لاقى تطبيق تيليغرام رواجاً واسعاً منذ انطلاقه نظراً لما يتمتع به من سهولة في الاستخدام، فهو لا يطلب منك رقم موبايل للانتماء الى أي مجموعة كما الحال في تطبيقات أخرى، ما يسبب خوفاً على الخصوصية والأمان، كما أنه يتمتع بسهولة في متابعة القنوات والخروج منها بناء على رغبة المستخدم نفسه، على عكس برامج أخرى.
النقطة الاولى التي تثير الشكوك حول درجة الأمان في تطبيق تيليغرام هو أن برمجته تمت بالطريقة الروسية من قبل ملاك الشبكة الاجتماعية الشهيرة في روسيا "في كي"، ويسوق ملاك تطبيق تيليغرام بأن تطبيقهم آمن لأنه يستخدم تشفيراً خاصاً به، لكن بعض الخبراء الاميركيين أفادوا بأن هذا التشفير لا يراعي المعايير العالمية المعروفة.
العديد من الدلائل بينت أن أمان تطبيق تيليغرام مبالغ فيه، ومن هذه الدلائل:
1. التشفير يتم فقط من التطبيق الخاص بك إلى السيرفر الوسيط بينك وبين من تحادثه، ومعنى هذا الكلام أن أي رسالة ترسلها في تيليغرام هي مشفرة عندما تخرج من جهازك وعندما تصل إلى السيرفر الوسيط يفك تشفيرها لتصبح دون تشفير ثم يشفرها ويرسلها من جديد إلى المستقبل.
2. في حالة وجود اختراق لشبكة تيليغرام أو في حالة رغبة ملاك التطبيق معرفة ماذا يتشارك الناس سوف يعرفونه بكل سهولة أو في حالة رغبتهم في بيع بياناتك عند الاستحواذ عليه سوف يستطيعون.
3. محادثاتك وصورك وملفاتك وتخزينها لديهم واسترجاعها عند تثبيت تطبيق تيليغرام على هاتف آخر، وإذا كانت مشفرة لابد أن يفك تشفيرها أولاً لكي يسترجعوها، ما يعني أن لديهم القدرة على الوصول إلى مفتاح التشفير الخاص بك.
4. النقطة الأخرى التي تثير الشك هي خاصية المحادثة السرية وخاصية التدمير الذاتي، فالتطبيق تم التسويق له بأنه آمن ومشفر بالكامل، فلماذا إذا المحادثة السرية إذا كان التطبيق أصلاً لا يحتفظ بالمعلومات في سيرفراته، ولماذا أوجدوا خيار الحذف بشكل كامل بعد وقت معين؟!
5. عند عمل تحويل لمحادثة معينة لشخص آخر فإن من قام بكتابة الرسالة الأصلية سيظهر اسمه للطرف الثاني، سواء كان يعرفه أو لا، فمثلا "أ" ارسل لـ "ب" وهم اصدقاء ومعلوماتهم ظاهرة لبعضهم فإذا حول "ب" لـ "ج" محادثة "ا" الذي لا يعرف "ج" فإن كل بيانات "أ" تظهر لـ "ج" بما فيها أحيانا رقم الجوال، لذلك ينصح هنا باستخدام خاصية "النسخ واللصق" بدلاً من التحويل، حيث يعتبر مطورو تيليغرام أن التحويل مثل تحويل الإيميل لشخص آخر بحيث تظهر معلوماته للطرف الآخر.
6. عند فقدان رقم هاتفك وقيام شخص ثان بشرائه او الاستيلاء عليه فستظهر له كل الرسائل السابقة والمجموعات بأسماء اشخاصها كما كتبتها أنت سابقاً عند تحميله للتطبيق، لانك تصبح مستخدماً للتطبيق عن طريق رقم هاتفك النقال.
7. يمكنك إضافة أي شخص على مجموعات المحادثة دون الرجوع الى مدير أو أعضاء هذه المجموعة، أي أنه لا يوجد من يتحكم بالمجموعة حتى من أنشاها.
وهناك العديد من التوصيات التي نسوقها لاستخدام هذا التطبيق او أي تطبيق آخر، يمكن تلخيصها بما يلي:
1. تذكر أنه لا يوجد برنامج آمن بشكل كامل على الانترنت، وأي ادعاء بذلك فيأتي من باب التسويق فقط.
2. أي تواجد للمستخدم على الانترنت عموماً يضع خصوصيتك على المحك في حال عدم إحسان التصرف.
3. لا تنخدع بمجانية برامج الشبكات الاجتماعية لأن العائد على الشركات المالكة لهذه التطبيقات هو قيمة بياناتك التي تتشاركها.
4. لا تشارك معلوماتك الخاصة على أي شبكة اجتماعية مهما كانت غير مهمة.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.
المصدر