النتائج 1 إلى 3 من 3
الموضوع:

المالكي و جمال عبد الناصر

الزوار من محركات البحث: 6 المشاهدات : 596 الردود: 2
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    Jeanne d'Arc
    تاريخ التسجيل: January-2010
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 16,465 المواضيع: 8,043
    صوتيات: 10 سوالف عراقية: 0
    مقالات المدونة: 27

    المالكي و جمال عبد الناصر

    Friday the 29th June 2012
    المالكي و جمال عبد الناصر
    عاطف العزي
    قرأت فى أحدى الصحف الصادرة فى يوم الجمعة 15 حزيران/يونيو تصريحا للسيد المالكي ادلى به لقناة الجزيرة، ومما جاء فى التصريح :
    أن "فهم قيادية المنطقة لم تتحرر منه عقول القادة والذي مر على المنطقة والوضع العربي هي قيادية جمال عبد الناصر الذي كان له قيادية وبحجم مصر وبحجم شخصيته ثورة الـ52 وقناة السويس وحركات التحرر الذي قادها في السودان والعراق وليبيا وسوريا".
    هذا المديح –او هكذا فهمته - لعبد الناصر ليس له ما يبرره فهو الذى تسبب فى تدمير العراق ووصلنا الى ما نحن فيه من انهيار عام شامل لن يتم اصلاحه قبل مضي عقود عديدة، قد ساءنى وحتما ساء العراقيين الذين كانوا يعيشون الواقع وليس الخيال الذى كان يداعب افكار من كانت تستهويهم فكرة الوحدة العربية التى كنا نتغنى بها فى ايام الدراسة الابتدائية. وفى ذلك الوقت كنا فى العراق نسمى الملك فيصل الثانى (ملك العرب) والمصريون يسمون فاروق (ملك العرب) والذى أطلق لحيته فى وقت من الأوقات ليرشح نفسه خليفة للمسلمين !، وكذلك كان الحال مع كل حكام العرب الآخرين.

    كنا فى العهد الملكي قد تعودنا على حسنات الحكم وسيئاته، وكانت الأمور تتحسن وتتطور بصورة تدريجية طبيعية، وظهرت احزاب اشتراكية مثل حزب الأمة الاشتراكي (اشتراكي بالاسم فقط)، و حزب (الوطنى الديموقراطي) لكامل الجادرجى، بالاضافة الى الحزب الشيوعي المحظور، وجرائد وطنية معارضة مثل (اليقظة) لصاحبها سلمان الصفواني. و كانت الجرائد والمجلات تظهر عليها رسوم كاريكاتورية للمسؤولين ولم يمنعهم أحد، وكان الملك فيصل الثاني يخرج بسيارته وأمامه شرطي واحد فقط على دراجة نارية وفى فمه صافرة لفسح المجال لسيارة الملك. الوضع الاقتصادي كان سيئا ولكنه فى تحسن، الزراعة كانت مزدهرة وكان العراق مصدرا للحنطة والشعير وغيرها، ولكن الحقول كانت مملوكة لحفنة من الاقطاعيين الذين كانوا يستخدمون فلاحين بأجور لا تسد رمقهم، وفى الأعياد يتفضل الاقطاعي على (عبيده) الفلاحين (فيكرمهم) دشداشة ودراهم قليلة، فاضطر الكثيرون منهم الى الهرب الى المدن للحصول على أعمال مهما كانت حقيرة ولكنها تساعدهم فى الأقل على ارسال ابنائهم الى المدارس. كان وضعهم مزريا ولكنه كان فى تحسن، فانه نتيجة لهجرة الفلاحين اضطر الاقطاعيون الى دفع أجورعالية نسبيا لمن استمروا بالعمل فى حقولهم خوفا من هجرتهم الى المدن.

    بعد ان طرد الجيش البريطاني الأتراك العثمانيين من العراق فى الحرب العالمية الأولى وانتهى حكمهم الأسود الذى دام أكثر من اربعة قرون وخلفوا من ورائهم بلدا يندر فيه من يعرف القراءة والكتابة ومتخلفا فى كل مجالات الحياة. كان سنة العراق يعاونون البريطانيين لطرد الاتراك أسوة بالشريف حسين شريف مكة الذى أرسل أولاده ليحاربوا الى جانب البريطانيين ومنهم فيصل الذى اصبح فيما بعد ملكا على سوريا ثم العراق، وعبدالله ملك شرق الاردن (المملكة الاردنية الهاشمية حاليا)، بينما رفض شيعة العراق محاربة الاتراك قائلين انه لايجوز شرعا ان يصطفوا مع بريطانيا المسيحية ضد الدولة العثمانية السنية المسلمة !. ونتيجة لذلك ولأسباب أخرى يطول شرحها، فقد كانت المناصب العليا وخاصة الوزارات تكاد تكون حصرا على أهل السنة. ولكن هذا الوضع أخذ بالتحسن أيضا، فقد حصل بعض السياسيين الشيعة على مناصب وزارية عديدة وبعضهم حصل على منصب رئيس وزراء ويحضرنى اسماء بعضهم مثل صالح جبر والسيد محمد الصدر وفاضل الجمالي.
    قامت عدة ثورات لاسقاط الحكم الملكي اذكر منها ثورة الفريق بكر صدقى الكردي وفشلت وقتل بكر صدقي، وتبعتها ثورة رشيد عالى الكيلاني وفشلت وأعدم قادتها. وجرت محاولات اخرى فشلت ايضا.

    وفى تموز/يوليوعام 1952 قامت ثورة جمال عبد الناصر، الذى حالما ثبت أركان حكمه فى مصر بدأ يلتفت الى دول الجوار العربية وخاصة النفطية منها، وكان خطيبا مفوها استطاع كسب قلوب العرب البسطاء والجهلاء وقلة من المتعلمين والمثقفين، فبدأ التململ فى كل البلاد العربية، ومنها العراق، ضد الحكام. ونجح ناصر فى ضم سوريا اليه فى 22 شباط/فبراير 1958 وعين صديقه آنذاك عبد الحكيم عامر حاكما على سوريا، وأصبحت القاهرة عاصمة الجمهورية العربية المتحدة برئاسة عبد الناصر، ونقل اعضاء مجلس النواب السوريين الى القاهرة التى اصبحت عاصمة للجمهورية. وتدفق عشرات الألوف من العمال المصريين على سوريا وزاحموا العمال السوريين، وشعر السوريون بخطئهم، وكانت نهاية الاتحاد يوم 28 ايلول/سبتمبر 1961 بانقلاب عسكري تم على اثره جلاء المصريين من سوريا.
    بذل عبد الناصر جهودا جبارة لضم بعض الدول العربية اليه مثل ليبيا والسودان واليمن، وكان مصيره الفشل. ثم كانت حرب 1956 مع اسرائيل التى انتصرت قواتها بالمشاركة مع قوات بريطانية وفرنسية، وتوقف القتال بعد تهديد السوفييت والضغط الأمريكي على اسرائيل.
    فى العراق وبعد قيام الثورة المصرية، إزداد تذمر العراقيين وبدأت الدعوة الى قيام حكم جمهوري واسقاط الحكم الملكي. وشعر حكام العراق بالخطر فقام نورى السعيد بجهود جبارة وانشأ ما سمي ب(حلف بغداد) فى عام 1955، الذى ضم كلا من بريطانيا والعراق وتركيا وايران وباكستان فضمن بذلك حماية العراق من تحرش الأتراك والايرانيين به.
    وهاجم ناصر حلف بغداد وحصل ما حصل وقام الزعيم عبد الكريم قاسم بثورته فى تموز 1958، وكان عبد الناصر فى موسكو فعاد مسرعا الى القاهرة وهو يردد، كما قيل فى وقتها (البترول فى جيب والبلح فى جيب).

    انتظر ناصر شهرين ثم ثلاثة ولم يسمع من بغداد ما يدل على استعداد الزعيم على تسليمه العراق كما فعل السوريون، وكان رده أنه قام بالثورة من أجل الشعب العراقي وهو الذى سيحدد مصيره حالما تستقر الأمور وتجرى انتخابات أعضاء البرلمان الذى يقرر بعد ان يستفتى الشعب عما إذا كان يرغب بالوحدة مع الجمهورية العربية المتحدة. بدأ ناصر بهجوم شديد على الزعيم، وأذكر أنه سماه قاسم الآثم(آسم الآسم ) فى بعض خطبه، وآزره فى ذلك حسنين هيكل والمذيع أحمد سعيد.

    لم يرق هذا الوضع لبعض الضباط العراقيين فبدأ بعضهم بالتحدث سرا ثم جهرا يطالبون بالوحدة الفورية، وقام العقيد عبد الوهاب الشواف بحركة انقلابية فى الموصل أخمدت بسرعة وقتل الشواف وهو فى طريقه الى سوريا. كان عبد الناصر قد زود الشواف بما يحتاجه من مال وسلاح وأقام محطة إذاعية خاصة فى حلب لتحريض العراقيين على زعيمهم، وكانت حركة هوجاء بليدة راح ضحيتها المئات من العراقيين.

    كان العقيد عبد السلام عارف أحد المتحمسين للوحدة الفورية، فحاول اغتيال الزعيم وفشل، وعفا الزعيم عنه وعينه سفيرا فى المانيا، ولكنه كان أحمقا ضيق التفكير فعاد الى بغداد، واتصل بالبعثيين وجمال عبد الناصر وانضم اليهم الضباط الذين كانوا شاكلته، وقاموا بانقلابهم الأسود يوم 8 شباط/فبراير 1963، وقتلوا الزعيم فى اليوم التالى بعد ساعة من محاكمة شكلية، قتل على إثرها الآلاف من العراقيين ومنهم المئات من الكرد الفيلية الذين كانوا فى طليعة المحبين للزعيم، ولم ينسى ناصر ان يهنىء عارف الذى غدر بأصدقائه البعثيين بعد 8 اشهر وانقلب عليهم واستولى على الحكم. وبدأ عارف الأحمق حكما طائفيا مقيتا، وتجاهل مطالبة عبد الناصر للوحدة بعد ان تذوق حلاوة الحكم!. وكذلك فعل أخوه عبد الرحمن من بعده. ولا يفوتنى ان اذكر أن العراقيين وجدوا فى الراحل عبد الرحمن عارف انسانا طيبا محبا لشعبه وبلده ويختلف كثيرا عن أخيه الأصغرعبد السلام، وغدر به البعثيون الذين عاملهم بكل رفق وطيبة، فانقلبوا عليه عام 1968 ولم يقتلوه بسبب معارضة عدد كبير من الضباط فنفوه الى خارج العراق، ثم سمح له صدام بالعودة فى أوائل الثمانينات. وبعد سقوط البعث فى 2003 كرمته السلطة الجديدة وخصصت له ولعائلته رواتب جيدة، وتوفي فى عام 2007 فى عمان.

    يذم بعضهم ثورة تموز 58 ويتجاهلون أن الغالبية الساحقة للشعب العراقي كانوا متلهفين لحصولها، وازدادت الكراهية للعائلة المالكة والحكومات المتعاقبة بعد نجاح عبد الناصر فى ازاحة الملك فاروق واعلان الجمهورية والدعوة الى الوحدة العربية، ولن أنسى اليوم الذى كنت اشاهد فيه فيلم (أحدب نوتردام) فى سينما الخيام ببغداد واللقطة التى صورت زعماء الثورة الفرنسية فى إجتماع سري قاموا خلاله بهتاف (تحيا الجمهورية الفرنسية)، فنهض رواد السينما عند سماع الهتاف يرددون هتاف (تحيا الجمهورية العراقية)، فأسرعت الشرطة بتطويق السينما وألقت القبض على الكثير منهم، وبضمنهم أحد أصدقائي الذى كان يجلس بجانبى ولم يستطع الفرار.

    دعونا نتأمل فى كل الثورات التى سمعنا بها ابتداء من الثورة الفرنسية، هل نجحت أي منها فعلا وحقيقة؟ التأريخ يقول ان الثورة الفرنسية حصدت رؤوس مئات الآلاف من الفرنسيين وأفرزت نابوليون بونابارت العسكري المغامرالذى حارب اوروبا بأسرها، وبعد انتصارات باهرة بدأت الأمور تتغير خاصة فى الجبهة الشرقية حيث أباد الروس معظم الجيش الفرنسي والقي القبض على نابوليون ومات فى المنفى، ودفع الفرنسيون ثمن مغامراته ضحايا فاقت أعدادهم اعداد ضحايا الثورة نفسها بكثير. والثورة المصرية فى عام 1952 التى كلفت الشعب المصري ثمنا باهضا، وماذا كانت النتيجة؟ قام ناصر بحربين ضد اسرائيل وخسرها وسماها نصرا، وكان عليه وهو العسكري المحترف أن يدرك أنه لا يحارب اسرائيل وحدها بل أنه يحارب أمريكا والعالم الغربي بأسره. وفى عام 1962 ارسل جيشا الى اليمن وصل عدد جنده الى اكثر من 60 الفا قتل منهم خمسة عشر الف جندي وخرج منها عام 1967 بخفي حنين، وخسرت اليمن اربعين ألفا من جنودها نتيجة لتدخل ناصر.

    الانقلاب البعثي فى العراق فى عام 1963 ثم 1968 وصعود نجم صدام الذى كلف العراق والعراقيين مالا يحصى من الأرواح والأموال. وكان المقبور صدام يحاول تقليد عبد الناصر فى كل ما فعل، فقد هاجم ايران، والكل يعرف مدى الفاجعة التى حلت بالعراق نتيجة لتلك المغامرة الحمقاء، وتبعها بغزو الكويت الذى مهد الطريق لدخول القوات الأمريكية وحلفائها العراق والى جانبهم قوات عربية وبضمنها قوات عبد الناصر، وكنا نشاهد من على شاشة التلفزيون العساكر المصريين الذين كانوا يطلقون مدافعهم على الجيش العراقي وهم يكبرون (الله أكبر) وكأنهم يهاجمون اسرائيل. عقد هدنة مع الأمريكان ووافق على جميع شروطهم وشرطه الوحيد هو أن يسمحوا له بالبقاء فى الحكم. وتبع ذلك حصار العراق والمآسي المروعة التى حلت بالعراقيين نتيجة الحصار وقمع انفاضة شعبان فى الجنوب وتشديد النكير على الأكراد فى الشمال. ولم يكف صدام عن المناورة والمداورة مع المفتشين الدوليين الذين فتشوا حتى مخدعه، وحاول ايهام العالم بانه يملك اسلحة الدمار الشامل.

    لقد كان صدام حليفا مدللا لأمريكا حينما هاجم ايران، ولكنها قررت التخلى عنه بعد ان هاجم الكويت وهدد دول الخليج النفطية وما يعنى ذلك من تهديد لمصالح أمريكا الحيوية فى المنطقة فقرروا التخلص منه نهائيا. وتم لهم ذلك ودخلت قواتهم بغداد فى 9 نيسان/ابريل 2003 وفر سيف العرب حيث عثر عليه فيما بعد فى حفرة حقيرة وحوكم واعدم. هل يمكن احصاء عدد ضحايا حروبه ما بين قتلى وجرحى ومعوقين ويتامى وارامل ودمار شامل؟

    ان العراق اليوم فى حال يشبه الحال الذى كان عليه قبل الانقلاب البعثي، فهومحاصر من دول مجاورة طامعة به، ولكل دولة منها عملاء فى داخل العراق معظمهم اشترك فى اسقاط الزعيم الشهيد، وهم يحاولون الآن وبشتى الوسائل إسقاط الحكومة المنتخبة، ولا يهمهم ما سيحصل للعراق وأهله من مصائب قد تفوق كل ما مر به اذا نجحوا، وسنعود نتكلم عن (الزمن الجميل) الذى نطلقه الآن على العهد الملكي، لنطلقه على زمن صدام زمن الحصار والغازات السامة والمقابر الجماعية، وسيتربع على الحكم سياسي ديكتاتور فظ غليظ فيعيد ما صنعه صدام من مصائب وأكثر، او معمم جاهل لا مؤهلات له سوى النسب يدعى ان مخططاته الهية، أو ينحدر من الشمال زعيم كردي يدعى حبه للعراق وهو يريد الانفصال عنه ليقيم امبراطورية يحلم بها ويخطط لها، او قد تنشب حرب بين ايران وتركيا ويعود العراق ساحة للصراع بين هاتين الدولتين كما كان فى ماضى الزمان.

    ما هو الحل:
    نوحد كلمتنا ونبتعد عما يفرقنا من نزاعات دينية وطائفية وغيرها ومساندة الحكومة الحالية ومراقبتها للمضي فى اصلاح ما خرب، وننتظر لغاية نهاية دورة البرلمان الحالية، فنقرر من ننتخب، ويقوم البرلمان الجديد بتعديل الدستور لسد الثغرات فيه. أما اذا استمر الوضع كما هو عليه الآن فسيكون العراق معرضا للانهيار التام.


  2. #2
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: July-2011
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 28,586 المواضيع: 5
    صوتيات: 432 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 35103
    آخر نشاط: 17/March/2023
    شكرا سالي على المقال
    وان كنت اجد صعوبة في ربط مقدمته بخاتمته
    ولكن
    وبناءا على ما لخصه في خاتمة المقال اتفق مع ما اورده من مخاوف على العراق
    واود هنا ان اضيف امرا رابعا لمخاوفه الثلاثة
    وهو الخوف من بداية تشكل وولادة ديكتاتورية (( صدامية )) جديدة في العراق ولها الكثير من المؤشرات التي تنبيء بذلك

  3. #3
    من المشرفين القدامى
    ابو مصطفى
    تاريخ التسجيل: August-2011
    الدولة: مانيسا - تركيا
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 4,657 المواضيع: 457
    صوتيات: 1 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 1481
    مزاجي: احمد الله على كل حال
    آخر نشاط: 20/March/2023
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى مواطن عراقي
    مقالات المدونة: 2
    ناصر دغدغ مشاعر معينة لدى الشعب
    والمالكي يدغدغ اخرى

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال