رجل يحمل طفلة سورية عند الحدود التركية بعد غرق الزورق الذي كان يقلها الى اوروبا - AFP
رووداو – اربيل
في كل يوم تتسابق الزوارق التي تقل اللاجئين الى اوروبا عبر بحر ايجة في تركيا بحثا عن ملجأ امن عقب توالي الانتكاسات الامنية في العراق وسوريا خاصة .
وينحدر غالبية طالبي اللجوء الى اوروبا من البلدان التي تشهد اعمال عنف ومعارك حيث يتواجد التنظيم المتشدد "الدولة الاسلامية" داعش في كل من العراق وسوريا .
ودخلت الهجرة إلى أوروبا منعطفا حاسما اثر التدفق الكبير في أعداد اللاجئين القادمين بطرق غير شرعية من العراق وسوريا، عقب الترحاب الذي ابدته بعض الدول في الوقت الذي اغلقت دول اخرى ابوابها امام طالبي اللجوء .
حالة ذعر انتابت سكان باريس عقب الهجمات - AFP
هجمات باريس .. ومحنة اللاجئين
هجمات باريس وتداعياتها القت بظلالها على استيعاب اللاجئين حيث احرقت الخيم وشهدت بعض الدول اعمال عنف امتدت لاعتداءات بالضرب . وتنظر دول اوروبا الى اللاجئين على انهم منبع للارهاب ومصدر خطر يهدد امن بلادهم لذا دب الشعور بالخوف لدى بعض اللاجئين مطالبين عودتهم لبلدانهم .
ومن المنتظر ان تعيد اوروبا سياستها في السماح لتدفق اللاجئين مع تزايد الهجمات المسلحة التي شكلت تهديدا كبيرا .
التحدي الاكبر لاوروبا
واعتبر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير ، على أن أزمة الهجرة قد تكون أكبر تحد في تاريخ الاتحاد الأوروبي.
وتوقع شتاينماير إلى ان بلاده تنتظر 800 ألف مهاجر خلال هذه السنة. وأفاد أنه دعا نظراءه المجري والبولندي والسلوفاكي والتشيكي إلى "الاتفاق على توزيع عادل للذين ما زالوا في طريقهم إلى أوروبا".
وترفض دول المجر وبولندا والتشيك وسلوفاكيا فرض حصص الزامية من اللاجئين .
المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة تقدر عدد اللاجئين الذين وصلوا أوروبا في تشرين الأول الماضي تجاوز مئتي ألف شخص.
المفوضية ذكرت في بيان أنَّ عدد اللاجئين العابرين عبر البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا في زيادة مستمرة كل شهر، حيث بلغ عددهم في آب الماضي أكثر من مئة وثلاثين ألف لاجئ، وفي أيلول ارتفع الرقم إلى مئة وثلاثة وسبعين ألفا، ووصل خلال الشهر المنصرم الى مئتين وثمانية عشر الفا.
وأوضحت المفوضية أنَّ عدد اللاجئين العابرين من الأراضي التركية تجاه اليونان في تشرين الأول بلغ أكثر من مئتين وعشرة آلاف لاجئ، فيما عبر ثمانية آلاف لاجئ من أفريقيا إلى إيطاليا.
لاجئون سوريون يصلون الشواطيء اليونانية - AFP
حكومة بغداد تعلن تحملها تكلفة عودة اللاجئين
الحكومة العراقية التي تتعرض لانتقادات شتى بسبب عدم قدرتها احتواء ازمة اللاجئين الى اوروبا تزامنا مع التدهور الامني وارتفاع وتيرة العمليات العسكرية في محافظات عراقية عدة ابرزها الانبار ونينوى وصلاح الدين وديالى فضلا عن العاصمة بغداد التي تشهد تفجيرات يومية تخلف في العادة قتلى وجرحى .
مجلس الوزراء اصدر بيانا بتاريخ 10/11/2015 جاء فيه : "قضية اللاجئين والنازحين العراقيين في الخارج وقرر تشكيل لجنة برئاسة ممثل عن وزارة الخارجية ورئاسة الوزراء وعضوية ممثلين عن عدد من الوزارات يناط بها اتخاذ الاجراءات المناسبة للازمة الحالية التي تخص اللجوء وتخويل وزارة الخارجية صلاحية دفع رسوم اصدار جواز المرور لمن لا يستطيع دفع تلك الرسوم للعراقيين الراغبين بالعودة الطوعية".
وزارة الهجرة والمهجرين، اعلنت الجمعةة الماضي 27-11-2015، عن وصول الطائرة الثانية لمطار بغداد الدولي التي تقل على متنها (280) شخصا عائدا من تركيا على النفقة الخاصة للوزارة وذلك بعد المناشدات التي أطلقتها تلك الاسر من اجل تأمين عودتها.