دمار كبير غير مسبوق خلفته أيام من القتال في مناطق في جنوب شرق تركيا، لاسيما في مناطق سلفان في دياربكر، وسيلوبي وشيرناق، حيث طور حزب العمال الكردستاني عملياته العسكرية وبدأ يتمركز في المدن والاحياء السكنية لينطلق منها للهجوم على قوات الأمن والجيش التركي، ولم يستثني الحزب المساجد أو المدارس التي تحصن فيها وقام باحراقها قبل فراره منها.
وتشهد مناطق الصراع حركة نزوح جماعي، بعدما دفعت الحكومة المدرسين لأخذ إجازات رسمية، وقامت باعلان حظر التجول لأيام، فباتت العيشة صعبة وخطرة، في ظل انقطاع الكهرباء والماء أيضا.
وفي ظل إعلان الحكومة أنها ستضرب بيد من حديد لانهاء مظاهر تواجد المسلحين في المدن، باستخدام أساليب أمنية جديدة، بل وباستخدام الجيش والطيران لقصف بعض الاحياء في خطوة جديدة وغير مسبوقة لدفع الجيش لقيادة عمليات داخل الاحياء السكنية.
وأثار ذلك أثار نقاشا كبيرا داخل تركيا حول ما اذا كانت هذه الخطوة ستعيد تركيا الى سنوات التسعينيات من القرن الماضي، أو لعل الهدف منها إعلان راية الحرب على الإرهاب بأعلى صوت تمهيدا لفرض المزيد من القيود على الصحافة وحرية الرأي والتعبير.
ويتزامن ذلك مع طرح الحكومة لمشروع قانون تحت اسم أسرار الدولة الذي يعاقب بالسجن 6 سنوات كل من يتحدث أو ينشر أي معلومة أو موضوع تعتبره الحكومة سرا من أسرار الدولة، فيما تقول المعارضة أن حكومة داود أوغلو كثرت أسرارها من أجل التغطية على أخطائها وفضائحها.
من جانب آخر، فإن اللافت في الأمر أن التصعيد في جنوب شرقي البلاد جاء بعد أيام من مباحثات أجراها رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني في تركيا مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي احتفى بضيفه بإبراز علم كردستان العراق خلال اللقاء.
وأمام هذه المعطيات قد يجوز للمتابع الاستنتاج أن هناك اتفاق مصالح بين كردستان العراق وأنقرة يتيح للأتراك ترتيب أولوياتهم ضد حزب العمال، في وقت منطقة تعيش ما يشبه إعادة رسم خارطتها.
المصدر http://www.skynewsarabia.com/web/art...8A%D8%A7%D8%AA