وصف الصحفي البريطاني جوناثان ستيل توافد بين 20,000,000 و 26,000,000 انسان من مختلف انحاء العالم ، الى كربلاء المقدسة بمناسبة اربعينية سيد الشهداء الامام الحسين (عليه السلام) ، بالحدث “المعجزة” ، فيما وصفت صحيفة الاندبندنت زيارة الاربعين بانها “اضخم حشد بشري في العالم” ، ولكن هذا الحشد البشري المعجز ، كان اكبر من ترصده كاميرات الاعلام العربي الاعور ، لاسيما الاعلام الخليجي الحاقد ، وفي مقدمته الاعلامين الطائفيين ومنبري الفتن المذهبية “الجزيرة” و “العربية” ، فقد غاب كليا عن شاشات هذا الاعلام ، الذي كان مشغولا بتسويق القاعدة والتكفيريين ، ك”معرضة سورية معتدلة” في صفقة تبادل الجنود اللبنانيين ، مع مجموعة من الانتحاريين والتفخيخيين والذباحين في سجون لبنان.
من حق هذا الاعلام الخليجي ان يصاب بالجنون والعمى حقدا ، لانه ببساطة اعلام ناصبي وناطق رسمي باسم الوهابية التكفيرية ، التي تتربص الدوائربزوار سيد الشهداء (ع) ، فعصابات “داعش” والقاعدة والتكفيريين والبعثيين ، تغتال عشاق الحسين (ع) تفجيرا ، بينما يغتال الاعلام عشاق الحسين (ع) معنويا ، ولكن حتى لو دفن الاعلام الخليجي راسه في التراب كي لايرى الملايين الهادرة ، فان العالم كله راى بأم عينه الملاحمة الكربلائية الكبرى ، التي سطرها اكثر من 20 مليون انسان ، قادمين من 60 بلدا.
الناصبيون على مختلف انواعهم ، “دواعش ذباحون” و “دواعش اعلاميون” ، كانوا يتصورون ان فظائعهم ومجازرهم بحق اتباع اهل البيت عليهم السلام ، والنقل الحي لحفلات الذبح والنحر والصلب والسبي ،ونقل تهديدات التكفيريين ، تكفي لالقاء الرعب في قلوب اتباع اهل البيت عليهم السلام ، وتحول دون مشاركتهم في مراسم عاشوراء وخاصة في زيارة الاربعين ، ولكن ما شاهدناه اليوم في كربلاء ، اكد حقيقة واحدة ، ان جذوة حب الحسين (ع) في قلوب المؤمنين ، تزداد سعيرا كلما لاقى عشاق الحسين (ع) العنت على طريق هذا الحب الالهي ، الذي يسري في الدم والعروق.
رسالة زيارة الاربعين ، تؤكد ان الانسان الذي صنعه الحسين (ع) بثورته الكبرى في كربلاء ، انسان ابى الظيم ، رافضا للاستبداد والاستعباد ، شجاعا لا يخاف خفافيش الظلام من امثال “الدواعش” وكل العصابات الوهابية ، وهذه الرسالة تكثف صورة الانسان المقابل والمناقض لهذا الانسان الحسيني ، وهو الانسان الذي صنعته الوهابية ، الانسان الذباح التفخيخي السفاح السادي والظلامي ، ولاداة طيعة بيد الرجعية العربية والصهاينة والمستكبرين ، بهدف تشويه الاسلام وصورة المسلمين ، ففي الوقت الذي تنقل المواقع في الفضاء الافتراضي الممولة، وهي بالالاف ، الصور المقززة والكريهة للحفلات السادية ل”الدواعش” و التكفيريين ، نرى في المقابل مقطع فيديو اذهل العالم يظهر أحد خدام الحسين عليه السلام وهو يقبل أقدام الزوار المشاة على طريق “يا حسين” في مدينة النجف الاشرف ، بعد أن يعرض عليهم المساعدة ، وخدمة التدليك مجانا ، وبنفس راضية مرضية ، يجلسهم على أريكة أعدها لهذا الغرض ، ويبدأ بإراحتهم وتدليك أرجلهم بعد أن يقبلها ويضعها على رأسه.
اربعينية الحسين (ع) التي اغاضت النواصب الوهابية ، واصابتهم بالحول وحتى العمى ، من الحقد ، كما بدا واضحا من اداء منابر النواصب من امثال “العربية” و “الجزيرة” ، الا انها اثلجت صدور المسلمين شيعة وسنة ، وجميع احرار العالم ، لانها ترسم لوحة جميلة للاسلام ورسالته الانسانية السامية ، وهي الصورة التي لا يريدها الاستكبار والصهاينة وذانابهم من الوهابية واذرعها المتمثلة ب”داعش” و القاعدة واخواتهما ،ولكن اربعينية هذا العام وزحف اكثر من 20 مليون زائر الى كربلاء ، تؤكد ان ثورة الحسين (ع) تدخل العقول والقلوب ، ويلتحق بركبها كل عام الالاف ، رغم انف النواصب الوهابية واسيادهم الصهاينة ، وليموت الاعلام الخليجي الوهابي الناصبي الطائفي الاعور بغيضه ، وليحرس الله زوار الحسين (ع) بعينه التي لاتنام.
بقلم: منيب السائح
انتهى
منقول