صنعاء - كامل المطري
بعد أسابيع من الترقب والأمل في أن تكون مفاوضات جنيف 2 بوابة العبور إلى الحل السياسي، جاء الإعلان عن ممثلي الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في المفاوضات ليصيب الشارع اليمني بالإحباط والشعور بوجود نوايا لدى الانقلابيين لإفشال المباحثات التي من المقرر أن تنعقد منتصف الشهر الجاري برعاية أممية.
وتضمنت أسماء وفدي الحوثي والمخلوع شخصيات من الجناح المتطرف لدى التيارين، أو ما يطلق عليهم الصقور، حيث يضم وفد الانقلابيين الحوثيين مهدي المشاط مدير مكتب زعيم المتمردين، ومحمد عبدالسلام الناطق الرسمي للحوثيين، وحمزة الحوثي ابن عم زعيم الحوثيين "كانت صحافية يمنية قد صفعته بحذائها أثناء مؤتمر صحافي خلال مباحثات جنيف 1، وعلي العماد المتهم بفضائح فساد كشفتها وسائل إعلامية مؤخرا، ومحمد البخيتي عضو المجلس السياسي للحوثيين، إضافة إلى ثلاثة مستشارين هم حسن زيد المقرب من زعيم المتمردين، ونايف القانص نائب رئيس ما يسمى اللجنة الثورية العليا التابعة للانقلابيين، وحسين زيد بن يحي الذي يرأس فصيلا في الحراك الجنوبي ويحظى بدعم زعيم الحوثيين لكونه ينتمي سلاليا إلى ما يعرف بالسادة أو الهاشميين.
أما وفد المخلوع صالح فيضم يحي دويد (زوج بنت صالح)، وعارف الزوكا الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي العام، وثلاثة أمناء مساعدين لحزب المؤتمر (ياسر العواضي وفائقة السيد وأبو بكر القربي)، وثلاثة مستشارين هم طه الهمداني، وطارق محمد عبدالله صالح (ابن شقيق المخلوع)، وعبدالعزيز الترب سياسي جنوبي.
وتحدث لـ"العربية.نت" المحلل السياسي سعيد هزبر قائلا: هناك حالة إحباط لدى أغلبية اليمنيين بعد إعلان الحوثيين والمخلوع عن أسماء وفديهما إلى مفاوضات جنيف 2، حيث إن القائمتين تضم الجناح المتطرف في حركة الحوثي وحزب المخلوع، كما أن أغلب تلك الأسماء كانت قد شاركت في جنيف 1 ودفعت الأمور حينها باتجاه الفشل.
ومن جانبه، يقول الناشط السياسي سليم دبوان: بقراءة دقيقة لأسماء الوفدين يلاحظ أن محافظة تعز - وهي مركز الثقل السياسي والسكاني الأكبر ومسرح المواجهات الأبرز - أصبحت خارج خارطة الحوثيين والمخلوع، حيث خلا الوفدان من أي شخصية سياسية تنتمي إلى محافظة تعز، وهذا الأمر على النقيض من الوفد الحكومي الذي شكله الرئيس عبدربه منصور هادي برئاسة وزير الخارجية عبدالملك المخلافي (من أبناء محافظة تعز) والذي يضم ثلاثة مستشارين، بينهم اثنان من أبناء تعز، هما وزير حقوق الإنسان عزالدين الأصبحي، والأكاديمي الدكتور معين عبدالملك.
وتابع قائلا: هذا الأمر يدل على أن الحوثي ليس لديه أي حضور سياسي في تعز، كما أن المخلوع تخلى عنه أغلب السياسيين البارزين من أبناء تعز الذين كانوا يشغلون مواقع قيادية بارزة في حزبه.
كما أن الحليفين الانقلابيين يشعران أن تعز من الناحية العملية أصبحت خارج نطاق نفوذهما وسيطرتهما في ظل ما يحرزه التحالف من انتصارات في مسار معركة تحرير تعز.
وأضاف دبوان: وإجمالا غلب على الوفدين الانتماء العائلي من أقارب الحوثي والمخلوع، وأيضا الأغلبية من أبناء محافظات إقليم آزال (صنعاء وصعدة وذمار وعمران)، وهذا يكشف الطبيعة غير الوطنية لتوجهات الحوثي والمخلوع، وأيضا ربما شعورهما بأن المتاح أمامها هو التفاوض على الانسحاب من بقية المحافظات، على أن يبقى لهما نفوذ في إقليم آزال الذي يحتضن نفوذهما الجغرافي والطائفي.
http://ara.tv/vv5zn