Friday the 29th June 2012
صحف: حافية القدمين بـ (جينز) وكتابة على قميصها وابتسامة.. مدعاة لغضب السوريين
أسماء الأسد.. ماري انطوانيت الربيع العربي تتعامل بانفصامية مع الأزمة


عدنان أبو زيد
سيدة فاتنة وشابة وأنيقة للغاية، وهى الأكثر حيوية وفتنة بين قرينات رؤساء الدول

مازال قميص اسماء الاسد زوجة الرئيس السوري بشار، يثير الكثير من الجدل في وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، مظهرا الاهتمام المفرط الذي يظهره الرأي العام لسلوكيات النخب والزعماء في اوقات الشدة والحروب والأزمات.
وظهرت أسماء حافية القدمين مرتدية قميصا كُتب عليه ( حلوة يا بلدي) حيث نشرت الصورة الكثير من وسائل الاعلام بينها صحيفتا بيلد الألمانية ولو جورنال دو ديمانش الفرنسية.
وفي العديد من وسائل الاعلام ومع اشتداد الحرب في سوريا تحرص وسائل الاعلام على النفاذ الى الحياة الخاصة لعائلة الاسد.
وكتبت صحيفة (الوطن) الكويتية أن " أسماء الأسد تخطف الأضواء من خلال قميص يثير جدلا كبيرا".
وكانت الصورة المثيرة للجدل الى جانب صور اخرى، التقطت في العشرين من يونيو/حزيران في دمشق خلال تدريب فريق (البادمنتون) السوري قبيل دورة الألعاب في لندن.
وعلقت صحيفة (لو موند) الفرنسية حين نشرت عدة صور ل(أسماء) ان ذلك "يتزامن مع القمع في سوريا".
وفي هذه الصدد يشير موقع (شارلز روليس بلوك) الذي ينشر وجهات نظر مفكرين في السياسية والاقتصاد، "ان بشار وزوجته اسماء يجسدان تماما (ترف الشر )" بحسب تعبير المفكر حنة أرندت. فبحسب أرندت فان " الناس العاديين وهم يعيشون الجرائم الخطيرة التي ترتكب بينهم، يعيشون حالة انفصام مع الحالة العامة التي تعرض الترف الساذج عليهم عبر الشاشات والذي يتمثل في افراط النخب في التسلية والاناقة بينما الناس تقتل ".
وشهدت السنوات الماضية تبوأ اسم زوجة الرئيس الحظوة الى جانب نساء أخريات فرضن حضورهن في الساحة السياسية الدولية.



ومنذ العام 2008 اثارت (اسماء) اهتمام وسائل الاعلام حين حضرت قمة البحر المتوسط في باريس، واثارت طلتها اهتمام دور الازياء والموضة ومجلات المشاهير اذا بدأت تترصد اخبارها، وتكلل ذلك باختيار مجلة ايل الفرنسية المتخصصة بالأزياء لها كسيدة الأناقة للعام 2009.
وفي هذا الصدد يعتبر بول فارهي من صحيفة واشنطن بوست ان المقال الذي كتبته الصحافية جوان جوليت باك في صحيفة (فوغ) العالمية المتخصصة في مجال الأزياء عن سيدة سوريا الأولى أسماء الأسد هو "المقال الأسوأ من حيث التوقيت والأكثر انفصالا عن الواقع منذ عقود".
وكانت باك كتبت عن اسماء " سيدة فاتنة وشابة وأنيقة للغاية، وهى الأكثر حيوية وفتنة بين قرينات رؤساء الدول".
واستطردت قائلة: "إن المهمة الرئيسية للسيدة الأولى التي تبلغ من العمر 35 عاما هي تغيير عقلية 6 ملايين سوري تحت سن الثامنة عشرة، وتشجيعهم على المشاركة فيما تطلق عليه (المواطنة الفعالة)".
ومن مفارقات الصدف ان المقال ظهر الى الرأي العام،، حين بدأ بشار الأسد في شن حملة مسلحة تجاه معارضيه. ومنذ ذلك الحين، لقي نحو آلاف السوريين حتفهم على يد قوات الأمن.
ويصف بول فارهي في مقاله اسماء الاسد بمثابة "ماري أنطوانيت الربيع العربي، حيث أظهرت رسائل إلكترونية سربتها جماعات المعارضة السورية الشهر الماضي أن أسماء الأسد تقوم بالتسوق عبر الإنترنت لشراء مجوهرات، وثريات، وأحذية مصممة خصيصا من متاجر في باريس ولندن بينما كان قمع حكومتها الوحشي تجاه شعبها ما يزال مستمرا".
وحين أثار مقال باك، الذي نشر في عدد شهر مارس (آذار) عام 2011، شعورا بالدهشة والسخرية على نطاق واسع، اختفى المقال بعد ذلك بعدما تسبب في حرج شديد للمجلة اذ قامت بحذفه من على الموقع الإلكتروني الخاص بها.
وصدر قرار ضد زوجة الرئيس السوري يحظر دخولها الى أوربا بعدما كانت تحتل اغلفة المجلات النسائية الأوروبية وتدبج المقالات حول اناقتها وجمالها، وتقدم على انها الوجه الحضاري للمرأة العربية الجديدة.
لكن عبد الباري عطوان يرى ان الاوربيين قبل ذلك " لم يحاول أحد من الذين يطاردون سيدة سورية الاولى ووالداها طلبا للقائها، ان يتوقف لحظة عند ديكتاتورية النظام السوري، وانتهاكه لحقوق الانسان واهانته لكرامة اكثر من عشرين مليونا من مواطنيه".
ويتسائل عطوان عن " الضرر الذي سيلحق بزوجة الرئيس السوري اذا مُنعت من دخول دول الاتحاد الأوروبي
ويتابع عطوان " لا نعرف لماذا تعاقب السيدة اسماء الاسد على وجه الخصوص، فهي ليست جنرالا في الأمن السوري تشرف على تعذيب المعارضين او تصدر الاحكام بإعدامهم، انها لا تستطيع تطليق زوجها او الهرب من سورية لو ارادت الهروب، مما يؤكد ان هؤلاء الذين اصدروا مثل هذا القرار لا يعرفون سورية اولا، ولا يعرفون قوانين الاحوال المدنية ثانيا، ولا احكام الشريعة الاسلامية ثالثا، والأكثر من ذلك يغلقون ابواب النجاة في وجه امرأة، في حال قررت ان تترك زوجها واطفالها، وهذا ما نستبعده كليا".
ويزيد عطوان القول " ربما تكون الرسائل الالكترونية (ايميل) التي جرى تسريبها اخيرا الى بعض الصحف الغربية، ومنها الى نظيراتها العربية، قد كشفت عن استهتار السيدة اسماء بمعاناة الشعب السوري الذي يواجه القتل يوميا، من خلال اقدامها على شراء احذية او مزهريات مرتفعة الثمن، وهذه مسألة قابلة للنقاش على أي حال، لان حمى التسوق هذه كانت موضع اشادة قبل الاحداث الدموية السورية، ولكن لم يتوقف احد، او ربما القلة، عند امور اكثر اهمية وخطورة كشفت عنها الايميلات نفسها، وابرزها غياب دولة المؤسسات في سورية، وتركيز السلطات كلها في يد شخص الرئيس ومجموعة صغيرة من مستشاراته ومستشاريه، الذين يقررون كل شيء دون الرجوع الى اي مرجعية مؤسساتية في البلاد".
لكن شاحر أتوان كتب في صحيفة هآرتس ان " أسماء الاسد بمظهرها المشرق البهيج صارت موضوعا لاستعراض صحف الازياء العالمية لكنها خيبت الآمال وأظهرت انها لا تختلف في موقفها عن زوجها الأسد