تابع العالم كله بكثيرٍ من الاهتمام والخوف في آن واحد، وذلك عبر نقل صور حية، ما حدث لواحد من أنظف السّواحل الشاطئية والتي أصبحت ملوثةً بفعل تكون طبقة من الزيوت النفطية المُتسربة التي طفت على مياه الشاطئ، مما تسبب في حدوث مشاكل بيئية لآلافٍ من أصناف الكائنات الحية التي تتخذ من البحر والساحل مكانً للعيش، وذلك على إثر التسرب النفطي لــ”ديب ووتر هوريزن” سنة 2010.
لكن تلك الصور المقلقة لأسوء كارثة بيئية كانت قد تعرضت لها الولايات المتحدة الامريكية مدَّت واحدًا من علماء الطبيعية الأمريكيين برغبةٍ جامحة في ابتكار حلول سريعة وفعالة لمعالجة وتنظيف كميات النفط المُتسرب إلى مياه الشاطئ. استغرق هذا الأمر من العالم “أردن وورنر” بضع ساعات فقط للتوصل إلى طريقة مبتكرة، وهي مغنطة النفط المُتسرب واستعماله ليكون قادرًا على جمع واستخلاص السائل المضر بالبيئة الشاطئية.
لقد استنتج الدكتور وورنر، الذي يعمل في مختبر Fermi National Accelerator Laboratory بولاية إلينويز، أن هناك منافع مهمة عند استعمال مواد ممغنطة في وسط بيئي ملوث بزيوت النفط المُتسرب، واعتبر ذلك أفضل بكثير من معالجة المشكلة نفسها عن طريق إضافة مواد كيميائية لمياه الشاطئ. عن طريقته الخاصة في استخلاص السائل المضر، يقر العالم وورنر لصحيفة PopSci أنه يتوجب فقط تطبيق أو تثبيت حقل مغناطيسي، وبالتالي فالجسيمات المغناطيسية الدقيقة ستتجمع وتصطف في اتجاه هذا الحقل. وعلى شكل متعامد وفي نفس الاتجاه، يصبح السائل الضار جامدًا وصلبًا مما يُمكّنك من إزالته أو التحكم به.
بمرأب منزله والذي يتخذه كمختبر لتجاربه، قام العالم الأحيائي وورنر ببرد قطعة حديد وأخذ عينة من برادتها (أي ما تساقط من الحديد عند برده) وخلطها بزيت المحرك قبل أن يحاول نقل المحلول بقطعة مغناطيس. لقد نجحت المحاولة الأولى للمحلول مما أدى إلى مزيد من البحث المستمر والذي دام لساعات أخرى من التجارب على أنواع مختلفة من الزيوت النفطية بالإضافة إلى توظيف أحجام وكميات مختلفة من البرادة. يقول الدكتور وورنر “عندما بدأت العمل من جديد على المحلول، لم أستطع النوم لعدة أيام”.
لقد خلص الدكتور وورنر إلى أن الغبار المغناطيسي الذي يكون حجمه ما بين اثنين إلى ستة في المليون من المتر يعمل بشكل جيد فيما يقارب 100 نوع مختلف من الزيوت النفطية. وأكد وورنر أيضًا أن الوقود الخام بطبيعته ثقيل وهذا ما يجعله غير قادر على أن يتدفق أو يسيل بسهولة، لكنه يمكن أن تتم مغنطته واستخراجه بالمغناطيس أيضًا. لقد استعمل الدكتور وورنر تقنيته المبتكرة في معالجة تسربات الزيوت النفطية، ويعتقد أنه في يوم ما سيكون تطبيق هذه التقنية قادر على معالجة مناطق واسعة من الواجهة الساحلية، مثل مناطق خليج المكسيك الملوثة.
أخيرًا، حظيت أعمال وجهود الدكتور وورنر بكثير من الاهتمام من طرف جهات أخرى والتي تريد التعامل معه لتسويق أفكاره في هذا المجال.
للمزيد أقرأ
http://www.gizmag.com/magnetic-oil-w...aration/24123/