الادلة العقلية والفلسفية خارج نطاق الاديان كثيرة وساذكر ما قادتني للايمان بالخالق بعد عملية (( فرمتة )) قمت بها في فترة المراهقة حين قررت أن اكون مؤمن عن اقتناع وليس وراثة لمعتقدات عائلتي ومجتمعي ويستطيع من يريد البحث اكثر عن تفاصيل كل دليل اذكره لانني ساحاول الاختصار قدر الامكان لان كل دليل كتب حوله كتب ومقالات لا تعد ولا تحصى ....
دليل الحدوث او دليل الايجاد حجته الاستدلالية تكون كالتالي
مقدمة أولى : إن هذا الكون حادث وله بداية .وادلة انه حادث وليس ازلي
1_ الانفجار الكبير
2_ القانون الثاني للديناميكية الحرارية
3_ نظرية هابل ( توسع الكون )
مقدمة ثانية : لكل حادث او بداية لابد من مُحدث او مبدئ
المُحدثات ( المُسببات ) لا يمكن ان تتسلسل إلى ما لا نهاية وهذا ممتنع عقلاً
ومثال ذلك المثال المشهور ( الجندي والرصاصة )
الجندي يريد أن يطلق النار، ولكن حتى يطلق النار،ينتظر أمر من ضابط مسؤول عنه ... وهذا الضابط ينتظر أمر من هو أعلى منه حتى يعطي الإذن وهكذا إلى ما لا نهاية،
السؤال: هل سيطلق الجندي النار؟ الجواب: لا؛ لأنه لن يصل إلى الضابط الذي سيعطيه الإذن بإطلاق النار لانه لا ما لا نهاية
، أما إذا انتهت السلسلة إلى شخص لا يوجد فوقه أحد وهو الاعلى رتبة ، فستنطلق الرصاصة، وبدون هذا الشخص، ومهما كثُر عدد الأشخاص، لن تنطلق الرصاصة؛
وما دام الرصاصة انطلقت اذن هناك ضابط اول اعطى الامر ...
ولنستبدل الرصاصة بالكون مادام موجود فهناك سبب أول ...اعطى امر الوجود ..
نتيجة _ المُحدث او المبدئ موجود و له صفات مثل ((أن يكون الاول وان يكون غني عن ما سواه وان لايعتريه نقص الى اخره من صفات تقتضيها البداهة العقلية )) بعد ان تتعرف على هذه الصفات وتقوم بترتيبها تبحث عنها في الاديان لتعرف من هو الاله الحقيقي هل هو زوس اله الاغريق أم امون اله الفراعنة ام انليل اله السومريين ام شيفا اله الهنود ام الله اله الاديان الابراهيمية وهل له رسالة خاطب بها البشر أم لا ((وهذا ما سأذكره في الموضوع القادم أن شاء الله ) )
دليل النظام الدقيق fine toning
ان الكون وما فيه من تصميم دقيق وميزان ونُظم هائلة لا يمكن أن يكون نتاج عشوائية عمياء ويدل على صانع حكيم وعليم ومُريد
_مثال البروتين إستحالة تكونه بشكل عشوائي في الفترة القصيرة لعمر الارض .. إلا بتخطيط مُسبق من كيان عليم وحكيم وقادر ..
(قام العالم الرياضيات السويسري تشارلز يوجين بحساب العوامل التي من خلالها تكون بروتين واحد بالصدفة فوجد ان ذلك يتطلب نسبة 1_10 أُس 160
يعني إحتمالية تكون بروتين واحد عن طريق الصدفة او بشكل عشوائي هو إحتمال 1الى 10 مضروبة في نفسها 160 مرة اي 10×10×10×10 .... تتكرر 160 مرة
وهذا عند علماء الرياضيات = صفر لان أعلى نسبة للأحتمال هي 1_10أُس 150
وغيره من امثلة بالمئات والعشرات في جميع مجالات الفيزياء الكونية والاحياء وغيرها
الايمان بالخالق ضرورة أخلاقية
وهذا يعني إنه لا يمكن لا أنسان أن يؤسس لقيم أخلاقية بعيداً عن الاله أو الاديان لعدّة أسباب منها :
القيم والاخلاق مثل كالعدل والخير وغيرها من ثوابت الاخلاق .. لها قيمة معنوية , لا أختلاف عليها في كل مكان وكل زمان منذ بدء الخليقة إلى يومنا هذا وإن هذه القيم لا تطور فيها على الاطلاق وكل معلمي البشرية والرسل يدعون إلى هذه القيم والاخلاق نفسها الى يومنا فمن أين أتت هذه القيمة الاخلاقية المُطلقة الثابتة ؟؟؟ لا بد إذا أن تكون من خارج هذا العالم النسبي الغير مُطلق المتغير دائما ...
الايمان بالخالق ضرورة عقلية .
إن الايمان بأن لهذا الكون خالق موجد ليس قضية عاطفية ولا مجرد تجربة نفسية او روحانية إنما يقوم على براهين واستدلالات بديهية عقلية لان الخالق لا يُمكن البرهنة على وجوده تجريبياً ( حسياً ) لانه خارج نطاق هذه المادّة ولكن يكون الاستدلال عليه ومعرفة وجوده ضرورياً غريزياً منذ وجد الانسان على هذا الكوكب فهو يبحث عن اله بنفس قوة تطلع الانسان الى الخير والعدل وأيضاً بنفس الغريزة التي يعرف بها الانسان الفرق بين الخير والشر والصالح والطالح ...
يقول ويل ديورانت في كتابه قصة الحضارة بما معناه عبر التاريخ ربما توجد مدينة بلا أسوار بلا جيش بلا مصانع لكن لا توجد مدينة بلا معابدوإذا تساوت عند الانسان الادلة هذه على وجود الخالق أو عدم وجوده الخيار الافضل للانسان أن يجرب رهان باسكال ((اوهو ان يقوم الانسان بحساب ماذا سيخسر لو امن باله وماذا سيربح اذا انكر وجوده )) ولكن اذا وفقط اذا بذل كل ما بوسعه من بحث الادلة وتساوت عنده ادلة التاييد والنفي ولم يصل الى نتيجة ....