قف من اللّيل مصفيا و العباب . . . . . . . و تأمل في الزبدات الغضاب
صاعدات تلوك في شدقها الصّخر . . . . . . . و ترمي به صدور الشّعاب
هابطات تئنّ في قبضة الرّ . . . . . . . يح و ترغي على الصّخور الصّلاب
ذلك البحر: هل تشاهد فيه . . . . . . . غير ليل من وحشة و اكتئاب؟
ظلمات من فوقها ظلمات . . . . . . . تترامى بالمائج الصّخاب
لا ترى تحتهّن غير وجود . . . . . . . من عباب و عالم من ضباب
أيّها البحر كيف تنجو من اللّيـ . . . . . . . ـل؟ و أين المنجى بتلك الرّحاب
هو بحرّ أطمّ لجّا، و أطغى . . . . . . . منك موجا في جيئة و ذهاب
أو ما تبصر الكواكب غرقى . . . . . . . في دياجه كاسفات خوابي؟
و ترى الأرض في نواحيه حيرى . . . . . . . تسأل السّحب عن وميض شهاب
ويك يا بحر ما أنينك في اللّيـ . . . . . . . ـل أنين المرّوع الهيّاب
إمض حتّى ترى المدائن غرقى . . . . . . . و ترى الكون زخرة من عباب
إمض عبر السّماء و اطغ على الأفـ . . . . . . . ـلاك و اغمر في الجوّ مسرى العقاب