أنفجـــ,,ـــــار ...
جلس مع والديه صباحاً على مائدة الإفطار وهو يردد اليوم هو أخر يوم .
نظر إليه والديه بتعجب !....ماذا تقصد بأخر يوم ؟ فأجابهم اليوم هو النهاية ..ازدادت حيرتهم ! وأي نهاية هذه يا ولدي؟ ضحك ساخراً وقال انها النهائي فاليوم هو نهائيات المباراة التي جرت بين الفرق الشعبية.
لبس ملابسه وبدء التمارين الرياضية استعداداً للمباراة ...فبدء يركض ثم يقفز, إلا انه أحس إن هناك شيئاً في صدره يمنعه من ألمتابعه, فجلس على الأرض وهو ينظر الى شقيقه الصغير ,أخذه ,ضمه الى صدره, دمعت عيناه,ولكنه انتبه الى نفسه وقال ماذا بي ؟فأنا اليوم اختلف عن الأيام ألسابقه .
طُرقت الباب واذا بأحدهم ينادي هيا فقد بقي للمباراة نصف ساعة ,فحمل حقيبته وتوجه الى الباب ليخرج إلا انه رجع وقبّل والدته ثم قبّل يدها وقال وداعاً يا أمي ولا اطلب منك الا الدعاء وان تكوني راضية عني ,فدمعت عينا والدته وقالت ما بك اليوم يا ولدي ؟ قال لا اعرف فأنا اشعر بضيق في صدري ,قالت هل أنت مريض ؟أذا كنت مريضاً فلا تذهب, قال كلا واليوم هو النهائي فكيف لا اذهب ! قالت أذاً فليحرسك الباري ,والتفت الى والده قائلاً ,هل تسمح لي أن أأخذ أخي الصغير معي ؟فقال والده ,كلا لا تأخذه معك فأنت سوف تكون مشغولاً بالمباراة وقد يضيع او يحصل له اي شيء ,فقال حسناً وخرج.
وصل الى الملعب وسلم على أصدقاءه من الفريقين ,وقال لهم ياه ما أجمل الحياة ...فقالوا نعم ان الحياة جميلة ,ثم بدء بعد ذلك بتغيير ملابسه ودخل الى المباراة
كانت المباراة جميلة جداً وقد لعب مع فريقه بمهارة وإتقان حتى انه كان السبب بفوز فريقه والحصول على كأس الدورة
صفر الحكم معلناً نهاية المباراة وفاز الفريق ,فتجمعوا لتهنئة بعضهم والحصول على الكأس ,ونظروا وإذا بسيارة كانت واقفة بقربهم قد صعد إليها صاحبها وتوجه إليهم وعند وصوله بين الفريق انفجرت السيارة
فقُتل الكثير وأُصيب الأكثر .
وصل الخبر الى والديه ,لقد حدث انفجار في الملعب ,فركضا ومعهم شقيقه الصغير, وعندما وصلا الى الملعب بدءا بالبحث عنه .....نضر شقيقه وإذا به يراه ممدداً في وسط الملعب ,فقال أمي أبي انه هناك .
وصلوا إليه واحتضنته أمه وقالت ما بك يا ولدي ؟ فقال لها الم اقل لكم انه اليوم الأخير .
حاول أبوه حمله الا انه قال اتركني يا والدي فأنا أُريد أن أودعكم ,أمي سامحيني على كل ما بدر مني, ابي كن حنوناً على أخي وإذا نظرت إليه كأنك تراني , أخي تعال لكي أقبلك ,فدنا منه أخوه وقبله واسلم الروح لبارئها وهو يردد الأية
(وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت)
اللهم أدخلنا الجنة وأدخلهم في نار جهنم وبأس المصير
انتهى....