جمعٌ من الناسِ يتجمهرُ ...
صوتٌ ينحدرُ بقوةٍ ...قفوا لاتقتربوا ...؟؟
لاانصت ..عليَ أن أصلٓ ..اشقُ طريقي عبر الاجسادِ المرصوصةِ على شكلِ دائرةٍ.....
لابد أن أخترقٓ الزحامٓ ...الفضولُ بطبيعتي يدفعني..
ترامى الى سمعي صوتُ منبهاتِ السياراتِ التي
توقفتْ ,,بسببِ حدثٍ ما..؟؟!!
شددتُ وجهي..جمعتُ قبضتي ..رحتُ أضربُ بين الكتلِ البشريةِ ...
الثغراتُ تظهرُ دونٓ اعتراض...
صرتُ أُمعنُ في الاختراقِ ..حالُ كلُ الفضوليين ...
وصلتُ نقطةٓ فراغٍ كبيرةٍ ..عينايَ تلونتْ بالاحمر ..
كنتُ قريباً جداً من جسدٍ ممزقٍ ..عنقٌ مشقوقٌ..
نافورةَ دماء تنبع منه..ومازال يتحرك ..
تذكرتُ العجلَ الذي ذُبحَ أمامي أول يوم العيدِ ...كنتُ طفلاً...
بكيتُ واختبأتُ ..ثمَ تساءلتٰ ..لماذا تتحركُ الارجلُ والرأسُ مقطوعة..
كان جسدُ المرأةِ كعجلِ العيدِ مسجى... وشرطي ..
اثنان,, ثلاثة ,,سربٌ من الشرطةِ ...يهبطون نحو المكانِ ..ويدٌ تمتدُ نحوي..
تتعالى الاصواتُ كالنباحِ ..مذبوحةٌ, مذبوحةٌ ,مذبوحة ...
تسري الهستريا في الجمهورِ ..عيونٌ مفتوحةٌ
كأضويةِ السيارات ..
في طريقٍ صحراوي ..جاحظةٌ حمراءٌ
مذبوحة,,مذبوحةٌ...
فقدتُ كلٓ حسٍ بوجودي على الارضِ..استحالٓ
العالمُ لونا احمر...
صوتُ المنبهاتِ والمارة ..شريانٌ ينقطعُ ..مشدودٌ انا الى ذلك الصوتِ..
أعودٰ من حيث تدافعت ..جدارُ الاجسادِ ...
ينفتحُ....يبتلعُني نحو الطرفِ الاخر..
امسكوه ..؟؟!!!
صرختُ...لا,,لا ,, دعوني ..يجب ان أركضٓ...علي أن أصلٓ..قدماي تلوثتا بالدم ..
ثوبي تلطخهُ البقعُ الحمراءٓ..هذا ماجناه فضولي ..؟
سيلحقون بي ..ربما يظنون اني القاتل ..؟
أمسكوه..!!!!..
عبرتُ الشارعٓٓ..بصماتِ اقدامي على الطريق حمراءٓ
الهثُ هارباً من الصوتِ,,يستفزني ..
ألهثُ..ألهث...
حين وصلتُ ...كانت الاحياءُ فارغةً ..الشارعُ رصاصي ..
علبةُ صفيحٍ صدئةٍ تتجولُ اثرٓ الريحِ ..
لكني..لازلتُ اسمعُ ذاتٓ الصوتِ...
الذي يستفزني ..
=================
مهدي سهم الربيعي