقة والمهمة والتي كان من المقرر إنشاءها وسط المدينة مقابل جامعة تكريت وعلى مساحة تقدر بـ250 دونماً".


ويضيف خليل في حديث لـ السومرية نيوز، أن "وزارة الشباب والرياضة السابقة أحالت المشروع لشركة تركية وتم تحديد مكان البناء لكن لم تنفذ أي خطوات للعمل في المشروع"، لافتا الى أن "بعض المقاولين الذين عملوا في المشروع كانوا يتفقون مع داعش على نسبة من المال تسدد إليهم بين مدة وأخرى قبل أن يظهر داعش بشكل علني في العراق".


ويتابع خليل، أن "مازاد الطين بلة قيام عصابات داعش باختطاف نحو 16 عاملا من المشروع وإعدامهم، ما أدى إلى التوقف عن العمل وترك المشروع"، معتبرا أن "ذلك فسح المجال أمام مجلس المحافظة ومديرية الشباب والرياضة لتحويل مكان إنشاء المشروع إلى ناحية العلم بداعي أنها أكثر أمنا من المركز".


ويشير خليل الى أن "تحويل المشروع جاء بموافقة وزير الشباب والرياضة السابق جاسم محمد جعفر رغم أننا اعتراضنا على ذلك، لأن هكذا مشروع كبير لابد أن يكون في مركز المحافظة وليس في الاقضية أو النواحي".


ويلفت خليل إلى أن "الموافقة على إنشاء المشروع جاءت أيام الثورة المالية في عهد الوزارة السابقة حيث رصدت له ما يقارب 103 مليار دينار عراقي"، مطالبا بـ"إعادة المشروع إلى الأرض التي خصصت له في مركز المحافظة، لاسيما بعد استقرار الأمن فيها".


من جانبه يؤكد مدير الشباب والرياضة في المحافظة جواد نجم في حديث لـ السومرية نيوز، إن "ناحية العلم تتمتع بالأمان هو ما دفع بنا للمطالبة بنقل المشروع إليها، خاصة بعد أن ارتأى وزير الشباب والرياضة السابق جاسم محمد جعفر البياتي نقل المشروع إلى محافظة كركوك".


وبين نجم، أن "المديرية رفضت هذا المقترح وطالبت الوزارة بان يقام الملعب في ناحية العلم، لاسيما بعد حصول الموافقات من دائرة البلدية ومجلس المحافظة والتي خصص لها مساحة 165 دونما"، مشيرا إلى أن "العمل بدأ بالمشروع فعليا بعد أن تم إنشاء دائرة المهندس المقيم ووضع سور حول مساحة المشروع".


ويضيف جواد، أن "مكان الملعب القديم لم تتوفر فيه الحماية الكاملة كونه في منطقة مفتوحة تربط المدينة بالخط السريع المؤدي إلى مدينة الرمادي"، مبينا أن "المسؤولين في المنطقة وفي المديرية لجئوا إلى ممثلي الشعب في المحافظة من النواب لتحصل الموافقة خلال 15 يوما على إقامة المشروع في ناحية العلم التي تعد من أكثر مناطق المحافظة أمنا واستقرارا".


ويؤكد جواد أن "الشركة الإيطالية التي أسند إليها المشروع من جديد تسلمت قرضاً تشغيلياً قدره 10% من مبلغ المشروع المقدر بـ 103 مليارات"، مبينا أن "الشركة مستعدة لتنفيذ المشروع بالآجل ولديها القدرة على العمل اعتمادا على قدرتها المالية وطرحنا هذه الفكرة لكنها جوبهت بشرط الحصول على استثناء من مجلس الوزراء".


يشار إلى أن تفاصيل مشروع المدينة الرياضية في صلاح الدين تتضمن ملعبا بسعة 30 ألف متفرج وملعبي تدريب بسعة 200 و500 متفرج وفندق أربع نجوم فضلا عن باركات للسيارات ومرافق أخرى".

http://www.alsumaria.tv/news/154572/...8%AB-%D9%85/ar