من الفلاح الفصيح‏..‏ إلي فرعون مصر ياسيدي الفرعون‏..‏ هل شاهدت أحزان المدينه الناس تصرخ من كهوف الظلم‏..‏ والأيام موحشة حزينه ومواكب الكهان تنهب في بلاطك‏..‏ والخراب يدق أرجاء السفينه والموت يرسم بالسواد زمانك الموبوء‏.
والأحلام جاحدة‏..‏ ضنينه
في كل بيت صرخة
وعلي وجوه الراحلين تطل أنات دفينه
والجوع وحش كاسر
كالنار يلتهم الصغار‏..‏ ويستبيح الناس‏..‏
يعصف بالقلوب المستكينه
وقصورك السوداء يسكنها الفساد‏..‏
وصرخة الشرفاء‏..‏
بين يديك عاجزة سجينه
الناس في الزمن الكئيب
تحب طعم الظلم‏..‏ تأنس للهوان‏..‏
وتحتمي بالموت‏..‏ تسكرها الضغينه
الشعب بين يديك ضاق بنفسه
كره الحياة‏..‏ ومل دنياه الحزينه
‏<<<‏
ياسيدي الفرعون‏..‏
شعبك ضائع في الليل
يخشي أن ينام
في الجوع لا أحد ينام
في الخوف لا أحد ينام
في الحزن لا أحد ينام
من لم يمت في السجن قهرا
مات في صخب الزحام
حتي الصغار تشردوا بين الأزقة‏..‏
يبحثون عن الطعام
من لم يمت بالجوع منهم‏..‏
مات في بؤس الفطام
وتسير كالطاووس‏..‏ والسفهاء حولك
يلعقون حذاءك المعجون
من نبض الجماجم والعظام
وأراك تحكي عن زمان الأمن‏..‏
ترسم صورة الأمل المحلق
بين رايات السلام‏!‏
هذا سلام اللهو والعبث الرخيص وسكرة الأوهام
هذا سلام الراقصين علي طبول القهر‏..‏
والصبح المكبل بالظلام
هذا سلام العاجزين السابحين‏..‏
علي شراع من حطام
هذا سلام الرقص في صخب الملاهي‏..‏
والليالي السود‏..‏ والمال الحرام
هذا سلام السارقين الراكعين‏..‏
المنتشين بخمرة الحكام
مازلت يامولاي تطرب من أهازيج السلام
‏<<<‏
مولاي‏..‏
مازال يرتع في بلاطك كل يوم‏..‏
ألف دجال مغامر
وأمام عينك يذبح الشعب الحزين‏..‏
وأنت تس*** المباخر
وأمام عرشك يسقط التاريخ
تصرخ أمنيات العمر‏..‏ تنتحر المآثر
ومواكب الطغيان حول العرش‏..‏
خانوا العهد‏..‏ واحترفوا الصغائر
باعوا الأمانة في مزاد الإفك‏..‏
صاروا دمية السلطان‏..‏
والسلطان جائر
رقصوا علي كل الحبال
وتاجروا في الناس‏..‏
واغتصبوا الضمائر
هذا هو الطغيان يعبث في قلوب الناس منتشيا
وفي سفه يجاهر
وأمام بابك يصرخ الأطفال جوعي
هل سمعت الآن أنات الحناجر؟‏!‏
الجوع يا مولاي كافر
أعطاك هذا الشعب يوما‏..‏
كل ما ضيعت من فيض المشاعر
وتركته للسارقين علي بلاطك
بين محتال‏..‏ وأفاق‏..‏ وغادر
قد كان لي قلب صغير‏..‏
ضاع مني ذات يوم‏..‏
وانزوي في الأفق كالطير المهاجر
كم عشت أطلق كل يوم سرب أشعار يغني‏..‏
كم غزلت ثياب عرس للأزاهر
ورسمت فجرا بين أشباح الظلام‏..‏
ظننت يوما أن للطغيان آخر
حتي رأيت الليل في عينيك يرصدني
ويطلق في دمي سهما
وجرح القهر في الأعماق غائر
أتراك يامولاي تدرك
كيف يقتل في بلاط القهر شاعر ؟‏!!‏
‏<<<‏
ياسيدي الفرعون‏..‏
هل شاهدت أشلاء الرعايا
سخط الوجوه‏..‏ تعاسة الأطفال‏..‏
ذل الفقر‏..‏ حزن الأمهات علي الصبايا
أشباحك السوداء في الطرقات‏..‏
تشطرنا شظايا
ومواكب القهر الطويل‏..‏
تطل بين يديك حزنا‏..‏ أو ضياعا‏..‏ أو خطايا
هذي سنين العمر‏..‏
تسقط بين أيدينا بقايا
ما عدت أعرف والزمان يدور بي
هل ما يراه الناس ضحكي أم بكايا؟‏!‏
الخوف يحفر حول قصرك ألف قبر للضحايا
والنائمون علي بلاطك‏..‏
موكب للقهر‏..‏ عرس للمنايا