حركة النجباء تعلن موقفها الرسمي من "التحالف الاسلامي العسكري"


السومرية نيوز/ بغداد
أعلنت "حركة النجباء" احدى فصائل الحشد الشعبي، الجمعة، موقفها الرسمي من مايسمى بـ ""التحالف الاسلامي العسكري" الذي اعلنته السعودية.

وقالت الحركة في بيان تلقت السومرية نيوز، نسخة منه، إنه "في أجواء الهجمة الشرسة للإرهاب وعصابات داعش المجرمة التي إنتهكت الحرمات والمقدسات وعاثت في الارض فساداً في العراق وسوريا ودول عربية واسلامية اخرى، وتكالب قوى الاستعمار الامريكية والصهيونية وسعيها الدائب الى تمزيق هذه الدول ومجتمعاتها وتفتيت سيادتها والهيمنة على ثرواتها والتحكم في مصير شعوبها عبر الاحتلال العسكري المباشر والقواعد العسكرية والتحكم في انظمة الحكم وسيطرة شركاتها على الثروات الطبيعية والنفطية والتحكم في اسعارها وخلق الازمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. في ظل ذلك كله ، يطرح النظام السعودي إستكمالاً لحلقات الاحتلال والنهب والسيطرة والتحكم وحماية الكيان الصهيوني وصياغة نظام عالمي يتحكم به الغرب وامريكا ، مشروع ( التحالف الاسلامي العسكري) لمكافحة الارهاب الدولي ، وهو أمام المغفلين ممن أرمدت عيونهم عن الرؤية الصحيحة المتبصرة ، حقٌ يراد به باطل، لمعالجة انتشار العنف والارهاب الدولي خاصة بعد تفجيرات باريس".

وأضاف البيان "يحتم علينا واجبنا الشرعي والقانوني والتزامنا الديني والاخلاقي امام الله وامام شعبنا المجاهد الذي يخوض اعتى المعارك من اجل حفظ الدين والشرف والكرامة والسيادة الوطنية ، يحتم علينا ذلك كله توضيح الامور وطرح الحقائق اما شعبنا لتفويت الفرصة امام من يروج لهذا المشروع السعودي الامريكي الصهيوني من خارج العراق أو من داخله اشخاصاً واحزاباً وقوى سياسية ، لنؤكد الآتي:ــ
أولاً:ـ جاء المشروع السعودي متزامناً مع ما تطرحه وسائل الاعلام والاتصال القريبة من دائرة صنع القرار الامريكي من وجهات نظر وتقارير ودراسات وابحاث تخص المنطقة العربية والاسلامية والمسماة ( الشرق الاوسط الجديد) ، والتي روجت الى ما يسمى (التقسيم الهاديء) لنائب الرئيس الامريكي بايدن ، بتقسيم العراق الى ثلاث مناطق ( شيعية وسنية وكردية ) وقبلها طرحت كونداليز رايز وزيرة الخارجية الامريكية في عهد الرئيس بوش الابن نظرية ( الفوضى الخلاقة) وتقوم على اشعال الفوضى والارتباك والحرب الاهلية والمذهبية في المنطقة ومنها العراق لسهل السيطرة عليها . ثم جاءت دعوة جون بولتون سفير الولايات المتحدة الامريكية السابق في الامم المتحدة في نهاية تشرين الثاني الماضي مشروع اقامة دولة سُنية تشمل شمال شرق سوريا وغرب العراق وتكون مستقلة بديلة عن الدولة الاسلامية (داعش) وتأكيده (إن كلاً من العراق وسوريا قد إنتهتا) فضلاَ من دعوة الرئيس الامريكي اوباما الى ايجاد طرف سني عراقي تتفاوض معه امريكا وتدعمه امريكا عسكريا وسياسياً وقام على اثر ذلك ما يسمى باللجنة التنسيقية للمحافظات (السنية) السته طمعاً في مكاسب سياسية داخلية بدعم امريكي .

ثانياً:ــ ان هذا المشروع ما هو الا مشروع طائفي متعصب جاء بمبادرة سعودية نتيجة اعتقادها بان تحالفها المشؤوم في تدمير اليمن قد أوتي ثماره ونجح في منع الشعب اليمني المناهض والمقاوم للنفوذ السعودي والامريكي في اليمن ، فضلاَ عن البعد الطائفي في الحرب على شيعة اليمن ، هو عمل عدواني وحشي سافر كررت عمله في قمع انتفاضة البحرين الشعبية على الرغم من تصريح وزير خارجية النظام السعودي عادل جبير (( ان التحالف ليس سنيا أو شيعيا بل هو ضد الارهاب والتطرف )) ومصطلح الارهاب والتطرف هنا مفهوماَ غامضاَ ضبابياَ ويقصد منه تصفية وتدمير كل القوى الثورية المجاهدة ضد امريكا والكيان الصهيوني وداعش والمشاريع الاجرامية ضد العالم الاسلامي .

وتابع البيان ان ما يؤكد صحة ما ذهبنا الية ما تضمنه اعلان تأسيس هذا الحلف الشرير بالقول ((.... وحماية الامة من شرور كل الجماعات والتنظيمات الارهابية المسلحة أياَ كان مذهبها وتسميتها والتي تعيث في الارض قتلاً وفساداً وتهدف الى ترويع المدنيين)).

ولفظ الارهاب والارهابي سيوهم به كل من يعارض سياسات ال سعود والولايات المتحدة والغرب واسرائيل وهي ذريعة لتصفية قوى الجهاد الاسلامي والمقاومة الاسلامية في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين والجزيرة العربية .

ثالثاً:ــ إن المشروع الامريكي في أصله وجوهرة ومصداق ذلك الاتي:ــ

أـ تأكيد وزير الدفاع الامريكي أشتون كارتر أن إنشاء (التحالف الاسلامي العسكري) لمكافحة الارهاب يتماشى مع دعوة بلاده المواجهة الى الدول السنية بأظهار أكثر فعالية في محاربة تنظيم داعش . وأضاف : ((ان واشنطن تنتظر من السعودية تقديم معلومات اضافية حول مبادرة الرياض بتأسيس التحالف)) وذلك لزيادة التمويه والاعتقاد بأنها مبادرة سعودية خالصة .

ب ــ جاءت هذه الدعوة بعد دعوة مصر الى تأسيس قوة عسكرية عربية لمكافحة الارهاب وحماية سيادة الدول العربية وكانت تبريراً لانخراط مصر ودول عربية أخرى في العدوان السعودي ــ العربي على اليمن .

ج ــ جاء تأسيس التحالف بعد فشل التحالف الدولي ولأكثر من عام في القضاء على داعش وفعالية الضربات الروسية لداعش في سوريا وتحقيق انتصارات عسكرية في سوريا وظهور الولايات المتحدة وحلفائها بمظهر العاجز وكان موقفاً محرجاً لها لتخرج من عنق الزجاجة وحفظ ماء الوجه بدعوى (المسلمون يحاربون الارهاب الاسلامي) أي الحرب بالوكالة وهي حرب مستمرة واستنزافية للقدرات المادية والبشرية لدول ومجتمعات المنطقة .

هـ ــ ان معظم الاطراف الفاعلة في هذا التحالف هي ذاتها الاطراف التي مولت داعش وزودتها بالأسلحة والتجهيزات ووفرت دعمها السياسي والاعلامي ومنها كانت ولا زالت تصدر فتاوى التكفير والقتل والارهاب وابادة المسلمين واتباع الديانات الاخرى.

وأبرزها السعودية وقطر وتركيا وباكستان ومصر والسودان وليبيا وغيرها الكثير وهم حلفاء تقليديون للولايات المتحدة الامريكية وتسهم في تحالفها الدولي لمكافحة الارهاب والذي لم يثبت جدواه.
وفي ضوء ما تقدم ، نجد ان هذا التحالف الجديد ما هو الا نسخه مطورة ومعدلة لمشاريع وتحالفات تسمح للسعودية بالقيام بدور شرير اكبر في المنطقة كوكيل للولايات المتحدة الامريكية ، واطراف خليجية ، وعربية تعتمد على الدعم المادي والعسكري والاقتصادي السعودي والخليجي , لتصفيت قوى المقاومة الاسلامية في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين وفي الخليج والجزيرة العربية لضمان المصالح الحيوية للغرب وحماية الكيان الصهيوني .

ان مكافحة الارهاب يعتمد أولاً وقبل اي شيء على تضامن شعوب المنطقة ونهوضا في جهادها ضد الارهاب والقوى الاستعمارية والعميلة التي تدعمه سرا وعلانية , وعدم السماح لتعميق الانقسام والحرب الطائفية وهي المشاريع الخبيثة التي عملت قوى الاستعمار والاستكبار العالمي منذ امد بعيد على وضعيها في المنطقة موضع التنفيذ .

اننا نؤكد ان مكافحة الارهاب تعتمد على تجفيف منابعه المالية والمادية وايقاف الدعم المستمر المخفي والمستتر لعصابات الارهاب والتكفير .

والعمل على منع اصدار فتاوى التكفير والقتل الصادرة من مؤسسات هذه الدول التي تدعي محاربتها للإرهاب , مؤسساتها الدينية ومدارسها وجامعاتها وسائل اعلامها وقنواتها الفضائية .

والسعي الى ايقاف تهريب النفط المنهوب من المناطق النفطية في العراق وسوريا وبيعه للحصول على موارد مالية هائلة لتمويل عمليات داعش وتسليحه ولا بد من استكمال تلكه الإجراءات بمنع تسهيل المرور وانتقال وتدفق وتجنيد الارهابيين وارسالهم الى العراق وسوريا وخاصة من المنافذ التركية.

لذلك كله نحذر القوى والاحزاب السياسية الفاعلة على الساحة العراقية والتي تتولى شؤون الحكم في السلطتين التشريعية والتنفيذية من الانخراط في هكذا مشاريع مشبوهة وإتخاذ كل تدابير الحذر والحيطة منها والاعتماد على القدرات الوطنية العراقية في مواجهة الارهاب وقوى المقاومة الاسلامية التي أوقفت الزحف الشرير لعصابات داعش الارهابية وحررت مناطق واراضي عزيزة عراقية وبذلت التضحيات العظيمة وذلك يثبت ان سيادة العراق وكرامته لا يمكن حفظها والدفاع عنا لا بالمجاهدين الباذلين من العراقيين ولقد أثبتت التجارب صدق ذلك وان الاعتماد على الولايات المتحدة أو الغرب والاطراف المشبوهة هو محض وهم وسراب لا يؤدي إلا إلى مزيد من الانهيار والتبعية والهيمنة الاستعمارية البغيضة .

اننا نُهيب بشعبنا المجاهد الصابر الكريم بالتصدي لهكذا مشاريع ونعلم قدرات هذا الشعب وطاقته الايجابية ــ ووعيه الكبير بمخاطر تلك الاحلاف المشبوهة .

http://www.alsumaria.tv/news/154525/...D8%A7%D9%84/ar