افتتحت القنصلية التركية في البصرة، الخميس، ملعباً لخماسي كرة القدم بتمويل من شركاتها العاملة في المحافظة، وفيما اعتبر مسؤولون أن المبادرة تدلل على رغبة الشركات التركية بتعزيز وجودها وتحسين علاقتها مع المواطنين، أعلنت مديرية الشباب والرياضة عن قرب تنفيذ مشروع مشابه بتمويل إيراني.

وقال القنصل التركي في البصرة فاروق قايماقجي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "القنصلية إفتتحت مع الحكومة المحلية في المحافظة مساء اليوم ملعباً لخماسي كرة القدم في منطقة الطويسة الواقعة ضمن مركز المدينة".


وأضاف أن "المشروع مقدم كهدية الى السكان المحليين من 21 شركة تركية عاملة في المحافظة، حيث تبرعت بعضها بالمال وأخرى ساهمت بتوفير المواد".

ولفت قايماقجي الى أن "الشركات التركية ستقوم بتنفيذ مشاريع أخرى في المستقبل كجز من مسؤولياتها تجاه المجتمع المحلي"، مضيفاً أن "القنصلية تشجيع على تلك المشاريع، وتتولى تسهيل تنفيذها بالتنسيق مع الحكومة المحلية".

من جانبه، قال محافظ البصرة خلف عبد الصمد في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "الملعب الجديد يرسم صورة طيبة في أذهان المواطنين عن الشركات التركية"، معتبراً أن "إنشاء الملعب دليل على رغبة الشركات التركية بترسيخ وجودها وتوسيع مشاريعها في المحافظة"ز

وأضاف أن "العلاقات الإقتصادية بين البلدين كلما تتطور تتحسن علاقاتهما السياسية"، مضيفاً أن "وجود الشركات التركية بكثافة في البصرة هو أحد العوامل التي ستؤدي الى تمتين العلاقات السياسية بين البلدين".

وبحسب رئيس اتحاد رجال الأعمال في البصرة صبيح الهاشمي فان "انشاء الملعب يكشف عن تحول بسيط في سياسة تعامل الجانب التركي مع الجانب العراقي".

وأوضح في حديث لـ"السومرية نيوز"، أن "القنصلية والشركات التركية أخذت تسعى مؤخراً الى التواصل مع المواطنين بعد أن كانت علاقاتها شبه مقتصرة على المسؤولين والوجهاء"، مؤكداً أن "الملعب الرياضي يعتبر أيضاً دعاية للشركات التي ساهمت بتنفيذه لان عناوينها وشعاراتها ستبقى في موقعه".

ودعا الهاشمي الشركات الأجنبية الأخرى العاملة في البصرة، وبخاصة النفطية منها الى "تنفيذ مشاريع مشابهة من شأنها أن تعزز العلاقة بينها وبين المواطنين"، مضيفاً أن "المبادرة التركية قد تحفز الشركات الأجنبية الأخرى على القيام بأعمال مماثلة".
ويبدو ان القنصلية الإيرانية لم تنتظر كثيراً، فقد تعهدت للحكومة المحلية بتنفيذ مشروع لدعم القطاع الرياضي في المحافظة، وقال مدير مديرية الشباب والرياضة في البصرة وليد الموسوي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "القنصلية الإيرانية تعهدت بتمويل مشروع يقضي بانشاء قاعة رياضية مغلقة بمواصفات حديثة في إحدى المناطق الشعبية في البصرة"، موضحاً أن "المشروع من المؤمل أن يدخل حيز التنفيذ خلال العام الحالي".

وأشار الموسوي الى أن "الملعب التركي ستتولى إدارته مديرية الشباب والرياضة، والتي قامت من قبل بتخصيص قطعة الأرض التي أنشأ عليها".

يذكر أن محافظة البصرة، نحو 590 كم جنوب بغداد، شهدت بعد منتصف عام 2008 توافد عشرات الشركات التركية للعمل فيها، بعد أن كانت الشركات الإيرانية هي أكثر الشركات الأجنبية العاملة في المحافظة حضوراً ونشاطاً، إلا أن هذه المعادلة قلبت منذ عام 2010 على خلفية تنامي عدد الشركات التركية وإتساع رقعة تعاملاتها مع القطاع الخاص المحلي، ومعظم تلك الشركات متخصصة في الإنشاءات والتجارة، وأخرى متخصصة في النقل الجوي، وإنتشال القطع البحرية الغارقة، وتنظيم المعارض التجارية الدولية، وتنظيف المدن وتدوير النفايات.

يشار الى أن التوتر الذي يشوب العلاقات السياسية بين العراق وتركيا أثار الى حد ما قلق الشركات التركية العاملة في البصرة، خاصة بعد أن نظمت إحدى الحركات السياسية في، 19 من الشهر الماضي، تظاهرة قرب مقر القنصلية التركية احتجاجاً على ما وصف بـ"التدخلات التركية"، وبدافع المطالبة بتسليم نائب رئيس الجمهورية المتهم بالإرهاب طارق الهاشمي، حيث هددت الحركة خلال التظاهرة باتخاذ اجراءات للتضييق على الشركات التركية العاملة في المحافظة ما لم تنفذ مطالبها، كما قام بعض المتظاهرين الغاضبين بحرق العلم التركي.